نص كلمة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير التى القاها فى الجلسة الافتتاحية للمباحثات بين جمهورية السودان وجمهورية دولة جنوب السودان . بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الأخ الكريم الرئيس/ سلفاكير ميار ديت، الأخوة والأخوات أعضاء الوفد الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، ،، ،، أسمح لي سيادة الرئيس أن أرحب بكم وبوفدكم الكريم ترحيباً حاراً في بلدكم السودان، فقد نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً ... وأرجو أن أثمّن عالياً تقليد اللقاءات الرئاسية بيننا والذي بدأ يترسخ كآلية فعّالة لتبادل الآراء والحوار البناء لحل كافة قضايانا بل والإنتقال لمرحلة التعاون والشراكة بين بلدينا . كما أرجو أن أؤكد في هذه السانحة عن إلتزامنا بعلاقات حسن الجوار وبإحترام سيادة جمهورية جنوب السودان كدولة جارة تمتاز علاقاتنا بها بالخصوصية، ونؤكد أيضاً إحترامنا لكافة الإتفاقيات الموقعة بيننا وإلتزامنا بتنفيذها بروح المسئولية والإرادة السياسية كحزمة واحدة وبإتساق تام بين كافة مكوناتها وبنودها. لقد مرت، أخي الرئيس، علاقاتنا خلال الفترة الماضية بعقبات وتحديات كبيرة فرضتها خصوصية العلاقات بين بلدينا، إلا أننا وبالتواصل والحوار البناء وعون الأصدقاء وعلى رأسهم الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس أمبيكي، نخطو نحو تجاوزها بالعزيمة الصادقة، ونحسب أننا الآن على أعتاب مرحلة جديدة يحدونا الأمل في أن نسلك طريقها القويم بتنفيذ كافة إتفاقيات التعاون بيننا بجدية ونزاهة وصبر . ومن هذا المنطلق نرجو أن نساعد معاً الآليات الأفريقية التي وردت بمقترحات الرئيس أمبيكي والمتمثلة في آلية تحديد الخط الصفري، وآلية وقف الدعم والإيواء، على إنجاز أعمالها في أقرب الآجال وفقاً لخطة عملها، ويؤكد إلتزامنا بذلك جديتنا وحرصنا على تجاوز عثرات الماضي والإنفتاح على مستقبل يليق بشعبينا. فتحديد الخط الصفري مهم وأساسي للأمن على الحدود وتبادل المنافع من تجارة ونفط وحركة رعاة عبر الحدود، كما أن الإلتزام بوقف الدعم والإيواء لحركات التمرد هو الوسيلة الأنجع في عملية بناء الثقة بين بلدينا. أخي الكريم، نحن نستشعر في هذه المرحلة أهمية تفعيل وتنشيط كافة الآليات واللجان المشتركة التي أتفقنا عليها ونقترح بصفة خاصة أن نشرع في تشكيل اللجنة الوزارية العليا المشتركة ولجنتها التنفيذية حتى تضطلع بمهامها في تنسيق ومتابعة أعمال كافة اللجان المشتركة والتي تربو على الثلاثين لجنة وآلية مشتركة حسبما جاء في مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات. أخي الرئيس، أما بشأن المسائل العالقة والمتمثلة في قضية أبيي والحدود، فنرجو أن نؤكّد عزمنا على إيجاد حل نهائي ومرضٍ لكافة الأطراف بما يضمن تعايشاً سلمياً بين مكونات المجتمعات المحلية بالمنطقة، وأخالكم توافقونا الرأي في أهمية التمهيد لذلك ببذل المزيد من الجهد والفكر الخلاق لتشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية، لنشرع بعدها معاً في إيجاد حل وتسوية نهائية لهذه القضية حتى لاتكون خنجراً في خاصرة علاقتنا في مقبل الأيام .أمّا موضوع الحدود فنحن ملتزمون وفق إتفاقيات التعاون على الشروع فوراً في ترسيم المتفق عليه، ونرجو أن نعمل سوياً على تسهيل إكمال فريق الخبراء الأفارقة لمهامهم فيما يتعلّق بالمناطق المتنازع عليها. فخامة الرئيس، أرجو أن أؤكّد عزمنا على مواصلة لقاءات القمة وتبادل الزيارات الرئاسية في المستقبل بهدف ترقية علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين، ولضمان قيام دولتين جارتين تتمتعان بالقابلية للحياة والنماء وتعيشان في سلام وتعاون. أتمنى لكم أخي، ووفدكم الكريم إقامة طيبة في الخرطوم والاستمتاع بالأجواء الخريفية على ضفاف مقرن النيلين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،