الدولة هى نظام سياسى تمثله حكومة وجيش وشعب .. مقومات بقاء اى دولة وكفايتها تتمثل فى شرعيتها وهيبتها وصلاح مسئوليها وثباتها على مبادىء العدل والمساواة وقوة الأقتصاد ومتانة مصادره ونزاهة إدارته ....لم يأت بن خلدون فى مقدمته عن اسباب سقوط وانهيار الدولة بكلام نظرى وانما استقراء لوقائع حدثت ومواقف دونها التاريخ ... سقط نظام الأخوان فى السودان منذ عامه الأول وها هى دولتهم تتهاوى اركانها وينهار بنيانها بعد ثلاث عقود من الإنفراد بالسلطة مارسوا فيها ابشع انواع القمع وكل اشكال الفساد والخداع السياسى والتمويه حتى وصلت فى نهاية المطاف الى مرحلة العجز الكلى للأستجابة للتحديات ودخلت فى مرحلة تدمير نفسها من الداخل وعدم القدرة على مسايرة المتغيرات ولم يبق امامها سوى انتظار مصيرها المحتوم و السقوط المذل ... مؤشرات ووقائع عديدة ماثلة امامنا تؤكد ان دولة اخوان السودان فى طريقها الى الزوال .. كثرة الإشاعات عن التردى الأمنى وتفشى الفساد والظلم والسكوت عليه والتفاوت فى امتلاك الثروة وتردى الأوضاع الإقتصادية وتصاعد وارتفاع خط الفقر والقمع والأستبداد و إرتكاب نافذين فى الدولة لجرائم تمس الشرف والأمانة كلها عوامل تؤشر لسقوط هيبة الدولة .. مؤشرات التآكل والأنهيار الداخلى بدأت منذ المفاصلة وتمددت اثارها لتنتج شرازم وجماعات تبحث عن هرب من سفينة الدولة الغارقة .. شعبيون , عدل ومساواة , سائحون واصلاحيون جماعات استحسنت الهروب للحصول على مخرج ... سقط الحزب واصبحت الدولة هى اسرة الرئيس ومنتفعين من حولهم وجهاز امن يظنون انه سوف يحميهم .. فقدت الدولة كل مصادرها المالية فلم تجد غير المواطن الفقير والمسكين ففرضت عليه الجبايات والضرائب واثقلت كاهله بالرسوم لا لتصرف على مشاريع تنموية وانما لتصرف على حاشيتها ونزواتهم واسكات كل من تمرد عليها بالمال والعطاء والمناصب .. فشل الدولة وانهيارها بدى واضحا فى عدم قدرتها على الصرف على بوقها ومروج اكاذيبها تلفزيون السودان .. فشل دولة الأخوان وانهيارها بدى واضحا فى تصريح عراب اقتصادها وخبيرها المالى حمدى الذى بشر اهل السودان بان الدولار على اعتاب الخمسين الفا عما قريب .. بشرونا عند مقدمهم بانه لولا مجيئهم لوصل سعر الدولار عشرين جنيها ..بشرونا بدولة السودان العظمى ها هو عراب إقتصادهم يزف البشرى من قصره قبل السقوط المحتوم .. إتهت دولة الأخوان الى نظام سياسى فاشل يبحث عن مخرج آمن ورئيس يحتمى بجنجويد وجيش لم يبق منه غير رتب ونياشين وشعب يحاصره الفقر والمرض ارهقته سنوات الظلم والفساد والأستبداد والقمع يدعو الله فى سره وعلانيته بأن يكون هذا العام هو الخريف الأخير !!!! دفع الله الشريف [email protected]