بعد القرارات التي اتخذتها الملكة العربية السعودية مؤخراً بشأن العمالة الاجنبية, ورفعها للدعم عن بعض السلع أصبح الوضع اكثر تعقيداً لعدد من المغتربين بها من جنسيات متعددة ,بعد ان تمتع معظمهم بإقامة طويلة خالية من (الشوائب) يوم ان كانت الدنيا بخيرها؟؟ مع تدهور الامور وتغلب الاحوال السياسية في المملكة شاب الامورفيها شئ من الغموض والتعقيد ,وصارت هناك عدة تساؤلات مشروعة لماذا هذه الاجراءات الان.؟؟ هل هي سياسات مقصود منها الضغط على الاجانب للمغادرة طواعية لاتاحة فرصة لسعودة الوظائف بها؟؟،المتابع لمجريات الاوضاع في الخليج من اليسير ان يربط هذا الامر بالازمة التي تعيشها منطقة الخليج في الاونة الاخيرة؟ ما يهمنا هنا هو موضوع العودة النهائية لعدد من المغتربين السودانيين في المملكة العربية السعودية , الاحصائيات الغير رسمية في المملكة تتحدث عن حوالى ثلاثة ملايين من السودانييين مقيمين بها ,وهناك حوالى مليون منهم مرجح عودتهم النهائية للبلاد خلال الايام القادمة.. إلأ ان العودة النهائية تعترضها كثير من الصعوبات،تتمثل في انتقال اسرة ظلت تعيش عشرات السنين خارج السودان ،تعيش حياة لا تقبل المقارنة من حيث الاستقرار والتعليم والمعاش،رغم فقدان الحرية بمعناها الاشمل ، الأ انها تصبح عندهم لازمة فائدة وليست من الضروريات، إذا ما قارناها مع ما تقدمه الدولة من حقوق وواجبات ورعاية على الاقل الاجر مقابل العمل،لكن عندما تضيق الغربة زرعا على المغتربين وتوضع امامهم جملة من المتارس التي تعيق تواجدهم هناك، يظل موت الكتيرة عيد و اختيار العودة امر حتمى، وهنا يحاصر المغترب بعدد من التساؤلات المشروعة، والتي لا يملكون لها إجابة، حيث تتركز جلها في البحث عن كيفية إدخال محمولاتهم وممتلكاتم للبلاد دون (جزارة جمركية) كالسيارة التي بصحبتهم والاثاث والمقتنيات من اجهزة كهربائية ومتاع وغيره،لان ما إدخره رب أسرة في غربة دامت ثلاثون عام تقريبا، لا يكفي لجمارك ما معه من أغراض وادوات منزلية.؟ عبر مواقع التواصل الاجتماعي طرح عدد من المهتمين بهذه القضية (بوست) عبر ( الفيس بوك) وكانت كل المخاوف المشروعة محل نقاش، بل ذهب بعضهم مستفسرا عن دور الدولة تجاه هذا الموقف،هل سيكون لها دور انساني ايجابي يحفظ للعائدين كرامة العودة للبلاد ويتحملوا تبعات قرار العودة من صعوبات تطال حياة ابنائهم وبناتهم ؟؟ وهنا المطلوب ان تعمل الدولة على فتح المسارات آمنة للعودة دون المرور ( بنقاط جمركية)امام العائدين المنكوبين، وان تجتهد في تأمين سبل عيش وحياة كريمة لهم وتقييم مؤهلاتهم وخبراتهم وإدراجهم مع رصفائهم في الخدمة المدنية ،وتشجيع البسطاء بفرص استثمارات مشجع في شكل اراضي زراعية اوسكنية غير (ربحية) تقدم كحافز يجعلهم يتحملون الصدمة التي ستطال نسائهم وابنائهم وبناتهم ، في رحلة البحث عن السكن والمأوى وكذلك تأمين العملية الدراسية لابنائهم في كافة المراحل الدراسية وإستقرارهم في المحليات والولايات التي سيعيشون فيها،أشواق العودة النهائية في إغماض سيف الجمارك المسلول على رغابهم وتهيئة الظروف الداخلية لاستقبالهم ،ليجنبهم أشواك الشامتين الذين تحلو لهم عبارة( غربة تخجل لا رادي ولا مسجل).. الوان