الحوادث المرورية واقع لم يكن مألوفاً بولاية نهر النيل، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة خاصة في فصل الخريف وإبان الفيضانات والسيول التي أدت الى قطع طرق المرور السريع وتآكلها في الكثير من المواقع، ومنها طريق التحدي «الجيلي شندي عطبرة هيا» وطريق «عطبرة بربر أبو حمد»، وطريق «أم الطيور الفحلاب»، واخيرا طريق «بورتسودانعطبرة» وشهدت هذه الطرق حوادث اليمة مخلفة المئات من الموتى والمصابين، وكثرة الحوادث بنهر النيل يقابلها ضعف واضح في مستشفيات الولاية التي تفتقر إلى مقومات العملية الإسعافية. ويشير مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة بالولاية الدكتور محمد بشير في حديث ل «الصحافة» الى أن الولاية شهدت تطوراً واضحاً في طرق المرور السريع خلال العقدين الأخيرين، واصبحت ملتقى ومعبراً للعديد من طرق المرور السريع، وترتبت على ذلك منافع عديدة للولاية والسودان، وفي المقابل صحبت هذه النهضة افرازات سالبة تتمثل في ازدياد حالات إصابات حوادث الطرق، ولمقابلة ذلك لا بد من اتخاذ العديد من الاجراءات لاتقاء وتقليل مضاعفات المصابين خاصة في المستشفيات الواقعة على طرق المرور السريع، وذلك بتأهيل اقسام الطوارئ والإصابات بمستشفيات «شندي والدامروعطبرة» فضلاً عن تدريب الكوادر على إدارة كوارث المستشفيات مثل مستشفيات اخرى بالولاية «السلام الجامعي والشرطة والسلاح الطبي وبربر وأبو حمد»، بالاضافة لتدريب الكوادر الطبية على الانعاش القلبي والمعالجة القياسية للمصابين، وتوفير الأدوية المنقذة للحياة عبر برنامج العلاج المجاني، الا ان النقص في بعض التخصصات كالتخدير وجراحة المخ والاعصاب ونقص بعض المعينات التشخيصية يجعل من أمر تحويل بعض الحالات أمراً حتمياً، وعن عربات الإسعاف على طرق المرور السريع قال إنه لا توجد عربات إسعاف تابعة للوزارة، وان عربات الإسعاف التابعة للوزارة تعمل على نقل الحالات من المستوى الأدنى الى المستوى العلاجي الاعلى داخل وخارج الولاية، إلا أن هناك تنسيقاً لتوفير المتاح من العربات عند حدوث اية اصابات جماعية متى ما اقتضت الضرورة . وعن المشرحتين الوحيدتين بالولاية والموجودتين في مستشفى شندي ومستشفى عطبرة اكد ان المشكلة تظل قائمة بالرغم من الجهود التي بذلت بمستشفى شندي ودعم السيد المعتمد المقدر، وبرغم ذلك يبذل العاملون بالمستشفي جهوداً مقدرة في العمل رغم الشح في الامكانات والمعينات، وهناك بعض الوعود من بعض الجهات لدعم المشرحتين وتأهيلهما، وعن الاختصاصيين بأقسام الحوادث قال ان اختصاصيي العظام والجراحة مؤهلون تماماً للتعامل مع حالات الاصابات والحوادث عموماً واصابات طرق المرور السريع وهو جزء من كل، ولكن لا يوجد اختصاصي طوارئ بالمستشفيات واقسام الحوادث. وفي ما يتعلق ببنوك الدم باقسام الحوادث فهي توجد بمستشفيات شندي والدامروعطبرة، ويتم امدادها بالمستهلكات بشكل مستمر عبر وزارة الصحة، وهناك مشروع بنك دم مركزي بعطبرة لتوفير مشتقات الدم، وقد تم استلام المبنى، وهناك تنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية لتركيب الأجهزة وتدريب الكوادر ومن ثم التشغيل، وأكد ان كل المستشفيات بالولاية تعمل بجدول منظم ومرتب توزع فيه الكوادر لضمان التغطية، ويتم وضع خطط للتعامل مع الحوادث والطوارئ الصحية وحالات الإصابات الجماعية والكبيرة، الا ان النقص بشكل عام موجود في بعض الكوادر، ولكن عداد الأطباء بشكل عام في المستشفيات العامة كافٍ للتعامل مع حالات الإصابات الجماعية، أما في جانب الأجهزة والمعدات الجراحية ومستهلكات العمليات والغازات الطبية فهي متوفرة بهذه المستشفيات. وعن مقدرة المستشفيات الريفية الواقعة على طرق المرور السريع قال إن طبيعة تجهيزاتها غير قادرة على التعامل مع حالات الاصابات الجماعية، ولكنها تظل قادرة على إجراء المعالجات الاولية والمنقذة للحياة ومن ثم تحويلها لجهات الاختصاص. ويشير مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة بالولاية الدكتور محمد بشير، إلى مشروع الإسعاف المركزي الذي تم إعداده ورفعه لجهات الاختصاص بالولاية والمركز والمنظمات لتوفير مركبات إسعاف مجهزة تدار وفقاً لنظام تحكم مركزي عبر شبكة اتصالات وبتنسيق مع عدد من الجهات كالمرور السريع والدفاع المدني والمستشفيات، ونأمل أن تتم المصادقة عليه . الصحافة