الشتاء من أفضل فصول السنة لدى الكثيرين، وهو يلي الخريف وعادةً ما يبدأ في شهر ديسمبر وينتهي في أوائل مارس، وفيه تزداد برودة الجو والرياح وأحياناً تهطل الأمطار كما في شرق السودان. وللشتاء ملابسه وطعامه وشرابه وطقوسه أيضاً، كما له أمراضه وفيه يحلو السهر والسمر مع لياليه الطويلة. «الأهرام اليوم» سألت العديد من الناس حول استعدادات الشتاء الذي بدأ يتوغّل بيننا بهدوء. فقالت «سميرة أحمد» وهي ربة أسرة، إن فصل الشتاء يجعلها تجتهد فبله لتوفير مستلزمات أسرتها من المواد الغذائية، وتركز على وجبة العشاء لأن البرد يشتد ويكون الليل طويلاً، وأوضحت أنها لا تشتري لأطفالها ملابس خاصة لكنها تقوم بغسل القديم منها. وقالت الحبوبة فاطمة محمد إن تجهيزات الشتاء عادة قديمة في البيوت السودانية، موضحة أن توفير الدقيق والحطب والفحم كان من أهمها، إضافة لشراء «الفِرَدْ» التي عادةً ما تُصنع من الدمور للغطاء، إذ أن البطاطين لم تكن متوفرة كما الآن، وعادة ما تأتي من الخارج يرسلها المغتربون، وأوضحت أن عمل زيت «الوّدك» «الكَرْكَار» المعروف لدى السودانيات كان مهماً للغاية لتجنيب جسم المرأة التشقُّق والجفاف، كما كان يُعصر الليمون على الجلسرين ويُدهن به الأطفال والرجال لكي لا تتعرض أجسامهم للتشقُّق. وفي ذات السياق أوضحت الباحثة النفسية نجوى إبراهيم أن الفصول لها تأثير كبير على حياة الناس، مشيرة إلى أن الشتاء مرتبط بالسكون والخمول، وأكدت أن بعض الدراسات العلمية أثبت أن أكثر البالغين يعانون اضطراباً في حالتهم المزاجية أثناء الشتاء، حيث تطول ساعات الليل، كما أن أمراض الزكام والسعال الشتوي تُسبّب الاكتئاب، ونصحت بتناول المشروبات الساخنة كالزنجبيل والشاي، بجانب عصير العسل والليمون والبرتقال. من جهته عبّر العم محمود سعد عن بالغ استيائه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقال إن الشتاء حلّ وفيه يحتاج الناس أكثر للغذاء خصوصاً الرغيف والسكر، وطالب الدولة بالنظر في هذا الغلاء كي لا تبيت الأسر جوعى في هذا الشتاء الذي يوحي بأنه سيكون قارساً خلال الأيام المقبلة. وفي جولة ل «الأهرام اليوم» داخل الأسواق بالعاصمة لاحظت ولوج العديد من الملابس الشتوية المستوردة بأسعار غالية جداً، وعزا التجار ذلك لارتفاع الدولار، وقالوا إن الإقبال عليها ضعيف، وتوقعوا أن ينتعش نهاية الشهر. من جانبهم أبدى عدد من المواطنين انزعاجهم من ارتفاع ملابس الأطفال الشتوية والبطاطين والمعاطف وأوضحوا أن سعر البطانية ارتفع من (50) إلى (95) جنيهاً وقفز من (30) إلى (50) للحجم الصغير ودعوا لتخفيف الأعباء على المواطنين في ظل الشتاء الذي دقّ الأبواب.