بسم الله الرحمن الرحيم مثل كل السودانيين فى هذه الايام الحالكة والاخطار التى تحيط بالوطن بحثت عن الجرائد السودانية فى الاماكن التى تباع فيها وهى الانتباهة والخرطوم على علاتها فالاولى يصدرها الخال والثانية صاحبها الدكتور الباقر الذى فاجانا وهويؤيد الزيادات ويمدح الرئيس فى زاويته " بانه استعد جيدا للمؤتمر وكان مقنعا" مع انه فى الزمن الغابر كان من كبار معارضى الانقاذ واصدر صحيفة الخرطوم من الخارج يهاجم فيها الانقاذ ولكن هكذا المثقفون السودانيون لهم رايان فى كل كارثة تحل بالبلاد راى عندما يكونوا فى المعارضة وراى اخر عندما يكونوا مع السلطة فما دام السيد فى سرايته اصدر تاييده لرفع الدعم فلا بد من اتباعه كالرعاع . عندما لم اجد الصحف السودانية اشتريت الشرق الاوسط والشروق ورجعت الى المنزل و فى المساء جلست اتصفح الشرق الاوسط ووجدت تحقيق مع الدكتور مصطفى اسماعيل عن الزيادات وموقف الحكومة. الجميع يعرف ان حديث الدكتور مصطفى اسماعيل ووزير المالية عن الرفاهية التى يعيشها الشعب السودانى خلال حكم الانقاذ هو الشرارة للاحداث العنيفة التى تجتاح البلاد الان . دخل الدكتور مصطفى اسماعيل وهو طبيب اسنان فى عالم السلطة دون اى خبرة بحكم علاقته بالزبير محمد صالح بعد وفاته فى حادث الطائرة ومما يدل على هذا تقديمه لاستقالته من الحكومة عندما طلب الدكتور الترابى من اعضاء الحركة الاسلامية الاستقالة عند انشقاقه وسحبها مرة اخرى فى نفس اليوم وانضمامه للطرف الاخر. لكن الرجل اعطى انطباعا جيدا عندما تم تعينه وزيرا للخارجية وخاصة عندما قام بترميم علاقات السودان مع دول الخليج ولكن فى الفترة الاخيرة عندما صار وزيرا للاستثمار صار يظهر استعلاء غريبا مثل معظم وزراء الانقاذ ويتحدث للاعلام وكانما الشعب السودانى جاهل ممكن خداعه وتضليله مع انه يعرف جيدا انه شعب منغمس فى السياسه يقضى كبيره وصغيره فى القرى والمدن معظم وقتهم فى النقاش السياسى وتحليل المواضيع السياسية ووضع الحلول لمشاكل العالم كله من شرقه الى غربه. فى هذا التحقيق المنشور فى الشرق الاوسط فى السابع والعشرون من سيتمبر 2013 تحدث عن اسباب رفع الدعم عن المحروقات وتاثيراته وعن الذين كانوا ينتفعون من الدعم وشرح ما قامت به السلطة من مناقشة الموضوع مع الاحزاب السياسية وفصائل المجتمع المختلفة بهدف ان كان لهم بدائل يتقدموا بها . اتمنى من الله ان يكون الدكتور مصطفى صادقا فى ما قال مع اننى وخلال فترة الانقاذ لم ارى الا غرورا غريبا من كل المسؤوليين وتسفيه راى الاخرين ابتداء من الشيخ ايام مجده وانتهاء بكمال عبد الطيف وزير المعادن الحالى الذى فى اول لقاء له مع الجيلوجيين قال " ما تصدقوا الجيلوجيين – العنقالة بيطلعوا فى الذهب " وعندما ارسلت له رسالة شرحت له فيها الطرق العلمية لاستغلال الثروات المعدنية وخاصة الذهب الذى يمكن ان يلعب دورا كبيرا فى تنمية البلاد وايجاد وظائف للشباب بحكم تخصصى وعملى فى هذا المجال منذ عام 1974 فى السودان والخارج وسلمه مدير عام هيئة الابحاث الجيلوجية - طلب منه ان يختصر له محتويات الرساله