قال لوكا بيونق، القيادي ب"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة في جنوب السودان، والناشط في قضية استفتاء منطقة أبيي، إنه يحق لأبناء قبيلة دينكا نقوك "التعبير عن موقفهم وتحديد رغبتهم خلال الاستفتاء الذي يتوقع أن يتم إجراؤه في أكتوبر المقبل، على أن يجرى من جانب واحد في حال استمرار رفضه من جانب الخرطوم". وربط بيونق إمكانية قيام الاستفتاء ونجاحه بنتائج زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم المنتظر الأسبوع المقبل ولقائه الرئيس السوداني عمر البشير، معولا على طبيعة الانفراج في علاقات البلدين والتي ربما تقود إلى تكوين إدارة المنطقة والإسراع في تشكيل مفوضية الاستفتاء. وقال: "إذا لم يخرج اجتماع الرئيسين بأي اتفاق حول استفتاء ابيي ، فانه يتوجب علي جنوب السودان أن يقود حملة دبلوماسية محكمة للتأثير على اجتماع الرؤساء الأفارقة في ديسمبر المقبل للضغط على الخرطوم للقبول بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد في اكتوبر المقبل، حسب مقترح الوسيط الإفريقي رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابومبيكي، الذي أقره مجلس السلم و الأمن التابع للاتحاد الافريقي في سبتمبر 2012، لأن القضية لا تزال في الإطار الإفريقي، وهناك إجماع دولي علي أهمية قيام الاستفتاء"، على حد قوله. وردا على سؤال حول الخطوة التي ستقدم عليها قبيلة دينكا نقوك في حال فشل قيام الاستفتاء في أكتوبر بعد رفض الخرطوم لقيامه في الموعد المحدد، قال بيونق: "في هذه الحالة يحق لدينكا نقوك أن يرفعوا قضية في محكمة العدل الدولية ضد السودان الذي يماطل في تنفيذ اتفاق سياسي بين الطرفين". كما أوضح أن "عشائر دينكا نقوك التسعة "التي تتشكل منها القبيلة" يمكنها في حال رفض السودان أن تقوم بإجراءات للتصويت من طرف واحد وإجراء استفتاء بالطرق العادية لصالح خيارهم النهائي من خلال الاستعانة بأعضاء المفوضية التي قامت بإجراءات استفتاء "انفصال" جنوب السودان في 2011 "، مضيفا "لكن هذا يحتاج لموقف واضح من حكومة جنوب السودان". ولم يستبعد بيونق أن تقود تلك الضغوط إلى تدخل الأممالمتحدة وفرضها للوصاية علي المنطقة لحين قيام الاستفتاء، أو أن تتم إحالة الملف برمته إلى مجلس الأمن الدولي في حال فشل الطرفين في التوصل الي حل للقضية. وتابع الحديث قائلا: "لكنه أمر يتطلب جهدا دبلوماسيا كبيرا للتأثير على مواقف روسيا التي تنظر لمصالحها الاستراتيجية مع السودان، إلى جانب الصين التي تربطها علاقات تجارية مع الخرطوم". كما رجح بيونق "إمكانية إقدام عشائر دينكا نقوك المقيمة في أبيي على جمع توقيعاتهم التي يمكن أن تصل إلي 60.000 توقيع، وإعلان أبيي منطقة تابعة لجنوب السودان" . وكان من المفترض أن يجرى استفتاء لأهل أبيي بالتزامن مع استفتاء انفصال الجنوب في يناير 2011 إلا أن الاختلاف حول "أهلية الناخب" عطل الخطوة حيث يتمسك الشمال بمشاركة قبائل المسيرية ذات الأصول العربية البالغ عددهم حوالي 450 ألف مواطن في الاستفتاء، بينما يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبيلة "دينكا نقوك" المتحالفة معه ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن. وطالبت الخرطوم، في وقت سابق، الاتحاد الافريقي بتأجيل استفتاء منطقة أبيي الغنية بالنفط لحين تكوين الإدارة المشتركة للمنطقة وتشكيل المجلس التشريعي ومفوضية الاستفتاء، إلى جانب ضمان مشاركة عرب المسيرية الرحل والذين لا يتواجدون في المنطقة خلال شهر أكتوبر. ويعقد مجلس السلم والأمن الإفريقي على مستوى رؤساء الدول، اجتماعاً حاسماً بشأن قضية أبيي في الأسبوع الثالث من سبتمبر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، فيما تجتمع الآلية الأفريقية مع رئيس الإيقاد "منظمة التنمية في شرق إفريقيا"، رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين بأديس أبابا، اليوم، لوضع اللمسات النهائية للتقرير الذي سيعده الاتحاد الأفريقي بشأن القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا، بجانب قضايا داخلية في الدولتين.