فجَّر شريط فيديو مصور يظهر تنفيذ عقوبة جَلد فتاة على أيدي قوات الشرطة، يُرجَّح أن يكون بتهمة ارتكابها فعلاً فاضحاً، مشاعر غضب لدى عموم السودانيين، وردود أفعال عالمية واسعة. الشريط الذي نشره موقع 'اليوتيوب' الإلكتروني دفع جهاتٍ سودانية عديدة إلى الاحتجاج، ضد القوانين المسيئة للمرأة، كان أولها مظاهرة نسائية في لندن أمس الأول، فضلاً عن احتجاجات ومطالبات داخلية. أظهر الفيديو عملية تنفيذ حكم بالجلد على فتاة في منطقة 'أم درمان' ترتدي الحجاب، داخل ساحة أحد مراكز الشرطة، وبحضور قاض كان يستحث الشابة للجلوس كي تنال عقابها، بينما كان المنفذون للعقوبة يستحثون المصور لتصوير جمع من المتفرجين على أساس أنهم 'طائفة من المؤمنين'، ونفذ الحكم اثنان من رجال الشرطة، ظل أحدهما يضحك قبل توليه أمر الجلد أمام الكاميرا، وبموجب الشريط فإن الضرب وقع في الغالب على كل جسد الفتاة ووجهها ورأسها دون تمييز. يُشار إلى أن السودان يُحكم وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية منذ تولي البشير الحكم عام 1989. وذكر بيان قوى الإجماع السودانية المعارضة أن 'مشاهد الفيديو روَّعت كل من رآها، وأسالت دموع الرجال قبل النساء'، معتبراً أنها 'إساءة لديننا الحنيف، ولا تمت إلى الإسلام والأخلاق السودانية بأي صلة'. وطالب البيان الشرطة بإجراء تحقيق شفاف ومستقل ومعاقبة هؤلاء المجرمين، كما طالب وزارة العدل بإجراء مماثل لكي ينال هذا القاضي جزاءه، كما طالب بالإلغاء الفوري لقانون 'النظام العام' والمادة 152 عقوبات. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت قيادة الشرطة السودانية أنه لا توجد معتقلات سرية ولا تجاوزات قانونية في مراكز الشرطة في السودان، مُشككةً في توقيت ودوافع بث الشريط على الإنترنت بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مضيفة أنه يهدف إلى جر مزيد من الضغوط على السودان والتشويش على العقوبات الشرعية. وأوضح نائب المدير العام للشرطة السودانية الفريق عادل العاجب أن الفيديو تم تصويره في يوليو 2009، معتبراً بثه بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان 'عملاً خبيثاً لتشويه صورة السودان'. وكان الشارع السوداني عرف خلال سنوات حكم حزب 'المؤتمر الوطني' أنواعاً مدهشة من التحريمات، بدأت بتحريم الخلوة بين الرجال والنساء في الحدائق العامة والمتنزهات، وإغلاق جميع المحال قبل العاشرة مساء، وتغليظ عقوبة ارتداء النساء البنطلون، على نحو ما حدث العام الماضي مع الصحافية السودانية لبنى حسين التي قُبض عليها بتهمة ارتداء بنطلون. الجريدة