أكدت متابعات أن عودة التئام المؤتمرين المتفارقين الوطني والشعبي صارت أكثر من مستحيلة، فكثيرون من قيادات الوطني يشترطون لهذه العودة اعتزال الدكتور الترابي السياسة والتنظيم معا، ذلك أنهم يرون في عودته عودة الحصار الخارجي، لاسيما بعد الموقف القوي للمؤتمر الشعبي من أحداث مصر، في الوقت الذي تحرص فيه الحكومة وحزبها النأي عن هذا الملف، مكتفين بتعبير رمزي قدمته الحركة الإسلامية. وفي دوائر الشعبي فإن الداعين إلى عودة الالئتام مع المؤتمر الوطني يطالبون بعزل علي عثمان محمد طه من قيادة الدولة والحزب معاً، ولايجد هذا الاتجاه قبولاً مقدراً في جانب الحكومة والمؤتمر الوطني سوى قلة لها حسابات خاصة، وليست ذات أثر ممن فقدوا أدوارهم القيادية في الحكومة والحزب معا، بينما يعارض هذا الاتجاه كل رموز الوطني بقيادة الرئيس البشير الذي لايرى في الشعبي بديلاً يمكن أن يحل مكان نائبه الأول علي عثمان، ويرى آخرون أن هذه حيلة يريد بها الشعبيون إضعاف المؤتمر الوطني وشق صفه للانقضاض عليه. ويوجد تيار آخر داخل الشعبي يقف بقوة ضد التقارب مع الوطني، ويقود هذا التيار الذين لم يكونوا شيئا مذكورا قبل المفاصلة، وصار لهم بعدها شأن عظيم يقاتلون من أجل الحفاظ عليه وقادة هذا التيار صوتهم أعلى في المؤتمر الشعبي. قليلون لايزالون يراهنون على عودة الوئام، ويرون فرصة ذلك في اكتفاء الترابي بالدور الفكري، وتقاسم السلطات السياسية والتنفيذية بين علي عثمان وعلي الحاج مع الرئيس البشير وبقية القيادات الأصيلة في المؤتمرين الوطني والشعبي، وإبعاد الانتهازيين والقيام بمبادرة كبيرة وجادة للوفاق والتراضي في السودان، تتبعها إجراءات جراحية شاملة في هيكل الدولة والحزب للانتخابات القادمة، تكون أكثر تعبيرا عن واقع الحال في السودان. الوطن