عالمية الحضارة المادية الغربية المعاصرة وفلسفتها للحياة المبنية علي الفكر المادي الدنيوي، ادت الى تردي الفكر الي الظلمات، وأفضت الي غياب الحقيقة التي تمثلها الفطرة الانسانية السليمة، فانعكست الرؤي عند الانسان في هذا العصر، فاصبح عندهم المجرم صالحا و الكاذب صادقا وهكذا فاصبح الناس يمجدون قدر من افضى بالانسانية الى احط درجات الاخلاق و الذين غيبوا المثل الروحية والدينية حين ذهبوا بالانسانية الي ظلمات المادة. ويحطون قدر من يدعوا الى شحذ همة البشرية بعودتها الي عصر نورانيتها وروحانيتها ومثلها .. عالمية الفكر الغربى تردت بالانسانية من اوج اطلاقها الروحانى والالهى الى احط محدوديتها المادية والطبيعية والالحادية .. واطلقوا على من افضى بالانسانية الى هذا الدرك بالمفكرين العظام كماركس وانجلز وغيرهم .. الانسانية الان تعيش احط عصورها (فكريا واخلاقيا ) منذ ان وجدت .. لاينتابنى فى ذلك الشك مطلقا .. تعيش الانسانية حيوانيتها بتمامها وكمالها .. لاهم للانسانية فى هذا العصر غير شهواتها وملذاتها . العالم اليوم يعيش عصر العالمية الغربية وهى المسبب الذى أفضى بالبشرية الى هذا الدرك .. ولا يغيب عن المتامل أن النظرية الماركسية المادية .. هى خلاصة الافكار الغربية الشاذة . بالاضافة لافكار الغربيين الليبرالية العلمانية التي في مجملها عكس الدين ومثله .. هؤلاء انعكست لديهم الرؤى..فظنوا ان البشرية كانت تعيش فى الظلام عندما كانت فى عهد الالهيات والايمان بالديانات وبماوراء الطبيعة , وانهم انتقلوا بها الى عصر التنوير المادى .. والحقيقة ان العكس هو الصحيح .. فالانسانية كانت تعيش اوج اطلاقها وروحانيتها وعلوها عندما كانت فى عصر المعرفة والاطلاق الالهى الاول .. ثم تنزلت فى عصر الانبياء والديانات الى درج ادنى من نورانيتها الاولى . ثم تردت الى اسفل سافلين والى الظلام المادى المطلق فى هذا العصر الماركسى المادى الليبرالى الغربى .. هؤلاء نقلوا الانسانية من ملائكيتها الى حيوانيتها فصارت هكذا لاهم لها غير اشباع رغباتها الحيوانية والاستجابة عن رضاء لنداء الملذات والشهوات، دون وازع اخلاقى . وبالتالى تجاهلت حضارتها المادية عن جهل او عن معرفة القيم الروحية للانسان . م. خالد الطيب احمد