في اثناء انتخابات العام 2010 ظهر شريط (يوتوب) صادم..في مركز تسجيل نائي يقع في أقاصي شرق السودان ظهر مواطن يمارس تزويرا فاضحا ..تلك البراعة في التزوير أطلقت عليها العقلية السودانية الساخرة مصطلح الخج..والمصطلح لبعض الذين لا يدركون العامية الريفية تقوم أمهاتنا بفصل السمن عن اللبن عبر الخج في وعاء مصنوع من جلد الحيوانات الأليفة..لم تكن المفاجأة ان يحاول احدهم تزوير الانتخابات هذه بعض من سلوك دول الاقليم قاطبة..بيدا ان المفاجأة ان الرجل الذي ارتكب تلك المخالفة يشغل الان منصب رفيع ومبجل في احدي ولايات شرق السودان. الرئيس البشير وعد شعب السودان امس الاول *عبر مخاطبته لحشد طلابي ان تكون الانتخابات القادمة مبراة للذمة وغاية في الشفافية..لن يحدث ان لم نتحدث بصراحة شديدة عن صدقية الانتخابات الماضية والتي أثمرت لاحقا استفتاء مشوه قطع من البلاد ربع ارضها وخمس شعبها..الإقرار بالأخطاء ومراجعتها تمكن الشعوب من تصحيح المسار وتجاوز المسالب..لن يضير الإنقاذ ان راجعت المسيرة فقد خرجت نطفة من انقلاب عسكري ..ثم اجبرها الزمن الى إقرار مرحلة التوالي التي انتهت الى تعددية شكلية ..المطلوب الان تحول ديمقراطي يفضي لتداول سلميً للسلطة.* الانتخابات الماضية اشرف عليها رجال من سلالة الشمولية..رئيس لحنة الانتخابات مولانا أبيل الير كان نائبا للرئيس جعفر نميري الذي قدم أسوا نموذج للحكم الدكتتاتوري..فيما جمع نائبه البروفسور عبدالله احمد عبدالله بين شمولتين..بعد ان اكل خريف مايو مديرا لجامعة الخرطوم ثم حاكما للإقليم الشمالي قبل تكليف الإنقاذ وبات سفيرا لها فيً الولاياتالمتحدةالامريكية ..في ذاك الوقت لم تكن الإنقاذ تقر مساحة للرأي الاخر. الرجل الثالث في هيئة الانتخابات المستقلة هو البروفسور مختار الأصم..في ذات يوم زارت صحفية مقر هيئة الانتخابات تسال عن هذا الأصم فسألها موظف الاستقبال أيهم فهنالك اكثر من مواطن يحمل هذا الاسم في هيئة الانتخابات المنوط بها تحقيق إرادة المواطنين..المشكلة الكبرى ان البروفسور الأصم كان يملك مع اخرين مركز تدريب نال نصيب الاسد من المال المخصص لهذا الغرض..لم ينكر الرحل صلة النسب التي تربطه بالمركز ولكنه اكد انه اخبر رؤسائه ولم ينهاه احدهم عن الفعل غير الشفيف..لاحقا فرغ منصب الرجل الاول *في هيئة الانتخابات بذهاب آبيل الير الى دولته الجديدة ..الحكومة لم تجد غير سفيرها السابق بروفسورً عبدالله احمد عبدالله فجعلته رئيساً..اما صاحب مركز التدريب فقد أضحى نائبا اول. اول عتبة في البنيان تقتضي اختيار رموز جديدة فيً هيئة الانتخابات عرفت بمواقفها فيً دعم الديمقراطية والالتزام بحكم القانون..حان الان تقديم رجال مثل الجزولي دفع الله تم اختبارهم في منعطفات تاريخية..الاختيار يتم عبر إدارة حوار شفاف مع الاحزاب المعارضة يضع معايير الاختيار لمن يتولى الأمانة ويؤيدها بحقها ومستحقها. على الإنقاذ ان تسال نفسها لماذا يفوز والي الشمالية ابراهيم الخضرً عبر الإجماع السكوتي في ولاية كانت توالي احزاب الاتحاديين.. وكيف يتمكن والي القضاًرف بالفوز بالمقعد الكبير عبر أقلية قالت نعم ..يحدث ذلك لان الاخرين زهدوا فيً انتخابات تسخر فيها آليات الدولة ويحشر الناس اليها عبر فقه الترغيب والترهيب والأساليب الفاسدة. الأهرام اليوم Alzafir @hotmail.com