ظلت مدينة الدويم وعلى مر السنوات من أكثر مدن السودان تمتعا بالأمن والسلام الاجتماعى، خاصة من ناحية السرقات الليلية، حيث يندرأن تحدث وحتى إن حدثت تكون فى نطاق ضيق وبنسبة ضئيلة جدا قياسا بباقى المدن، ويعود ذلك لأسباب كثيرة أهمها أن أهل المدينة يتعارفون وتربطهم الكثيرمن الصلات الاجتماعية والعلاقات الوثيقة، وهذا يمثل مانعا قويا ضد المجرمين أو أى محاولة لزعزعة الأمن، مما جعل الناس ينامون وهم مطمئنين على أرواحهم وممتلكاتهم، لدرجة أن الكثير من سكان المدينة ينامون خارج بيوتهم، وصارت عادة منتشرة وبصورة ملحوظة فى شوارعها، وهناك أمر مهم له ضلع كبير فى توفيرالأمن بهذه الدرجة العالية وهو الجهود التى تبذلها الجهات الأمنية من شرطة وأمن وجيش لتأمين المدينة فى مداخلها والطواف الليلى والخطط الأمنية المحكمة التي تطبق بصورة محكمة. ورغم كل تلك التحوطات إلا أن المدينة بدأت تشهد خلال الآونة الأخيرة بعض الظواهر الدخيلة على مجتمعها، حيث يعانى المواطنون هذه الأيام من ظاهرة جديدة لم تكن موجودة حتى وقت قريب، حيث عمل بعض ضعاف النفوس على الإخلال بأمن وسلامة السكان وبطريقة لم يعرفها المواطنون وسمعوا عنها عبر وسائل الإعلام، وهى ظاهرة السرقات النهارية، حيث أطلت برأسها اخيرا وباتت مصدر قلق للمواطنين خصوصا النساء، فقد كثرت خلال هذه الأيام وبصورة مزعجة، فاللصوص يستغلون خلو الشوراع من المارة فى فترة الظهيرة وانشغال أرباب الأسر بالبحث عن لقمة العيش، وكذلك إنهماك النساء فى متابعة القنوات الفضائية، فيدخلون إلى البيوت وسرقة كل ما هو قريب فحتى أغطية المنهولات وما شابها لم تسلم. عدد من المواطنين اشتكوا من الظاهرة حيث أكد عدد منهم بأن منازلهم تعرضت للسرقة خلال النهار، فمنهم من فقد حافظة مياه ومنهم من فقد جردلا وآخر فقد كل أغطية المنهولات، وقد اتهموا بعض الصبية بإرتكاب هذه السرقات، حيث ذكر بعض المواطنين بأن صبية تتراوح أعمارهم مابين ال12 وال15 عاما يتجولون فى الشوارع بحجة أخذ الأوساخ من البيوت والذهاب بها إلى مكب النفايات كغطاء لجريمتهم، وأضافوا بأنهم يطرقون الأبواب لمعرفة إذاما كان هنالك شخص بالبيت، وفى حال وجدوا الباب مفتوحا أومواربا يختلسون النظر ويدخلون إلى الحوش حتى إذا ما شاهدهم أى شخص يتعللون بالبحث عن النفاياا، وأبانوا بأن بعضهم يستخدم عربة كاروا للقيام بجريمته. هناك من اتهم المواطنين باللامبالاة، حيث قالوا انهم يتعاملون بثقة زائدة مع أى شخص يطرق الباب دون أن يكون لديهم أى خلفية عنه، وأضافوا بأن مثل هذا التعامل يشجع البعض على ممارسة السرقة، ودعوا الجميع للحذر من مثل هؤلاء حتى لايصبحوا من ضحاياهم، وطالبوهم بأن يتأكدوا من هوية كل من يدعي أنه يعمل فى جمع النفايات. العديد من أولياء الأمور باتوا منشغلين بهذه الظاهرة حيث أكدوا بأنهم يذهبون إلى أعمالهم وهم غيرمطمئنين على أولادهم وممتلكاتهم، وناشدوا الجهات الأمنية استئصال هذا الداء على حد وصفهم، وأضافوا بأن الأمرإذا لم يتم حسمه فإنه سيستفحل ويصبح قضية كبرى تنتج عنها خسائر فادحة. عدد من المراقبين أكدوا «للصحافة» بأن الكرة الآن فى ملعب الشرطة والجهات الأمنية الأخرى، وقالوا انه لابد من تنظيم حملات مكثفة تستهدف من يقومون بجمع النفايات خصوصا الصبية، ومعرفة عناونيهم حتى إذا ما حدثت أى جريمة سرقة يسهل العثور على مرتكبها، ودعوا اللجان الشعبية واللجان المتعاونة مع الشرطة بالأحياء للقيام بدور فى هذه المشكلة من خلال الرصد والمتابعة وأن يوجهوا ربات البيوت بعدم فتح الأبواب لأى شخص دون أن يتأكدوا من هويته. الصحافة