هبط سعر الجنيه السودانى إلى مستوى قياسى أمام الدولار فى السوق السوداء فيما يتدافع الناس على تغيير مدخراتهم إلى العملة الصعبة قبل رفع دعم الوقود الذى من المتوقع أن يؤدى إلى زيادة التضخم. وقال متعاملون فى السوق السوداء إن سعر الدولار بلغ يوم السبت 7.8 جنيه سودانى فى السوق السوداء -التى أصبحت مؤشرا قياسيا للأعمال- مقارنة مع 7.3 جنيه قبل أسبوع. وهذا هو أدنى سعر منذ إطلاق العملة فى 2007. ويبلغ السعر فى البنك المركزى حوالى 4.4 جنيه مقابل الدولار.وفقا لما نقلته وكالة رويترز ولا تجرى معاملات أجنبية تذكر فى الجنيه السودانى لكن سعر السوق السوداء مؤشر مهم لمزاج نخبة رجال الأعمال والمواطنين العاديين الذين أنهكتهم سنوات من الأزمات الاقتصادية والصراعات العرقية والحروب. كما يراقب سعر صرف الجنيه السودانى شركات أجنبية مثل شركتا تشغيل الهاتف المحمول زين وإم.تى.إن. والبنوك الخليجية التى تبيع منتجات بالعملة المحلية ثم تسعى لتحويل فوائدها إلى الدولار. كما يحوز مستثمرون خليجيون سندات إسلامية مقومة بالجنيه السودانى يبيعها البنك المركزى. وتراجعت قيمة الجنيه السودانى إلى أقل من النصف منذ ان انفصل جنوب السودان فى 2011 ومعه ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط. وكان النفط قاطرة الاقتصاد ومصدر الدولارات التى تحتاجها البلاد لشراء الواردات. وقال وزير المالية على محمود ان من الضرورى رفع الدعم لانه يكلف الخزانة العامة 27.5 مليار جنيه (3.5 مليار دولار على اساس سعر الصرف فى السوق السوداء) هذا العام.. وقال مصدر مالى لرويترز ان شح المعروض من الدولارات أصبح شديدا حتى ان الحكومة بدأت استخدام الاحتياطيات العامة للبنوك التجارية التى يجب الاحتفاظ بها كودائع لدى البنك،وأضاف بأن البنك المركزى يجبر البنوك على زيادة احتياطياتها المباشرة وغير المباشرة ليضع يده على بعض الاموال.