في أول حديث رسمي لوسائل الإعلام كشف عناصر خلية الدندر الذين تم توقيفهم في نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي وهم يعدون انفسهم للقتال في دول (مالي – الصومال والعراق) بمعسكر تدريبي بحظيرة الدندر بولاية سنار وأودعوا المعتقل بعد القبض عليهم وتفكيك الخلية كشفوا عن هويتهم في بيان رسمي تم إرساله من داخل سجن الهدي بأم درمان وأماطوا اللثام لأول مرة عن عدد من القضايا الغامضة التي ظلت تدور حول ملف خلية الدندر وجاء البيان الذي أعدته المكتب الإعلامي لمعتقلي خلية الدندر تحت عنوان كتب علي ديباجته (من نحن وماذا نريد) كرد توضيحي لتصحيح كثير من المعلومات المغلوطة – حسب البيان – وتم تداولها علي نطاق واسع في أجهزة الإعلام ووجه البيان للأمة السودانية لتنويرها عن آخر مستجدات وتفاصيل قضية المعتقلين بسجن الهدي كمنتظرين تمهيدا لمحاكمتهم بعد إكتمال سير القضية وإحالة القضية من وزارة العدل للسلطة القضائية لبدء إجراءات المحكمة ... أن تأتي متأخرا ... وتشير معلومات أن البيان الذي تأخر عن زمانه لأكثر من 7 اشهر من وقوع الحادثة كان من المفترض إصداره منذ مرحلة التحقيقات مع أفراد المجموعة الذين بلغ عددهم 30 شابا يمثلون تيار السلفية الجهادية – بلاد النيلين – وكانوا وقتها محتجزين بمباني رئاسة شرطة التحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري قبل نقلهم لسجن كوبر ثم أخيرا للهدي ويجئ البيان الأول بعد مرور 6 أيام علي إعلان جماعة (دعاة الشريعة) بالسودان عن نفسها بعد طرحها للإصدار المرئي الذي جرت عمليات انتاجه وتوضيبه وسمكرته بمؤسسة الهجرتين بالصومال وتم بثه في اليوتيوب وبعض الشبكات الألكترونية الإسلامية التابعة للجهاديين مثل (شموخ الإسلام – أنصار المجاهدين وأنا المسلم) ... وكذلك بعد يوم واحد من إطلاق سراح أحد شباب السلفية الجهادية وهو علاء الدين الدسوقي من سجن بورتسودان أول أمس الأربعاء .. البراءة من التكفير.. وبرّأ البيان ساحة شباب خلية الدندر من جماعة التكفير والهجرة أو تهم التطرف والغلو وتكفير المسلمين وألقي البيان باللائمة علي الحكومة وأجهزة الإعلام بخصوص تشويه صورة المعتقلين وأورد البيان ما نصه : ( فما زالت السلطات وبعض وسائل الإعلام يتهموننا ويصفوننا بأسوأ التهم وأشنع الأوصاف من الغلو والتطرف وتكفير المسلمين ويحاولون ربطنا بأناس لا خلاق لهم كالخليفي وعباس الباقر وجماعة التكفيروالهجرة الذين قتلوا المسلمين وتركوا أعداء الدين ولم تكلف وسائل الإعلام نفسها أن تسمع منا ولو مرةً واحدةً لتعرف منهجنا وأسباب خروجنا بل إكتفوا بالظنون والتخرصات وما سمعوه من هنا وهناك وهذا ما دفعنا لإخراج هذا البيان حتى تعلم أمتنا الغالية الحقائق من مصادرها ومن أفواه أبناءها فنحن أبناء هذه الأمة المسلمة ولدنا من رحمها وعشنا في أحضانها بين إخواننا المسلمين في أُسرنا وأحياءنا ومجتمعاتنا وفي مدن بلدنا الحبيب وريفه همهم همنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا لا نرى أننا أفضل منهم فالتفاضل في دين الله تعالى إنما يكون بالتقوى( .. ويمضي البيان لتوضيح الدوافع والأسباب التي دعتهم للنفرة للقتال مضيفا : (وكنا في جامعاتنا وأماكن عملنا نحمل هم هذه الأمة ويؤلمنا ما يصيبها من الظلم والطغيان والإستبداد ورأينا ثرواتها تسلب وأعرضها تنتهك وأرضها تغتصب( مشيرا إلي الغرض من ذلك (هو الدفاع عن المستضعفين من المسلمين أين ما كانوا) .. من هم ؟.. وعن الأسباب الرئيسية لخروجهم للتدريب بمعكسر حظيرة الدندر أورد البيان أنّ سبب الخروج جاء (إستجابةً لصيحاتِ الأرامل والثكالي والأطفال ننصرُ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعد أن تخاذلت الحكومات وتخاذلت هذه الحكومة التي رفعت شعار الشريعة والجهاد وأملنا فيها خيراً وخذلت هذا الشعب الذي وقف معها وقدم لها كثيراً من أبناءه فلم يجد منها إلا الظُلمَ ونكران الجميل) وحول علاقة المجموعة الموقوفة بالحركة الإسلامية رد البيان أّن الشباب بريئون من الإنتماء لهذا النظام وأنهم لا يستحلون دماء المسلمين ولا يكفرونهم وأعلنوا براءتهم من التعصب لجماعة أو حزب سياسي أو طائفة أو طريقة أو أيّ مسمي غير الذي ارتضاه لهم (الإسلام) وأنّهم لا يتعصبون إلا للكتاب والسنة وأنّ دعوتهم لنصرة المسلمين والجهاد في سبيل الله وتطبيق الشريعة نابع من فهمهم لإجماع الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين وأنّهم لم يتجاوزوا ذلك (قيد شبر) .. المراجعة ... وفي جانب المراجعات والمعالجات أعلن الشباب المعتقلون إستعدادهم وعدم ممانعتهم من قبول النصح وقبولهم التفاكر مع كل مسلم منصف يريد نصرة المسلمين حتي لو كان مختلفا معهم في الرأي داعين الأمة للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية وأنّ هذه المطالبة ليست حكرا عليهم وإنما هي واجب مسلم ولفت البيان أنظار المسلمين إلي آثار غياب الشريعة علي حياة الناس وواقعهم المعاش وأنهي البيان أن وجودهم حتي الآن في السجون (عقاباً لنا على جريمة الجهاد! ونصرة الإسلام والمسلمين!! وقد وضعت القيود في أرجلنا ونحن بعون الله صابرون على ما أصابنا محتسبين الأجر عند الله ولكن يؤلمنا أن تنظر إلينا أمتنا التي خرجنا من أجلها على أننا تكفيريين أو مخربين أو متشددين) وفي منحي ذي صلة جدد القيادي الإسلامي ونجل الشيخ علي طالب الله (معاذ) مطالبته للحكومة بالإفراج عن معتقلي أحداث الدندر وإصدار عفو عام عنهم يتزامن مع العفو الخاص بإطلاق سراح عدد من السجناء بمناسبة عيد الفطر المبارك أو تقديم المجموعة لمحاكمة مضيفا أن الفترة التي قضوها بالسجن تجاوزت ال8 أشهر وعناصرها مكبلين بالقيود والسلاسل الحديدية ..