وعندما شرح له المدير اجابه " لا نحن عندنا طرق اخرى ." وهو الذى لا يعرف حتى مراحل العمل الجيلوجى ولا الفرق بين الاحتياطى والموارد الطبيعية وعندما كتب له احد السودانيين من تركيا عن جهاز تحليل للمعادن سافر مع وفد من وزارته الى تركيا لمشاهدة الجهاز وصار يصوره بنفسه. هؤلاء هم وزراء الانقاذ – ادعاء وغرور نهى عنه الاسلام الذى يدعون انه مصدر حكمهم. ما يؤلمنى ويحبطنى ان من يمسكون بمفاصل السلطة اليوم هم كوادر الحركة الاسلامية الذين نالوا تعليما يضاهى ما فى دول العالم المتقدمة مجانا وهم ابناء مزارعين وعمال كانوا يترابطون فى مسجد البركس بجامعة الخرطوم مثل اهل الصفة ينتظرون ان تفتح ابواب مطعم الطعام بجوار المسجد ليتناولوا طعاما فندقيا فاخرا وخاصة فى اليوم الخاص والذى كان يقدم فيه الدجاج والفواكهة وكريم الكرمل. ولكن بعد وصولهم السلطة اصابهم الغرور وملذات الحياة من سكن مرفه فاخر فى ارقى الاحياء والزواج مثنى وثلاث ورباع سرا وعلانية وتكوين الشركات لابنائهم وبناتهم وتغطية انشطهم بالجمعيات الخيرية التى يراسها اخوانهم وزوجاتهم جهارا ونهارا مع انهم لم يكونوا يملكون غرفة فى الاحياء الشعبية وحتى اولئك الذين اغتربوا فى دول الخليج ولم يتمكنوا من بناء منازل او شراء عربة كورلا اشتهر بها السودانيون عادوا الى السودان مع الانقاذ وتبوؤا مناصب عليا برواتب عالية وعاثوا فسادا وافسادا فى الوزارات والمصالح الحكومية بعد ان ازاحوا جميع المسؤوليين السابقيين حتى انهارت الخدمة المدنية التى كانت مفخرة السودان ومثلها مشروع الجزيرة والسكة حديد والجامعات وغيرها من المصالح الحكومية. مع كل هذا ياتى الدكتور مصطفى ويتحدث عن الرفاهية التى يعيشها الشعب السودانى والسكن فى الفلل الراقية . عندما كنت فى السودان سافرت الى قريتى فى المحس بالسيارة وعندما وصلت الى منطقة دنقلا رايت قصرا جميلا على الشارع وافتكرت انى وصلت الى قرية ود نميرى حيث كان الرئيس نميرى قد بنى قصرا رئاسيا ياخذ اليه زواره من الرؤساء ولكن مرافقى اخبرنى بان هذا القصر هو للدكتور مصطفى واننا وصلنا قرية روم البكرى. يتحدث الدكتور مصطفى عن استخراج البترول فى ايام الانقاذ مما ادى الى الرخاء واختفاء الصفوف. هذا الحديث يعود بى الى ايام الانقاذ الاولى عندما وصل الى الاعلام الحكومى الخال والرائد يونس وصاروا يتحدثون عن البترول وكيف ان الامريكان دفنوا الابار بالخرصانة المسلحة لكى لا يتمكن الشعب السودانى من استغلال بتروله وان ابو الجاز هو الذى استخرج البترول فى السودان ومنذ ذلك الزمن يتربع ابو الجاز على وزارة البترول ويعتبرونه ابو البترول حتى وصل باحدهم ان يصرح لاحدى الصحف ان ابو الجاز قال وهو طالب فى جامعة الخرطوم بانه الوحيد الذى سيخرج بترول السودان مع انه خريج كلية الاداب ولا يعرف اين يوجد البترول وكيف يتكون وكيف يستخرج.