الحلم هو رؤية يمكن تحقيقها أو قد لا يمكن تحقيقها ويتوقف ذلك علي بُعده أو قربه من همة الحالم ، قدراته و إمكانياته مع مهاراته. إستمعتُ للتو لحاكمة هونج كونج السيدة/ كاري لام وهي تستجيب للسائلة عن حلم هونج كونج، مثلما نسأل عن الحلم الأميركي أو الحلم السوداني ! أجابت كاري " الحلم هو الأمل و الالهام" ! إذا ما عدنا لواقعنا و تساءلنا عن الحلم هنا في السودان ؟كيف نحلم ؟فيم نؤمل؟ و ماذا يُلهمنا؟ أسئلة صعبة قد لا نجد لها إجابة وقد نخفق في التوصل لاجابة ! ولكن من المهم ألا نقعد و ألا نعجز و أن نواصل الأحلام ! وهنا يأتي الأمل و يتقدم الالهام ...إذا ما أنسد الأفق ، علينا أن نفتح آفاقاً أخري و أن نبحث دوماً عن الالهام و نبشه ! في هذا الوقت و مع اليأس من إصلاح الحال عبر الحكومة، علينا أن نتخطاها كعقبة أخري علي الطريق و نتجاوزها دونما الدخول في معارك ، علي طريقة الحبيب الصادق "ألا نخرب مدينتنا" لنخلق جزراً من النجاح – هنا و هنالك. نجد الآن نماذج للنجاح في كافة المجالات و مع قلتها ، علينا أن نجد الالهام الكامن فيها و لنحرك الطاقات و القدرات لنصنع نماذج أخري ناجحة من العدم. من النماذج الناجحة : دال الزراعية وسكر كنانة و الراجحي الزراعية- النموذج الأول و الأخير قام عليهما أفراد رواد، أما سكر كنانة فهو شراكة بين حكومة السودان و جهات أخري . في مجال التعليم نجد مدرسة مكي الطيب في الجزيرة و الشيخ مصطفي الأمين و أسماء عبد الرحيم في الخرطوم.الأولي خاصة يديرها عالم فيزياء و الثانية بناها محسن ثري و الأخيرة مدرسة بنات حكومية بام درمان.وهكذا يمكننا أن نعدد النماذج في كافة القطاعات والتي لا ترتبط بنموذج في الملكية : فردية أو جماعية ! إذ النجاح ممكن في كافة النظم. توجد عناصر للنجاح حيثما توجهنا ، يلزمنا فقط تحديدها . وهنا يأتي دور الاعلام في الرصد و الاضاءة بعيداً عن كل توجس أو خوف من إتهام بتوفير دعاية مجانية لهذه النماذج، فهي تستحق الاشادة لما تمثله ولما تمنح من إلهام و قدوة أو سنة حسنة ! أيضاً علينا دوماً أن نؤكد بأن مفهوم المال العام يشمل الأموال الخاصة وهذا هو الواقع حتي في ولايات أميركا المتحدات ! فعندما أساء فورد الثالث ، مالك و مدير شركة فورد الخاصة ، تدخلت الحكومة الأمريكية لتبعده عن إدارة الشركة ! للاعلاد دور آخر مع آخرين لتحريك القدرات و الطاقات و الموارد وفتح نوافذ الاحلام و لا يحدثنكم أحدهم عن طواحين الهواء ، فكل عمل كبير كان حلماً لعقل كبير. لماذا لا نبادر بمشروع كبير أو صغير يكبر في أي مجال تتوفر له عوامل النجاح و لنسعي لتحقيقه دونما الدخول في منافسة غير شريفة أو تدمير لآخرين أو الاضرار بهم و ليكن بعيداً عن السياسة ما أمكن ذلك. من المشاريعالتي يمكن الدعوة إليها و تكرارها و نقلها مشروع الحي النموذجي ! حي يسعي سكانه بانشاء مزرعة صغيرة في أحد الميادين أو في القطع السكنية التي مضت عليها أعوام خالية من البناء وليكن بيتاً محمياً يتم صتعه من أرخص المواد مثل: القنا ، بداية للزراعة الحضرية و لتنطلق لكل البيوت بزراعة شجرة ليمون و جوافة و...ولتكن بالحي تعاونية لتوفير السلع الضرورية مثل دقيق الذرة و الكسرة أو الخبز مع الخضر و الفواكه و اللحوم. مع مشروع صغير للصرف الصحي والتخلص من النفايات و إنتاج السماد. وليتبع ذلك العمل وضع مؤشراتللحي النموذجي و المدينة الأفضل و الولاية الأولي و المحلية الأولي و ليتم تخصيص جوائز الدولة للولاية الأولي و...حتي الحي النموذجي و ربما البيت النموذجي ! لم لا ؟ ولنذهب لوضع مؤشرات لجودة التعليم بالحي و كل المرافق الأخري : النادي و المسجد ،الخبز و مصتع الكسرة ،المركز الصحي و العيادة و... عملٌ تأتي الدولة للاحتفال به و الاحتفاء بمن ساهم فيه إذ الانسان كما قال إبن خلدون "لا يحب أن يذهب جهده هدراً" إسماعيل آدم محمد زين