وجع روح باقان أموم ..... شلكاوي مركّب مكنة جعلي نادية عثمان مختار [email protected] بيني وبين نفسي كنت قد أطلقت لقب ( ملك) المصطلحات السياسية ( الغرائبية) على السيد الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ، فالرجل قد حاز قصب السبق في إطلاق كم هائل من المفردات والمصطلحات الجديدة في عوالم السياسة منذ بواكير صباه السياسي وحتى الآن ! والسيد الصادق من القلائل الذين ترسخ مقولاتهم في النفوس فيكررها بعده الناس ويستشهدون بها في أحاديثهم ! وحتى لو كان المصطلح متداولا يصبح عندما يقوله السيد الصادق وكأنه مصطلحاً جديداً ومفردة مستحدثة على اللغة..وما ( هلمجرا) التي ظل السيد الصادق المهدي يرددها إبان الديمقراطية الثالثة وعندما كان رئيسا للوزراء على الأذهان ببعيدة !! والآن وأنا أتابع بعين (الراصدة) منذ سنوات للقاموس السياسي للسيد باقان أموم (المتمرد) من داخل الغابة سابقاً ووزير السلام بحكومة الجنوب والأمين العام للحركة الشعبية حاليا أرى أن الرجل قد بات ( ملكاً) آخراً ومنافساً خطيراً للسيد المهدي فما من تصريح أو حوار جديد للسيد أموم إلا وتجد في طياته مصطلحاً جديداً في استخداماته ( سياسيا) !! وأذكر أنني كنت أثناء عملي في القاهرة على أيام زخمها السياسي بوجود التجمع المعارض وهيئة قيادته بكامل عدتها هناك ، أشاغب السيد أموم أثناء إجراء المقابلات الصحفية واخذ التصريحات منه عندما أجده متحدثاً فصيحاً بلغة الضاد بأكثر من الأعراب أنفسهم وأقول له ( سيد باقان أنت متأكد إنك شلكاوي وما جعلي ) ؟! فيضحك الرجل مقهقاً بصوته الجهوري ويقول لي ( أنا شلكاوي مركب مكنة جعلي) !! وهي عبارة يستخدمها الناس عادة عندما يستلف أحدهم من ثقافة أو أفعال الآخرين ! ومازلت حتى اليوم أرصد لغة القائد أموم ومصطلحاته السياسية فأضحك وأتذكر (نكتته ) وأنا أردد مع نفسي: ( الشلكاوي فصيح فصاحة .. صعب لكن ) !! وأعرف كم يعتز السيد باقان بشلكاويته .. ولعل الكثيرين لا يعرفون أن هذا الرجل (المتمرد والسياسي المحنك والشرس) يحمل في دواخله شاعراً رقيقاً يبكي بدمع العين الهتون وهو يُلقي إحدى كتاباته الشعرية متغزلاً في بلاده وجنوبه بلغة الشلك .. لغته الأم التي يعشقها حتى النخاع وقد شاهدت ذلك بأم عيني في إحدى لقاءاته بأبناء الشلك في القاهرة حيث يتحول الرجل لباقان آخر ملؤه الطرب حد الشجن النبيل !! ورغم أن التصريحات والتصريحات المضادة بين الحكومة والحركة الشعبية تزعجني كمواطنة سودانية قبل أن أكون صحفية مهمتهاً نقل هذه التصريحات والتي تصل حد المشادة الكلامية أحياناً فأنا أعي ككل المواطنين المهمومين بهدوء واستقرار وطنهم في هذا البلد المنفصل أهله !! إن البلاد تمر بمرحلة خطيرة وأن الأجواء لا تحتمل في الأساس مثل هذه الملاسنات والتصريحات السلبية من الجانبين . ووسط سيل التصريحات من الجانبين ومن أموم خاصة استوقفني خطابه السياسي الإعلامي في إطار تصريحاته الأخيرة خاصة ما وصف به منسوبي المؤتمر الوطني ودمغه إياهم بوصف ( القراصنة) !! استوقفني اختياره لأكثر الأوصاف إيلاما في بحور اللغة العربية وأثار فضولي استرساله ليعلن عن ( فدية) ستقدم للحكومة.. لماذا ؟! حتى يطلقوا سراح ( الرهينة) !! والتي يعني بها آبيي ! نعم أدهشني قاموسه الموغل في تخوم ودهاليز العربية الفصحى خاصة عندما قال مصطلح ال ( الفدية) التي لم أسمع باستخدامها من نظرائه السياسيين في الجنوب والشمال رغم فصاحة ألسنتهم هنا وهناك ! أدهشني الرجل فقلت لنفسي أن أموماً قد أصبح (أعرابيا قحا) وبات يستخدم لغة أهل (قريش) عدييييييييييل ! وقلت لي (فدية) ياكوماندور باقان ؟! أظن أن لسان حال السياسي (الذكي ) أموم يقول : من عرف لغة قوم .. آمن شرهم !! وقد ناقشني أحدهم يوما هل نطق الشلك لهجة أم لغة فأكد احد أبناء الشلك المثقفين أنها لغة وليست لهجة . ويا ترى هل هنالك إمكانية لتعلم لغة الشلك بعد الانفصال ! ياربي ؟! .......... ياريت !