(خاص ب"الراكوبة") * كاتب هذه السطور قريب عهد ب(المذكور!!) أعلاه.. * ولا أعني بالعهد هنا (التجربة) وإنما محض (العلم بالشيء).. * فلم أسمع بالمفردة هذه- مجرد سمع- إلا قبل نحو أعوام ثلاثة.. * ثم كانت (المشاهدة) من بعد ذلك... * أما (الإستخدام!!) فلم (يحصل لنا الشرف) بعد.. * فقد تلقيت دعوة هاتفية- آنذاك- من شخص يقول إنه قدم إلى البلاد في إجازة من (بلاد برة) ويشرفه أن أتناول معه وجبة سمك (موردابية).. * وبعد إلحاح بلغ حد (السماجة) رأيت أن ألبي الدعوة مستصحباً معي نفراً من أصحابي (الحرافيش).. * أي نفراً من زملائي الصحفيين الذين هم (دون) مقامات (التمكين!!) الآتي من (علٍ!!).. * وبعد إلتهام ل(ربع) ما كان أمامنا من أصناف السمك- من شدة كثرته- أصرَّ مُضيِّفُنا (المجهول) على أخذنا إلى (قصره) لسبب لا نعلمه.. * أو لم نكن نعلمه حتى اللحظة تلك.. * وبعد جولة تفقدية لم (تنج) منها حتى خزانة الملابس الفخيمة دلف بنا صاحبنا إلى الحمام.. * وهنالك شاهدت الجاكوزي... * ونتوقف هنا عن سرد حكاية صاحب الوليمة السمكية إلى أن نكشف عن (أسبابها!!) في خاتمة كلمتنا هذه.. * فكما هو معلوم لا حديث للمجالس في أيامنا هذه سوى (أوامر) الكف عن البناء بالجالوص.. * أوامر من قيادات إنقاذية على خلفية ما فعلت أمطار الأيام الفائتة في الناس والأنعام والممتلكات.. * فرموز الإنقاذ هؤلاء يرون أن مشكلة انهيار المنازل- جراء الخريف- يمكن حلها فور إمتناع الناس عن استخدام الطين.. * أي أن عليهم أن يبنوا بالطوب الأحمر أو لا يبنوا (خالص) إن لم يكن بمقدورهم إيجاد البدائل (غالية الثمن).. * طيب؛ إذا افترضنا أن الناس قد استجابت ل(الأوامر العليا!!) هذه وأضحت بيوت الجالوص من الماضي فكيف تُحل مشاكل (إنهيارات!!) أخرى لا علاقة لها ب(زفت الطين) وإنما هي من (زفت النفط!!)؟!.. *وحين نقول (زفت الطين) - ونعني بيوت الجالوص- فإنما نجهر بحقيقة ما يعتمل في نفوس أصحاب (السرايات الإنقاذية !!) تجاه منازل غلابى أهل السودان .. * فشوارع الأسفلت- مثلاً- التي تصدعت وتشققت و(اتماصت) لا علاقة لها بالطين الذي (تشطَّرت) عليه الحكومة ممثلةً في بعض قياداتها.. * والمصارف التي (أحرجت!!) الحكومة هذه الطين براء.. * وأعمال الصيانة (الشوارعية!!) التي شعارها (على أقل من مهلك) لا صلة للطين المسكين بها.. * أما (الآمرون) هؤلاء فقد نشأوا جميعهم- أو أغلبهم- في بيوت الطين هذه.. * والآن يمتلكون قصوراً بداخلها حمامات (الجاكوزي!!)، وخارجها أحواض السباحة.. * والفرق بين هؤلاء وبين صاحب (الجاكوزي) المغترب ذاك أن (متنعِّمي الإنقاذ) لا يريدون منا أن نكتب عن (جواكيزهم!!) كيما تظل (مستورة).. * أما الثاني فقد علمنا أن السبب في وليمته السمكية تلك هو أن نكتب عن فخامة قصره وأثاثه وحدائقه و(خادماته!!).. * ثم أن نكتب- على وجه الخصوص- عن الجاكوزي (الإيطالي) الخاص به.. * وها قد فعلنا !!!!!!!