٭ يتعرض المجتمع السوداني لضربات موجعة ومتلاحقة بسبب السياسات الاقتصادية السوداء... وتتعرض عملية الحراك الاجتماعي الى هزات وصلت في كثير من الاحيان الى حد الزلزلة التي قضت على البنية الاجتماعية وعرضتها الى الوقوع في دائرة الضياع والخضوع الى معطيات جديدة تصب كلها في دائرة السلب فمائة لقيط شهرياً في شوارع الخرطوم تكفي. ٭ وضربات الواقع الاقتصادي للغالبية العظمى من الاسر كادت ان تقضي على الكثير من المقومات الايجابية للشخصية السودانية وتقود الى تزييف وعي الانسان واعاقة وتشويه امكاناته العقلية والوجدانية والروحية وتحطيم قدراته الابداعية.. وبالتالي يعمل هذا الواقع الاقتصادي الاسود على تفكيك بنية المجتمع الاساسية. ٭ وبالفعل بدأت بعض الظواهر التي تهدد كيان النسيج الاجتماعي من اهمها السلبية في المشاركة السياسية في جانبها الفكري والتنظيمي وظهور بعض الجماعات المتطرفة في الحياة سواء أكان هذا التطرف الديني المنكفئ الذي يكفر الاشخاص او الخروج من الوطن للالتحاق بكيانات خارج الوطن «داعش» او كان التطرف الاستلابي الغارق في نمط الحياة الغربية في جانبها الاباحي.. او كان في مفارقة دنيا الاسوياء عقلياً ونفسياً.. وملاحظة عابرة في شوارع الخرطوم أو غيرها من المدن تشير الى كثافة الظواهر. ٭ واتساع وشيوع قيم الانتهازية والوصولية واعلاء المصلحة الذاتية على مصلحة الجماعة او مصلحة الوطن. ٭ والقسوة والعنف في التعامل مع الآخرين وعدم الاهتمام بالفنون والقراءة والعلوم. ٭ الميل الى اطلاق الاحكام العامة وادانة الفكر الآخر وسيطرة الافكار الخرافية وشيوع الاحتيال والكذب والتضليل في كثير من معاملات الناس. ٭ لن يتأتى اصلاح هذه الاختلالات الا عبر استراتيجية شاملة وواقعية وشجاعة لانقاذ الشخصية السودانية وبالتالي اعادة السلام الاجتماعي الذي مزقته اسلحة الواقع الاقتصادي اللئيم والسياسات الاقتصادية التي تعاملت مع الإنسان كرقم. ٭ وهذه الاستراتيجية يجب ان تراعي الواقع السوداني بكل معطياته حتى تمكن من اعادة الحياة والقوة للبنية الاجتماعية التي اخذت في التفكك والتلاشي. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة