فن الممكن الاستثمار في الحج ..! يعتبر الحج شعيره مهمه من شعائر الاسلام وركن اساسي من اركانه الخمسه وفي ادائه عبادة لله ثم دروس وعبر للامه في اجتماعها سنويا بتلك الاراضي المقدسه ، ولكن اشترط على ادائه بالاستطاعه فيقول رسولنا الكريمصلى الله عليه وسلم (بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ). وبالتالي فان ديننا الاسلامي و حتى لاتكون هناك مشقه على المسلمين جاء بهذا الشرط ، ومن لم يكن مستطيعا فهو لايؤثم على عدم اداءه لهذه الفريضه وربنا كفيل بان يتقبل منه اذا صدقت نواياه ،لكن المستغرب جدا ان دولتنا ومسؤوليها في وزارة الارشاد والاوقاف والاداره العامه للحج والعمره جعلوا هناك فرق وجماعات ودرجات لممارسة هذه العباده ،وبدا عندهم ( الارفع درجة ) والاعلى (مرتبة) هو صاحب المال الذي يدفع اكثر ويقومون (بتظبيط اموره) ليكون ذهابه الى الحج ليس مجرد عباده وانما نزهه وسياحه في انحاء مكه المكه . قال لي احد الاصدقاء من اصحاب وكالات السفر ان الحج هذا العام قد ارتفعت تكلفته الى ثلاث اضعاف العام الماضي ..حيث ان اقل تكلفة حج عندهم وصلت الى مبلغ 58 الف جنيه وان هناك درجات ومبالغ اعلى من ذلك بكثير فهناك من يطلبون درجة تبلغ تكلفتها 65 الف جنيه واخرون 85 الف جنيه وتختلف هذه الدرجات من حيث الخدمات التي تقدمها الوكاله فتجد الثالثه الاقل تكلفة يكون سكنهم بعيدا عن الحرم المكي وخدماتهم ليست جيده اما الدرجه الثانيه فهم اكثر قربا للحرم من الدرجة الثالثه وخدماتهم متوسطه ولكن اصحاب الدرجه الاولى هولاء فانهم يقطنون في برج الساعه داخل الحرم المكي وخدماتهم خمسه نجوم ويطلقون علي هذا النوع من الحج (الحج السياحي) . الله الذي خلقنا جميعا لم يفرقنا في العبادات فالناس سواسيه في صفوف الصلاة الغني والفقير يقففون صفا واحدا ليقبلون بوجوههم شطر المسجد الحرام وفي ذلك حكمه عجيبه وسرا من اسرار هذا الدين الحنيف وفي كل العبادات المسلمون متساوون ليس هناك مراتب ولا درجات ،لكن علماؤنا هنا في السودان خرقوا هذه الاصول الدينيه وفرقوا بين المسلمين و(ميزوا) بين بين الاغنياء ومن دونهم في اداء شعيرة الحج ،واصبح موسم الحج عندهم موسما للاستثمار في اموال المسلمين من غير وجه حق !! . مهما يكن من امر فان الزيادات (المبالغه) في تكلفة الحج لهذا العام هي غير مبرره وايضا تقسيم الحجاج الى درجات ليس له أي سند ديني ولا اخلاقي فالاسلام هو الدين الوحيد الذي يتساوى فيه الاغنياء والفقراء ليس فقط اثناء ممارسة الشعائر التعبديه وانما في شؤون الحياة عامة فنجد ركن الزكاة الذي بموجبه يؤخذ المال من الاغنياء ليعطى الى الفقراء حتى يتساوى الجميع ويصبح الكل من خلال التكافل الاجتماعي في الاسلام اغنياء . في العام الماضي كان هناك جدلا واسعا حول وجود فساد مالي في الهيئه العامه للحج والعمره واتهم مديرها المطيع محمد احمد بهذا الفساد ووصل الامر مرحلة تكوين لجنة تحقيق برلمانيه معه وكان من المفترض ان يقدم لمحاكمه قضائيه ولكن فجاءة اختفت القضيه واختفى المطيع ولم يعرف الناس من هو هذا الخارق ..! الذي اوقف سير القضيه . لايمكن ان تستثمر الدوله في العباده الخاصه لله سبحانه وتعالى فكون ان الحكومه عاجزه عن ادارة الشان الاقتصادي وايجاد بدائل لتمويل الدوله هذا لايعني ان تستثمر في الصلاة او الزكاة او الحج ،وتجعل لكل شعيره درجه تتفاوت تكاليفها من الاخرى لكي تستثمر بصوره واضحه في العبادات . الصورة في الدول الاسلاميه الاخرى مقلوبه عن الذي يحدث عندنا في السودان فنجد دوله مثل باكستان او تركيا او ايران عندما يجد المسلم فيها فرصه للحج تقوم الحكومه بدعمه وتيسر له كافة الامور ليؤدي فريضه الحج في راحة تامه واحيانا الامر يصل مرحلة ان الدوله تعطي الفقراء (منحة) حج كل تكاليفها مدفوعه من الحكومه وليس على الحاج الا ا ن يحضر بنفسه فقط. اعتقد ان حكومتنا (غلبتها) الحيله واختلطت عندها الاوراق واصبحت لاتفرق مابين العاده والعباده ،وهي تحاول ان تتحين الفرص لتلهف من المواطن كل مايملكه من مال لانها فشلت في ايجاد مصادر وموارد اخرى لكي تدير بها شؤون الدوله وبدلا ان تعطي شعبها وتساعده اصبحت تحسده على نعمته وتاخذ امواله بالباطل . السيد مدير الحج والعمره المطيع محمد احمد يجب ان تخاف الله في الحجاج السودانيين وان توقف استثمارك في الحج وان تلغي سريعا المرتبات والتصنيفات التي وضعتها في قائمتك السوداء للحجاج واعلم ان العباده يكون الناس فيها سواسيه غنيهم وفقيرهم ويجب ان يقفوا جميعهم في صعيد واحد ليعبدوا الله ولاضير ان كانت هناك مشقه لان الله سيثيب المسلم عليها كثيرا ،وعليك يامطيع ان تيسر على الناس ولاتعسر لان المنصب الذي انت فيه الان منصب سيكون وباله عليك في الدنيا والاخره واعلم ان الحياة (سويعاااااات) وستندم اذا اتبعتك اهوائك ولم تعمل بما انزل الله لان ما تقوم به من اجراءات تعسفيه في حق الحجاج والمعتمرين لايتوافق مع روح ديننا السمحاء فهذه اجراءات (منفره) اكثر منها (مرغبه) لاداء المسلمين في هذه البلد لشعيرة الحج ، ومازالت الفرصه موجوده لكي (تصلح) اخطائك الفظيعه في حق الحجاج اثناء فترة وجودك في هذه الهيئه الدينيه التي من المفتمورض ان تكون للاجراءات فقط وليست لفرض الاموال الطائله على خلق الله الذين يريدون ان يتقربون الى الله ذلفى . مجاهد عبدالله الاهرام اليوم -الاحد 30 يوليو 2017