بينما كان كثير من المغتربين وأسرهم ،في السعودية، يرتبون أحوالهم تأهبا لتمضية الإجازة في السودان ،فإذ بوزارة المالية بالتنسيق مع إدارة الجوازات تعلن عن بدء تطبيق ما يعرف بالمقابل المالي إعتبارا من1 يوليو الجاري ، وهو أمر قد تم إقراره خلال الأشهر الماضية، ولكن نحن "ذاكرتنا ضعيفة" ، ويقضي بدفع 100 ريال عن كل فرد في الأسرة ولوكان طفلا حديث الولادة ،وفي 2018 م تبلغ 200 ريال لتكتمل 400 ريال بحلول 2020م، وهي سياسة دُرست بعناية تستهدف منها السعودية توفير "65 مليار ريال " خلال ثلاث سنوات،وبالتالي تبقى أمال المغتربين بتراجع السعودية عن هذه القرارات ضربا من الخيال الذي يعقد "مشاكلنا" ولايفتح لنا أي بوابة..غير بوابة" الخروج النهائي"!. تطبيق القرار أحدث صدمة واسعة في أوساط المغتربين خاصة أنه ربط بتجديد الاقامة، وتأشيرة الخروج والعودة، بمعنى أن شخص يود السفر عليه أولا سداد ما تبقى من أشهر الاقامة ، إزاء ذلك سارع كثير من المغتربين بعمل "خروج نهائي" لأسرهم، بينما أرجأ البعض هذا الاجراء،والغى جدولة رحلته الى السودان حتى يتدبر المقابل المالي فمن بينه هؤلاء من يعول أسر يبلغ أفرادها "6 أو "9 أفراد وهو يتقاضى راتبا دون ال 3 الاف ريال، فيما تبقى لانتهاء اقامته 7 أو 11 شهرا، وبالتالي هو ليس قادر على دفع المبلغ ، وحتى إجراءات الخروج النهائي بحاجة لدفع مبلغ مالي . لاشك أن الرسوم التي أقرتها السعودية قاسية جدا وهي فوق قدرات أغلب السودانيين وسيزداد الأمر تعقيدا بحلول عام 2018 حيث يتم تطبيق رسوم أخرى على المغتربين وتحسب وفقا لعدد الأجانب في أي مؤسسة مقارنة بالسعوديين فان هم زادوا يدفعون 400 ريال شهريا وتتصاعد سنويا لتبلغ عام 2020 مبلغ 800 ريال، وإن كان عدد الأجانب أقل من السعوديين "وهذه قليلة" يدفعون 300 وازداد ل 700 ريال .وأمام هذا الواقع تكون كثير من نوافذ الاغتراب قد سدت في وجوه من ظلوا يرفدون الخزينة العامة برسوم مباشرة وأخرى غير مباشرة.. نعم كثير من الذين حملوا هموم أسرهم وأقاربهم ، وتكفلوا بتزويج أعداد تفوق ماتم عبر مشاريع الزواج الجماعي مجتمعة، نعم سدت أمام من شيدوا المدارس والمراكز الصحية في مدنهم وقراهم ، وحفروا الابار بجهدهم الذاتي ، وكان حضورا أمام كل معضلة يحلها المال. نعم أنها ساعة الحقيقة التي لا تقبل التسويف، وعلى حريم المغتربين" مساندة أزواجهن في هذه المرحلة فالتضحية ببعض مدخرات الذهب "اذا توفرت" تنفع في هذا الوقت ، لكتابة اخر فصول رواية الاغتراب وهي "العودة النهائية" أيضا على الأهل في البلد تفهم أن أمر الهدايا أصبح من الذكريات الجميلة. دور الدولة تحدثنا عنه طويلا ، ويبدو أنه سيظل دون الطموح على خلفية تجاهل كل مطالب المغتربين منذ سنوات طويلة ، عموما إن كان هناك واجب ستقدمه الحكومة ممثله بجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج، الاسراع في مجابهة أزمة لأتعرف التأجيل فرواية الإغتراب أكتملت فصولها . والسلام. "الصحافة"