ولهذا تجد الوزير يتحدث عن البترول بتعالى وغرور عجيب واتخذ لنفسه سكنا فاخرا فى المنشيئة مع انه صرح لاحدى الصحف بانه كان يملك بنطلونيين عندما كان فى الجامعة . حتى الحقائق العلمية لم يحترمها الانقاذيون وكان السودان لا يوجد فيه من درس الجيلوجيا او عمل فى مجال الاستكشاف عن البترول. لا شك ان شركة شفرون من الشركات العالمية الرائدة فى مجال البترول وقدمت للسودان والسودانيين خدمات جليلة حتى قبل ان تستخرج البترول حيث كانت تقدم منح سنوية للدراسات العليا لمنسوبى هيئة المساحة الجيلوجية فى امريكا ويرحل على طائراتها ابناء المنطقة. وكان تقدمهم برخصة بحث عن البترول فى وسط السودان بعيدا عن منطقة البحر الاحمر والحدود مع ليبيا التى كانت تعمل فيها الشركات العالمية نقلة علمية كبيرة فى نظرية تكون البترول التى كانت سائدة وتدرس فى الجامعات فى ذلك الوقت. تمكنت شركة شيفرون من اكتشاف البترول فى الجنوب فى عام 1976 وظهر الرئيس نميرى فى التلفزيون وهو يحمل زجاجة مليئة بخام البترول. تمكنت شركة شيفرون من اكتشاف احتياطى يمكن استغلاله اقتصاديا بحيث يبدا استهلاكه بالداخل اولا وتصديره فيما بعد ولكن الحكومة قررت بناء المصفاة فى كوستى لكن حكومة الجنوب الاقليمية رفضت وطلبت بناء المصفاة فى الجنوب فقرر الرئيس نميرى تصديره للخارج. خلال هذه الفترة اندلعت الحرب الاهلية فى الجنوب مرة اخرى بقيادة جون فرنق وضربوا حفارة شركة شيفرون مما ادى الى ان تعلق الشركة اعمالها حتى يسود السلام. اما قفل الابار بالخرصانه فهو اجراء عادى خلال عمليات الاستكشاف عن البترول والمعادن حتى لا تقفل هذه الابار او تنهار وذلك لاستعمالها فيما بعد فى ضخ البترول. هذه الحقيقة العلمية البسيطة حولها الخال والرائد يونس الى اتهامات للشركة ولامريكا لاقناع الشعب السودانى بانهم هم الذين استخرجوا البترول ويوم ان تكشف حقائق بترول السودان سيعرف الجميع اين ذهبت عائدات البترول و من هم الذين اثروا وكونوا الشركات التى يديرها ابناؤهم وحساباتهم فى ماليزيا واوربا . يدعى الدكتور مصطفى والمسؤولون فى الحكومة بما فيهم رئيس الجمهورية بان رفع الدعم عن المحروقات سيوقف انهيار اقتصاد السودان بعد اكثر من عشرون عاما فى السلطة . الصين بعد وفاة ماو بدات الاصلاحات الاقتصادية وتمكنت فى خلال فترة صغيرة اقل من عشرون عاما من بناء دولة حديثة واقتصاد يتفوق على الاقتصاد الامريكى بشهادة الخبراء الامريكان ومن يزر الصين اليوم يعرف انه بعد اقل من خمسة اعوام لن يتمكن الامريكيون والاوربيون من اللحاق به. الصين بملياراته من السكان يوفر فرص العمل لجميع الطلاب من الدول الافريقية ومنهم السودانيون والمغاربة ويوفر تعليما راقيا ومجانا للسودانيين. العالم كله يعرف ان السودان غني بموارده المتنوعة ولكن لم يبذل ابناؤه اى جهد لاستغلال هذه الموارد منذ الاستقلال بل قاموا بتحطيم جميع المشاريع التى اقامها الاستعمار الانجليزى ابتداء من الترام الذى كان يربط المحطات الوسطى فى مدن العاصمة الثلاث مرورا بالسكة حديد التى كانت قطاراتها تتحرك بدقة متناهية وخدمة مدنية لم تكن لها مثيل فى اى دولة عربية او افريقية ونظام تعليمى يفتخر به السودانيين الى مشروع الجزيرة وما ادراك ما مشروع الجزيرة واجتماعات بورد الجزيرة وامتداد المناقل وانتهاء بجامعة الخرطوم التى كان