مناقشة حول عودة المهاجرين والمغتربين السودانيين إلى السودان في ظل نظام تصدير السودانيين تقديري كاملا للظروف الموضوعية والذاتية التي دعت ملايين السودانيين للهجرة أو الاغتراب في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية في السودان . دعونا نؤسس لنقطة جوهرية وهي أن الحلول الفردية لا تجدي. اعرف أن هذه المساهمة بين شد (الذاتية) وجذب (الموضوعية) . فحال السودان بطبيعة الحال لا يسر بدءاً من مصادرة الحريات مروراً بشظف العيش انتهاءً بالإسهالات المائية (اسم الدلع للكوليرا). هذه المناشدة وإن كانت لجميع السودانيين في دول الاغتراب إلا إنها تستهدف الناشطين وطنيا وليس سياسيا فقط والمهتمين بالشأن العام. أن المناشدة تخص المهنيين في كل مهنة والحرفيين في كل حرفة. أن الوطن حقا في اشد الحوجة إلى مهاراتكم وخبراتكم التي حصلتم عليها بجهدكم المميز في الخارج .السودان حاليا يعيش في اشد سنواته بؤساً وترديا في كافة مناحي الحياة بلا استثناء. أن العودة وترك الحد المعقول من مستوى المعيشة بالخارج يتطلب الكثير من التضحية. نعم ما زالت الجبهة الإسلامية تستأثر بالسلطة ولا تترك مجالا للمشاركة إلا في أداور الكومبارس. وتستأثر بالسوق ولا تترك مجالا إلا بعد استنزاف الآخر بالضرائب والزكاة ورسوم المحليات وغيرها. نعم كل ذلك وأكثر. ولكن ما العمل؟ استمراركم اكثر بالخارج يعني استمرار تراجع وتعقد الوضع في السودان اكثر. ننتظر مساهمتكم في اقتلاع النظام من ارض المعركة بالاعتصام ، بالانتفاضة ، بالإضراب. في تقديري المتواضع أن عودة كل من حقق حدا أدنى معقول من متطلباته الخاصة (المتفاوتة بطبيعة الحال من شخص لآخر ومن أسرة لأخرى) إن كل من حقق ذلك الحد الأدنى وعاد سيسهم بلا شك في ترقية الحياة في السودان كل حسب تخصصه وطاقته وخبرته ومهارته وماله وجهده. لا تمتلك هذه المساهمة أي حل فقط تقترح فتح مناقشات اكثر جدية بين الأصدقاء وفي داخل الأسر في تلك الشقق الضيقة والفلل الرحيبة حول التخطيط والتفكير في العودة في أسرع ما يتيسر وبالتالي اتخاذ الترتيبات اللازمة لتلك العودة. إن العودة بأعداد مقدرة من شأنها إحداث تغيير كبير سواء على صعيد إسقاط النظام أو على سبيل تغيير في طبيعة الحياة في السودان. مهما طالت سنوات الاغتراب أو الهجرة فإن المصير هو العودة فلما لا تكون في عز سنوات العطاء وليس خواتيم الحياة أو اللا عودة. وقديما قيل: وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ: يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مستحق وحديثا قيل: يا وطن عز الشدائد محمد صلاح مختار