أصدر معتمد محلية الضعين أمس الأول قراراً أمر بموجبه بإخلاء مدينة الضعين من مواطني جنوب السودان خلال (72) ساعة كإجراء وقائي عقب تفشي الكوليرا ووفاة وإصابة العشرات بمعسكرات اللاجئين الجنوبين جنوب الضعين. وأكد المعتمد في قراره أن كل من يخالف ذلك القرار يعرض نفسه للمساءلة القانونية واصدر المعتمد كذلك قرارا آخر منع بموجبه نقل الجنوبيين بالعربات من معسكراتهم إلى مدينة الضعين. وأكد المعتمد في قراره أن كل صاحب عربة يخالف هذا القرار يعرض نفسه لغرامة مالية قدرها (10) ألف جنيهاً. وفي معسكر كريو جنوب مدينة الضعين قال أحد سكان المعسكر في تصريحات إذاعية إنه تم إغلاق المعسكر ومنع دخول وخروج الأشخاص عدا المنظمات العاملة فى المعسكر، وذلك خوفا من انتشار الوباء فى بقية أرجاء المحلية. وقال إن الشرطة فرضت حصارا على المعسكر منذ يوم الجمعة حتى أمس الأول الأحد ومنعت الناس من الدخول والخروج إلى حين تحسن الأوضاع الصحية. ونص قرار المعتمد الذي حمل الرقم سبعة للعام الحالي (2017) والمسمى بقرارمنع اللاجئين الجنوبيين من الدخول إلى مدينة الضعين بالمركبات ونص على أن كل صاحب مركبة يخالف هذا القرار يعرض نفسه لغرامة مالية مقدارها عشرة ألف جنيه فيما سمي القرار رقم تسعة للعام 2017 بقرار إخلاء مدينة الضعين من اللاجئين الجنوبيين ويمنع بموجب هذا القرار تواجد اللاجئين الجنوبيين بالضعين ويأمرهم بإخلاؤها خلال فترة زمنية زمنية تقدر ب (72) ساعة ونص على أنه كل من يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية. واستهجن العديد من المراقبين القرار كونه يعد انتهاكاً واضحاً للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين مستدلين على ذلك بتقرير وزارة الصحة الإتحادية الصادر في فبراير الماضي والممهور بتوقيع وكيل الوزارة إقبال أحمد بشير عن الإسهالات المائية في السودان حيث تحدث التقرير عن تفشي وانتشار الكوليرا في السودان حتى العام (2014) ووضع توقعات ومؤشرات لما سيكون عليه الحال في العام (2017) أكد فيه أن الكوليرا مستوطنة في السودان ودلل التقرير على ذلك بظهورها في سبعينيات القرن الماضي وتسعينياته إضافة إلى ظهورها في العام (2006) وانتشارها بصورة كبيرة في شرق السودان ومضى المراقبون للقول بأن التقرير يؤكد أن الكوليرا ليست لها علاقة بجنوب السودان ولا اللاجئين الذين دخلوا السودان عقب اندلاع الحرب لافتين النظر إلى هنالك مواثيق دولية لحماية اللاجئين وأن أي قرار يمس اللاجئين من مناطق الحرب هو انتهاك صريح لها. وعليه يجد اللاجئون الجنوبيون في ولايات لسودان المختلفة أنفسهم بين شقي الرحى ما بين حرب لا تبقي ولا تذر وبين اتهامات بتصدير الكوليرا في ما لجأوا إليه من دول الجوار فراراً من نيران الحروب وهي محنة أخرى في دروب لجوءهم الطويلة .. محنة اللاجئين.