يصول ويجول فيها ابناء المزارعين والعمال ولا يجد فيها فرصة ابناء السيدين ونظار وشيوخ القبائل. لم يتمكن ابناء السيد عبد الرحمن المهدى والسيد على الميرغنى واحفادهم من الالتحاق بجامعة الخرطوم فارسلوهم الى مصر وبريطانيا والاردن. اما الحلول والبدائل لبناء دولة حديثة ذات اقتصاد قوى دون الاعتماد على فرض الضرائب والرسوم حتى على نقل الفحم او الدخول من ولاية الى اخرى ورفع الدعم عن المحروقات التى تؤثر على المواصلات والزراعة مما يزيد من فقر الطبقات الفقيرة ولا يتاثر بها المسؤولون واصحاب السيارات الفاخرة فهى تعتمد اولا الى انهاء الفساد والافساد الذى يعم البلاد وعلى راسه كبار المسؤوليين فى الحزب والحكومة وابنائهم وزوجاتهم واخوانهم وازواج اخواتهم دون استثناء واتفاق اهل السودان على برنامج قومى علمى وعملى لبناء دولة حديثة تعتمد على ابنائها دون استثناء على حسب كفاءتهم العلمية وعطائهم وليست الجهوية والحزبية وابعاد المتسلقيين الذين يبدلون انتماءهم مثل ملابسهم وتراهم مع كل حكومة شيوعية كانت او اسلامية وانتهاج علاقات سياسية خارجية تحافظ على مصالح السودان وبناء علاقات تنموية مشتركة مع الدول الشقيقة دون الدخول فى تحالفات لا تخدم المصالح الوطنية والقومية ولا اعرف ماذا يستفيد السودان والشعب السودانى من فتح موانئها وبحارها الاقليمية واراضيها لعشرات المدمرات والسفن الحربية الايرانية فى الوقت الذى يحتل فيه ايران اراضى عربيه وتهدد مصالح الجيران والدول الشقيقة التى تاوى ملايين السودانيين والذى يطلب منهم الرئيس ان يرسلوا اموالهم الى البنوك السودانية لتستفيد الدولة دون الاتعاظ من حرب الخليج التى وقف فيها السودان بجانب المعتدى وقاهر شعبه بل وتحريض الحركات الاسلامية الاخرى لاتخاذ الموقف نفسه ايام مجد الشيخ الذى نال العقاب الربانى من تلاميذه الذى دفع بهم الى الصفوف الاولى والذين لم يكن يتجرء فيه احدهم من رفع راسه والنظر اليه فى وجهه .اما الحديث عن اسرائيل وعداء السودان لامريكا فهو مضحك ومؤلم فى الوقت نفسه لان اسرلئيل ضربت السودان مرتين ولم يتحرك السودان وعندما ضربت امريكا افغانستان حمل صلاح قوش جميع ملفات الحركات الاسلامية وقادتها الى امريكا كعربون صداقة.اما ايران فكل ما قدمه للسودان هو نشر الفكر الشيعى حتى وصل الامر بابن ابو القرون صاحب المسجد الشهير ان يكون من اتباعهم. هنالك الالاف من خيرة شباب السودان من لهم الامكانات العلمية والخبرة ممن تركوا بلادهم ويعيشون فى بلاد العالم وقلوبهم تلهف اليه ويتحسرون على ما ال اليه وطنهم الجميل وشعبهم الجميل الشجاع ويتمنون ان تتاح لهم الفرصة لرد الجميل الذى طوقهم به السودان وشعبه منذ ان دخلوا المدارس الابتدائية مع كتاب الاطفال وعمك تنقو الى ان تخرجوا من الجامعات والمعاهد العلمية يشهادات شهدت لها بلاد العالم اجمع. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ولا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا تاج الدين سيد احمد طه جدة – المملكة العربية السعودية جوال:- 00966534693362 [email protected]