أعلن رئيسا السودان وجنوب السودان، عمر البشير وسلفاكير ميارديت، يوم الثلاثاء فتح صفحة جديدة في علاقات الجارين المتوترة وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بين البلدين بأديس أبابا في سبتمبر 2012، وتعهدا بعدم دعم وإيواء المتمردين. وعقد البشير وسلفاكير في إعقاب وصول الأخير الخرطوم صباح الثلاثاء جلسه مغلقه بقاعة الصداقة ظهرا، وبحث الرئيسان قضايا تهم البلدين والعمل على تجاوز كافة القضايا العالقة وانفاذ اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين. وأكد السودان احترامه للاتفاقيات الموقعة بينه وجنوب السودان والتزامه بتنفيذها بروح المسئولية والإرادة السياسية كحزمة واحدة وباتساق تام بين كافة مكوناتها وبنودها. وجدد الرئيس السوداني التزام الخرطوم بعلاقات حسن الجوار مع جوبا واحترام سيادتها كدولة جارة تمتاز بعلاقات ذات خصوصية. واقترح البشير في جلسة المباحثات بين الجانبين يوم الثلاثاء تشكيل اللجنة الوزارية العليا المشتركة ولجنتها التنفيذية لتنسيق ومتابعة أعمال كافة اللجان المشتركة التي تزيد عن ثلاثين لجنة وآلية مشتركة حسب مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات. عثرات الماضي وأكد البشير حرصه على "تجاوز عثرات الماضي والانفتاح علي مستقبل يليق بشعبي البلدين"، موضحا اهمية تحديد الخط الصفري للامن بالنسبة للحدود وتبادل المنافع من تجارة ونفط وحركة الرعاة. وقال "ان الالتزام بوقف الدعم والايواء لحركات التمرد هو الوسيلة الأنجع في عملية بناء الثقة بين البلدين". واكد عزم السودان على إيجاد حل نهائي ومرضي لكافة اطراف ابيي بما يضمن تعايشا سلميا بين مكونات المجتمعات المحلية توطئة لايجاد تسوية نهائية للمسألة "حتى لا تكون خنجرا في خاصرة علاقات البلدين مستقبلا". وأكد البشير التزام السودان بالشروع الفوري في ترسيم الحدود المتفق عليها وفقا لاتفاقيات التعاون والعمل على تسهيل إكمال فريق الخبراء الافارقة لمهامهم بشأن المناطق المتنازع عليها. واشار الى اهمية مساعدة الطرفين للاليات الافريقية التي اقترحتها لجنة امبيكي والمتمثلة في آلية تحديد الخط الصفري وآلية وقف الدعم والايواء على إنجاز مهامها في اقرب وقت وفقا لخطة عملها. وأضاف "نحسب اننا الآن على اعتاب مرحلة جديدة يحدونا الامل في ان نسلك طريقها القويم بتنفيذ كافة اتفاقيات التعاون بيننا بجدية ونزاهة وصبر". صفحات جديدة من جهته أكد سلفاكير رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة لعلاقاتها مع الخرطوم واغلاق الصفحة القديمة بتنفيذ كل ما اتفق عليه الطرفان في مصفوفة التعاون التي وقعا عليها العام الماضي في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا. وأعلن استعداده شخصيا لاتخاذ كافة الاجراءات لتاكيد حرص بلاده على عدم دعم وايواء متمردين امن السودان، حسب الاتهامات الأخيرة، وطالب الخرطوم بفتح الحدود وانسياب التجارة، وأكد استعداده لتنفيذ ذلك خلال 24 ساعة. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن هناك رغبه قوية بين الخرطوموجوبا لتجاوز كافة الخلافات والقضايا العالقة بين البلدين معرباً عن أمله في أن تخرج المباحثات بنتائج ايجابية ومثمرة تدفع بالعلاقات إلى الأمام. وأشار كرتي للصحافيين عقب جلسة المباحثات الرسمية بين البلدين الى أن الوزراء المختصين من الجانبين سيعقدون جلسات كل فى مجاله لبحث العديد من القضايا .وأضاف أن الرئيسين سيعقدان جلسة مغلقه وستكون هناك فرصه للتقدم في الكثير من الملفات.