نعم إنها فضيحة إيطالية بكل مقاييس كرة القدم، إنها نكسة للدوري الإيطالي المنحدر بشكل كبير وربما نهاية حقبة ميلانية كانت مليئة بالأحلام والطموحات الكبيرة، قد تكون نهاية أيضاً للعديد من النجوم داخل أسوار السان سيرو وإغلاق الباب والطريق أمام أي نجوم قادمين لهذه القلعة الإيطالية الكبيرة الروسونيري. الفضيحة ستحدث بالطبع في حالة خروج آسي ميلان الذي يلعب له المهاجم الإيطالي ذو الأصول المصرية ستيفان شعراوي، من دور تحديد المتأهل لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام إيندهوفن الهولندي رغم تعادلهما في لقاء الذهاب الذي أقيم الأسبوع الماضي على أرض الأخير بنتيجة 1-1. الأداء الذي قدمه الميلان أمام إيندهوفن في لقاء الأسبوع الماضي لم يكن بالجيد أو المثير بل بالعكس اعتمد على بعض اللقطات الفردية للشعرواي أفضل لاعبي الروسونيري في هذه المباراة والمشاكس ماريو بالوتيللي، ما افتقده الفريق الهولندي هو اللمسة الأخيرة أمام المرمى والتي لولاها لكانت هناك فضيحة في هولندا للميلان قبل أن تستكمل في إيطاليا! المثير..هو خسارة الميلان أمام هيلاس فيرونا في افتتاح الكالتشيو السبت الماضي في معقل الأخير الصاعد حديثاً لدرجة الممتازة، لم تكن المفاجأة فقط في هزيمة كتيبة ماسيمو أليغري بهدفي المخضرم لوكا توني بل في الأداء الهزيل للضيوف. ففيرونا الصاعد حديثاً والذي حقق فوزه الأول ربما منذ أكثر من 50 عاماً سير المباراة كما يحب وانتفق بعد هدف ميلان المبكر وأثبت "علو كعبه" في اللقاء على الروسونيري بعناصره بكتيبة نجومه العديدة. والكثير من علامات الاستفهام دارت حول مستوى ثنائي الهجوم الشعراوي وبالوتيللي، فالفرعون لم يقدم أي شيء أمام فيرونا بل ظل تائهاً ومرتبكاً ويبحث عن الكرة وهو ما جعل أليغري يفجر مفاجأة بإخراجه في بداية الشوط الثاني ودخول الشاب بيتانجا بديلاً له في تبديل خاطىء من وجهة نظر الكثيريين. وبالطبع ثقة الشعراوي المفقودة منذ النصف الثاني من الموسم الماضي لن تعود بهذا الاسلوب خاصة أن المهاجم ذو الأصول المصرية كان يمني نفسه في مواصلة مشواره التهديفي الذي بدأ مجدداً أمام إيندهوفن. ورغم أن أليغري على حق لعدم استبدال بالوتيللي هو الآخر الذي كان بعيداً عن مستواه إلا أن الواقع يقول أن السوبر ماريو هو مصدر الخطورة الوحيدة للميلان والأمل الباقي في الهجوم ولا يوجد أي بديل له في كتيبة الروسونيري. والكل يعلم ما يمثل دور المجموعات بالتحديد للفرق الكبيرة مثل الميلان من حيث العائد المادي والبث التلفزيوني والذي قد يمثل عائقاً كبيراً ومفاجئاً في حالة خروج الفريق أمام إيندهوفن. مباراة العودة أمام البي أس في تحمل للميلان شعار "نكون أو لا تكون" أو ربما أكثر للواقع "طوق النجاه أما الفضيحة المدمرة"، بالطبع ستكون فضيحة مدمرة عدم تأهل الميلان قد تطول في بادىء الأمر من أليغري الذي من المتوقع إقالته في حالة عدم التأهل وثورة جماهير الروسونيري "المتأهبة" التي ستصب جام غضبها على غالياني وبيرلسكوني لعدم وجود أي تعاقدات جديدة في الفريق والاستمرار في طريقة التوفير وصفقات الانتقال الحر التي يتبعها الأقرع منذ زمنٍ ليس بالقريب. أليغري والشعراوي وبالتوتيللي وكل من في الميلان أمام امتحان هو الأصعب لهم في هذا الموسم لأن عدم التأهل لدور المجموعات بدوري الأبطال يعني نهاية الموسم قبل أن يبدأ بل سيضيف لنسكة وفضيحة الدوري التي لم يخرج منها الميلان بعد! إلى جانب أنها ستضيف إلى ترنح الفرق الإيطالية في الشامبيونزليج بعد الفشل المتواصل على مدار الخمس سنوات الأخيرة وآخرهم بطل الكالتشيو الخارق الذي ظهر حملاً وضيعاً أمام بايرن ميونيخ الألماني في الدور ربع النهائي للنسخة الماضية. مؤشرات كثيرة تشير إلى حدوث الفضيحة المدمرة للميلان أمام إيندهوفن وإخفاقه في التأهل وبالتالي تدمير مستقبل العديد من النجوم الشابة في الروسونيري وعلى رأسهم الشعراوي وبالوتيللي والوافد الجديد بولي.