طارق التجاني - الخرطوم - سكاي نيوز عربية زيارة الساعات السبع لرئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الخرطوم جاءت لتمهد الطريق لإزالة التوتر الذي خيم على علاقة البلدين طوال فترة انفصال جنوب السودان، وتفتح آفاق اتفاق مع الخرطوم بشأن قضايا جوهرية مثل الحدود وأبيي والنفط، بروح جديدة ونظرة متجددة. وفي مطار الخرطوم، انحنى سلفا كير أمام العلم السوداني لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير لانتظاره ومواصلة المراسم. وأفلحت الزيارة في إذابة جليد التوتر وكسب مزيد من الثقة والتعاون الاقتصادي، وكسب ثلاثة أيام تبقت من مهلة الخرطوم بإيقاف نفط جنوب السودان. كما أفلحت في استصدار اتفاق يسمح بمرور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية دون توقف، بجانب الالتزام بعد دعم وإيواء الحركات "المتمردة" . وكان سلفا كير حريصا على لقاء رموز الأحزاب السودانية الموالية والمعارضة، منهم الصادق المهدي وحسن الترابي وفاروق أبو عيسى والخطيب. وقال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إنه دعا الطرفين لعدم خضوع الاتفاق لخلافات يتضرر منها مواطنو البلدين خصوصا تلك المتعلقة بالبترول والتجارة. واقترح على رئيس حكومة الجنوب إنشاء مفوضية حكماء تحول لها كافة القضايا التي لا يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنها وإعطاؤها فرصة كاملة لتقريب وجهات النظر لحل هذه القضايا، داعيا إلى ضرورة توسيع إطار التعاون بين البلدين وعدم حصره في النطاق الرسمي، والانتقال به إلى آفاق قومية وشعبية. وقال سلفا كير في خاتمة حديثه إن إقامة علاقات جيدة بين الخرطوم وجوبا من شأنها أن تتيح لطلاب الجنوب في المعاهد العليا السودانية أن يعيشوا براحة. وأضاف أن البلدين تفاوضا كثيرا ووقعا اتفاقيات بينهما، لافتا إلى أنها "يجب أن تجد حظها من التنفيذ وألا ترهن في الكتب فقط"، مؤكدا استعداد حكومته للتعاون مع الخرطوم لتنفيذها وتجاوز كل العقبات وتحسين العلاقات بين الدولتين لمصلحة الشعبين. كما أشار إلى أن الدولتين "لا تحتاجان إلى دعم من الخارج للاتفاق بينهما، لأنهما تستطيعان أن تقوما بهذا الأمر وحدهما مع توفر الإرادة لذلك".