صاحب «سيرة أم درمانية»: مثقفو السودان انشغلوا بمعارك جانبية بعد نجاح النظام في عزلهم عن المجتمع.. السوان قام بالعديد من الثورات ونجح في إسقاط المستبدين.. قال الكاتب والروائي السوداني حمور زيادة- اللاجئ السياسي لمصر منذ سنوات، إن الوضع الحالي في الخرطوم هو عنف في الشارع، ما بين المعارضين والنظام القمعي الذي لا يعرف سوى لغة البطش والقتل، بعد أن أثبت فشله في قيادة البلاد، لذا لابد أن يرحل الآن؛ حفاظًا على السودان من التمزق -بحسب تعبيره-. وأكد زيادة ل«البديل»، أن عدد القتلى في الأحداث الأخيرة، يعد ضخمًا بالنسبة لتاريخ السودان، رغم أن البلاد شهدت العديد من الثورات في عامي 1964 و1985، واستطاعت إسقاط الأنظمة السابقة على البشير، بالإضافة إلى العديد من الانتفاضات، ولكن لم يحدث من قبل، ما يدور الآن في الشارع السوداني، من قتل للمواطنين بالرصاص الحي. وأضاف "زيادة": "يمكن وصف الوضع السوداني، بأنه أصبح هناك "ثأر"، بعد سقوط هذا العدد من القتلى، من أهالي الأبرياء، الذين راحوا ضحية بطش النظام، وأنه من الصعب التنبؤ بالأحداث في المستقبل القريب، ولكن لن تعود الأمور على ما كانت، فقد سقطت شرعية النظام، بعد أن تأكد للجميع فشله"، مؤكدًا أنه لا توجد أي "شرعية أخلاقية" فيما يحدث الآن. كما أشار إلى واحدة من أزمات السودان –في رأيه- وهي أزمة "الهوية العربية"، والأفريقية أيضًا، وكأن هوية السودان ضائعة، لكنه أكد تأثر بلاده بثورات الربيع العربي، لافتًا إلى ظهور هذه التأثيرات، وخاصةً بين الشباب المعارضين لوحشية النظام، مؤكدًا أن الأزمة السودانية، أقدم من ما يطلق عليه في الإعلام الغربي ب"الربيع العربي". وعن دور المثقفين من الأحداث في هذه المرحلة، أوضح أن السودان يعيش منذ 24 عامًا، حالة من التجريف الثقافي الممنهج، أدت إلى انشغال المثقفين بمعارك جانبية، بعد أن نجح النظام الحاكم في جعلهم معزولين، لإنجاح سياساته. وتمنى صاحب «سيرة أم درمانية»، أن يتقدم المثقفون الصفوف الآن، لتأدية دورهم التنويري والتثقيفي لرجل الشارع، بالإضافة إلى صياغة مطالب الشارع، موضحًا أن المواطن العادي لن يفهم الكلام السياسي أو القانوني، ولابد من تولي المثقفين هذه المهمة. وعن الأعمال الأدبية التي تناولت الأزمة السودانية، ودائمًا ما كانت تزعج النظام، قال: كتب الروائي "عبد العزيز ساكن"، عن الأزمة في رواياته، مما أدى إلى مصادرة معظم مؤلفاته. هذا وسبق أن كتب "حمور زيادة"، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مؤخرًا وبعد اندلاع موجه الغضب في الشوارع السودانية: «هذا النظام الذي ابتلينا به لربع قرن لا يملك أدنى إحساس بالمسئولية يدفعه لترك السلطة إذا أدرك فشله في إدارة البلاد ورفض الناس له!». وتابع: «هناك دور لابد منه يجب أن تلعبه القوى السياسية الضعيفة الموجودة.. دور التفاوض والتعبير عن مطالب الشارع.. هذا التعبير إضافة للضغط على النظام فإنه يعطي لحراك الشارع هدفًا محددًا واضحًا أكثر من مجرد التعبير عن الغضب! وواجب القوى السياسية أن تترك الخوف والتردد بين مساومة النظام ومغازلة الشارع، وأن تخرج بخطاب واضح محدد: نظام الخرطوم فشل ويجب أن يرحل الآن». يذكر أن عددًا كبيرًا من المواطنين السودانين، المعارضين لنظام الرئيس "عمر البشير"، قتل في العاصمة السودانية الخرطوم، خلال اشتباكاتهم مع قوات الأمن، في موجة غضب بدأت منذ الاثنين الماضي، ردد خلالها المتظاهرون عدة شعارات مناهضة للحكومة منها «الشعب يريد إسقاط النظام». أخبار مصر- البديل