القول الفصل.. أحلام جمال * عقب قرار تعليق عضوية الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم يوم الخميس الماضي والصادر من المؤسسة الدولية الكبرى – فيفا- والذي ترتّب عليه إلغاء مباراتي المريخ أمام النجم الساحلي في دوري أبطال أفريقيا، ومباراة الهلال الأبيض وزيسكو الزامبي في كأس الاتحاد الأفريقي، عقب كل ذلك بث السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ حلماً عابراً طاف بذهنه وسرعان ما تلقفته الجماهير المتعطشة لتواجد فريقها في البطولات الأفريقية بكل الفرح والأمل. * أبدى (الريس) جمال تفاؤله بإمكانية عودة فريقه لمواصلة مشواره في بطولة دوري أبطال أفريقيا، هذا بالطبع بعد أن تسحب وزارة العدل قرارها الإداري الحكومي بتمكين الجماعة التخريبية المسماة بمجموعة الإصلاح والنهضة من مقر الإتحاد الرياضي وهو السبب الرئيس في صدور قرار التعليق (الفيفاوي)!. * قال جمال أنهم سيخاطبون الاتحاد الأفريقي – كاف- من خلال تقرير ضافٍ يوضح حجم الخسائر المادية التي تكبّدها النادي الأحمر وهم يثقون أنهم سيجدوا الآذان التي تصغي لذلك، وبعده يمكن استصدار برمجة جديدة لمباراة المريخ والنجم الساحلي بتونس!!. * فات على (الريس) جمال أنه في اللحظة التي بثّ فيها حُلمه الجميل أن أطراف القضية تعددوا وتنوعوا للدرجة التي سيجد معها الاتحاد الأفريقي نفسه عاجزاً عن إستصدار قرار يعيد به حكامه لمدينة سوسوة التونسية لقضاء عطلة الأسبوع ناهيك عن إدارة مباراة طويت أوراقها وكتبت تقاريرها الفنية – التحكيمية- وحتى الصحفية. * فريق اتحاد العاصمة الجزائري – بطل المجموعة الثانية- أضحى طرفاً في القضية، وظفر بفريق فيروفيارو الموزمبيقي وصيف مجموعتنا ومن الصعب بعد ذلك إقناعه بتبديل خصمه المتواضع بعد أن شرع فعلياً في دراسته تأهباً للإجهاز عليه. * كما أن فريق فيروفيارو قنع بالغنيمة من الحرب الضروس التي دارت في الخرطوم بين المجموعة التخريبية، ومجموعة (التأخير)، وقد كانت غنيمته ليلة خريفية في العاصمة الخرطوم وبطاقة دعوة فاخرة لبلوغ الدور ربع النهائي بلا مجهود يذكر سوى الفُرجة على (الشفقانين) عشاق المناصب الذين نسوا في غمرة صراعهم أن هناك ضحايا يتساقطون أثناء مفاوضاتهم الرتيبة. * النجم الساحلي التونسي – أيضاً- هو أحد الأطراف وقد حزم حقائبه وسافر، ويتواجد الآن في باريس الأنيقة وقد خاض مباراة ودية مع مارسليا الفرنسي استعداداً لربع النهائي وهو لن يُغيّر برنامجه المُتزن بالعودة مرة أخرى لمعترك المنافسات الشرس ليخوض مباراة تنافسية مع المريخ في تونس ربما تُغيّر منافسه في الدور التالي إذا خسر من المريخ وشغل المركز الثاني بدلاً عن الأول. * حتى الأهلي الليبي أصبح جزء من الصراع وهو سيواجه النجم الساحلي في ربع النهائي وربما يفضل مواجهة التوانسة على مواجهة السودانيين لتقديرات يعرفها هو. * وإذا استجاب الإتحاد الأفريقي لطلب المريخ وتظلمه حسب افادات (الريس) جمال ربما يجد كاف نفسه مضطراً لاستعادة فريق هلال التبلدي. * وعلى غرار ما ذّكر عن المريخ وتنّوع أطراف القضية وزيادة عددهم فيمكن هنا إضافة سموحة المصري وزيسكو الزامبي، وريكرياتيفو الانغولي والأخيرين قد بلغا ربع النهائي مستفيدان من غنائم حرب التخريبية و(التأخير)، وهما بالطبع لن يقبلا ببعثرة أحلامهما ولا بتبديد أموالهما التي بذلاها خلال المشوار الأفريقي المرهق. * حتى قنوات bein sports ربما تضطر لدفع مبالغ جديدة لإقناع الشركة المكلفة برفع الصورة من الملعب لنقل الأحداث الجديدة. * ويجب أن لا ننسى أن المصري البورسعيدي أصبح طرفاً في الموضوع بعد أن خطف شيخ موكورو لاعب هلال الأبيض. * شيخ موكورو ذات نفسه يعتبر طرفاً قائماً بذاته ومن الصعب أن نجد مخرجاً وتفسيراً لمسألته المُعقّدة بعد أن وقّع للمصري والأخير – المصري البورسعيدي- يعتير من المستفيدين من غنائم حرب التخريبية مع ( التأخير)!!. * قلت لكم بالأمس أن الحروب تتضرر منها الشعوب – فقط- أما المُنعّمون أصحاب الخدود اللامعة فهم يتحاورون في القاعات الباردة حول السلطة وإلى أي مدى يمكن أن (يُكنكشون)؟!. ياسر بشير التيار