الساعة 25 الحذر في سياق القِرِد مع اللالوب كثيرا ما تنتابني الشكوك وتتملكني الوساوس جراء تصريحات المسؤولين غير المسؤولة، فقد درج القوم على التلاعب بالألفاظ ربما لولع بهم بالمحسنات البديعية وفنون البلاغة من طباق وجناس وتورية، وكثيرا ما أقنع نفسي وانا أطالع تصريحا (خارِم بارِم) من تصريحاتهم إياها، وقد ترسخت عندي قناعة بان تصريحلت القوم يجب ان تقرأ معكوسة ليستقيم معنى بعيدا يرومه القوم... كنموزج قبل يومين سد مروي يبشر بدخول كم ميقا واط ...الى الخدمة، وقبل ان يجف مداد التصريح أحياء ومدن وفرقان تخرج من النور الى الإظلام، وانالا عاكف على كتابة المقال حول التصريحات إياها يلهمني السد/ الماسورة بموضوع ملحاح ورغم الإلحاح و(المُلاح) بيني والقضايا الشائكة وشدة التيار (الطفا النور) إذا بالمقال يطير ( وهذي لغة شعبية لمستخدمي الكمبيوتر) ورغم الإصرارعلى الانتظار لمعاودة كتابته الا ان الغلبة كانت لي (عِنقيدة)التيار.. ما علينا ودعكم عن هذه الحدوتة المزمنة ودعكم كذلك عن شكوكي حول التصريحات وما تحدثه من وساوس تحيلني الى التبرير العجيب، ( أغالط نفسي في إصرار/ وأقول يمكن أنا الما جِيت) قبل يومين النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح (أدوني فرصة إنجم من الجكة الطويلة دي).. خلال مخاطبته (ملتقى وزراء الإعلام ومديري الهيئات بالولايات) يقول النائب الاول.. (باقي الأوصاف عِرفتوها ترا) : خلو السجون و المعتقلات من الصحفيين، ومضى مؤكدا إلتزام الدولة ببسط الحريات! بالله عليكم ماذا تقولون فيما تسمعون! وهل يؤشر خلو المعتقلات من الصحفيين الى بسط الحريات ؟ بينما شامة بائعة الشاي بموضعها ذاك يتحلق حولها الصحفيون وهي تلتقط بعض همومهم المتعلقة بمحاربة الدولة للصحافة بمصادرة الصحف من المطابع!!! فكيف يستقيم خلو المعتقلات من الصحفيين بفضل بسط الدولة للحريات وهي ذات الدولة التي تعتقل الحف من المطابع مباشرة، ويمكن القياس على سياق التصريح بوفرة غاز الطبخ بمراكز البيع، بالضرورة لا تعني الوفرة هنا بان السلعة متاحة للمستهلك ويستطيع الوصول اليها فالوقرة هنا اقتصاديا تعني الكساد وفي الإقتصاد الشعبي/ بوار ووهو نتاج طبيعي لارتفاع اليعر اللا معقول بحال رغم أهمية السلعة الحياتية...مصادرة الصحف أحالتها الى حال الغاز المزري فلاذت بالحيط حذرا من أعتقالها فباتت تتخير الخبر الايجابي، للحكومة كما صارت معظمها كورساً يردد سجع القوم الخارٍم بارٍم فظفرت بالإعلانات ومن ثم (الترطيبة) لانها وعت الدرس وحزت حزو القِرد مع اللالوب، لو تذكرون الطرفة وبذلك لا يضيرها أطنان المرتجع طالما ان اللالوب يمضي الى نهاياته الطبيعية. ويقول النائب الأول و(ما تنسوا باقي الروشتة الطويلة) يقول وليته سكت: ما ينعم به السودان من حرية صحفية لا تكاد تجد شبيها لها في منطقتنا!!! ولعل النائب ب(ملحقات الوصف الطويل) لم ينس انه صاحب شعار الحكومة النظيفة، وإصلاح الدولة، وقفة الملاح.. الخ...فلماذا لم يحدثنا حول ما تم في إتجاه الاصلاح والحكومة النظيفة ولماذا لم تنتصح الأسواق بإهتمامه بقفة الملاح!! ولماذا تتمرد الأسعارعلى توجيهاته (الرئاس مجلسوزرائية) لعل النائب يخاطب شعبا غير الفضل هذا !أو ربما نحن من يستمع الى تائب رئيس دولةً (كُتر) ورئيس مجلس وزراء دولة خلاف الدولة الرشيدة الإصلاحية هذي ولربما أغالط نفسي في إصرار/ وأقول يمكن أنا الما جِيت) .... تكاد تقتلنا تناقضات القوم وأغلوطات وتضارب تصريحاتهم!! وبالامس الدولة بكلكلها وكليلها تحمل الأسافير مسؤولية ما إصطلحوا عليه بالشائعات في ظل تصريحاتهم الشائعة الشائهة. فكيف لدولة تبسط الحريات وتفرغ معتقلاتها من السجون ثم تنقلب على الإعلام الإلكتروني مواقع تواصل إجتماعي ومواقع إخبارية متهمة اياها بترويج الشائعات، وترغي بالتهديد والوعيد بملاحقتهم ومعاقبتهم بقانون المعلوماتية فأي قانون تعني وفي مسلكها طعن للقانون في مقتل وركل للدستور الذي يتيح حرية التعبير، ما لم تشوبها ضرر جنائي... من سذاجة اقوم انهم هم من أشاع أجواء ومناخ توالد الشائعات بحجبها المعلومة وكفرها البواح بالشفافية، وبذلك تقف الدولة موقفا يرثى له، أذ هي الجاني والمجني عليه في آن، وربما أضافت شرطا (بنك) بذلك لرفع العقوبات عنها اكتوبر القادم، وربما أسهمت برعونتها وتهورها في باقة أخرى للتمديد ومن سذاجتهم انهم يطاردون اسفيرا فسيح الفضاءات رحيب الحريات شعاره وأنشودته الباذخة (والله نِحنا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة/ ولا في إيدها جوز سفر)! وفي هذا أيضا خرق للدستور!.... فما لكم كيف تصرِّحون!! وحسبنا الله ونعم الوكيل مجدي عبد اللطيف