واهم من يظن ان ذلك سيحدث ، و قبل ان تجيب على السؤال اعلاه ، اسأل نفسك لماذاهذه العداوة من امريكا تجاه السودان؟ أم الكبائر فى امريكا هى الارهاب و توابعه من 11 سبتمبر و شاكلتها . بالنسبة للارهاب وجدت امريكا ان دور السودان فى السنوات الاخيرة يعادل (عود مرا) و بالتأكيد لم تجد امريكا دليلاً و لو ضعيفاَ ضد السودان فى احدث سبتمبر . حمدنا الله ان صور الفيديو لم تظهر شخصاً أسمر البشرة من الذين شاركوا فى العلمية ، الا و كان ذلك الاسمر سودانياً بالعافية. لكي تعرف لماذا تعادي امريكا السودان عليك ان تعرف كيف تدار امريكا و تحكم. جهل من قال وأفتي ان امريكا يحكمها اوباما اوبوش او كلنتون او حتى كنيدي او تحكمها السي آي أيه او مكتب التحقيقات الفدرالية ..كل ما ورد أدوات لحكم امريكا و ليس حكم امريكا، بل يقول قائل مطلع ان امريكا دولة مؤسسات يحكمها الكونغرس بفرعيه ، لكن هذا الكونغرس وتوابعه من كابيتول و بنتاغون كلها تدار من خلف الكواليس بجهة محكمة قبضتها على رقابهم جميعاً و لا فكاك لهم منها. بدلاً من القول امريكا دولة مؤسسات الاحري القول انها دولة شركات ، فدول العالم الغربي كلها زائد اليابان دول تحكمها الشركات من وراء حجاب . ترعي الشركات الكبري حقوق الدولة من مطلبها بجودة الانتاج والانتشار عالمياً لتحقيق المزيد من الارباح لها كشركات ،و بالطبع دفع الضرائب والتأمينات ..أى مساهمة بنصيب كبير فى الناتج القومي و بالتالي الدخل الحكومي ، و بالمقابل ترعي الدولة حقوق الشركات و حمايتها خارجياً عند اللزوم مباشرة او بغير مباشرة كما فى حالة السودان . هناك الشركات السبع العظام فى مجال البترول و هى شركة شل رويال دوتش الهولندية ،و كثيرون يعتبرونها بريطانية وذلك لاتباطها بشركة البترول البريطانية .و شركة شيفرون و تكساسكو و كالتكس و هى اختصار لشركة كلفورنيا تكساس ،و موبيل و أكسون وإسو . هذه الشركات تحتكر انتاج تجارة البرتول و مشتقاته فى العالم على الرغم من ظهور شركة ارامكو السعودية - شركة الزيت العربية الامريكية- كقوة فى مجال انتاج البترول ، و لكن ما زال التحكم عالمياً فى يد الشركات السبع ، و لا يمكن لبريطانيا و هولندا التفريط فى مصالح تلك الشركت مهما كلفها الامر من شطط. فهذه الشركات هى المخدم الاول و الافضل ومصدر ضريبي اكبر لتلك الدول بطرقة مباشرة و اخري غير مباشرة. بما ان هذه الشركات اصبحت متعددة الجنسيات الا ان مفتاح التحكم فيها موجود فى دول المنشأ الاصلية ، بل تخضع لقوانين امريكا و هولندا و بريطانيا من دون غيرها من الدول الملكة لأسهم فيها سواء كانت مساهمة تلك الدول كحكومات او شركات اوافراد او مؤسسات استثمارية و اقتصادية كصناديق الاستثمار العربية المتعددة و التى لجأت فى السنوات الاخيرة للاستثمار فى أندية كرة الدم الاوربية خاصة الانجليزية . عودة لموضوعنا الاصل لماذا تعادينا امريكا و نحن لم نغلط فى حقها الرسمي ابداً ؟ بل ونسمع كلامها و نعتبر قراراتها واجبة التنفيذ دون(لولوة) او مماطلة ؟ السبب شيفرون ..البترول والصين . لا ينكر الا مكابر ان شيفرون لها فضل علينا مهما تمشدق المتمشدقون ، فهي التى اكتشفت البترول و هذا هو نصف الآية التى تقول( ولا تقربوا الصلاة) ... قامت شيفرون بالابحاث الجيلوجية و السيزموغرافية و تابعتها بالاقمار الصناعية و حددت ان السودان يعوم فى بحيرة من الزيت كبيرة مع جودة الخام الموجود ، خاصة الموجود فى ولاية كردفان الكبري و النيل الابيض ،و هو بترول لن توضحه شركة شيفرون بالكامل فهو الاكثر من حيث الكمية و الأجود من حيث النوعية. لن افصل اكثر من هذه الاسباب البدهية بعد ان علمت شيفرون كل اسرار البترول السوداني و خباياه و ارتفعت اسهمها فى بورصتي نيويورك وسان فرانسسكو انهارت آمالها الاقتصادية بأن تكو ن اكبر شركة انتاج للبترول فى العالم . أتت الرياح بما لا تشتهي سفن شيفرون فقامت الانقاذ و باقي المسلسل معروف للجيمع انتهي بيع شيفرون لكل ممتلكاتها بما فيها ( concessions ) لشركة حكومية يمتلكها سودني . خرجت شيفرون غير نادمة ذلك الحين ، لأنها كانت تظن ان السودان لن يتمكن من استخراج البترول و سيعود لها صاغراً لتملي شروطها عليه كما تريد . من حيث تدري شيفرون او لا تدري ظهر المارد الصيني الذى وجد بترولاً مكتشفاً و جاهزا- أى ليس مكتشفاً- الفرق واضح لمن له معرفة بالبترول . أى الصينين لقوها باردة و(مشرحة) وما عليهم الا الحفر و الضخ و توابعها من خط انابيب و مصفاة و ميناء تصدير و هذه هى الجزئية الساهلة فى صناعة البترول . لم يصدق الصينيون حظهم الذى ابتسم لهم بالمجان ،و انداحت الشركات الصينية تحفر و تضخ البترول و هلم جرا.. هل وقفت شيفرون و صويحباتها واضعات ( الخمسة فى الاثنين) ولذن بالصمت؟ بالطبع لا . شيفرون المملوكة اسهمها لكبريات البيوتات المالية العالمية و الامريكية الشهيرة ، بالاضافة لشخصيات سياسية و اقتصادية نافذة فى امريكا و غيرها من بلدان الغرب هل ستصمت شركة بهذه المواصفات و القوة امام (دويلة) اسمها السودان ، لا تتعدي ميزانيتها السنوية ميزانية مكتب شيفرون فى سان فرانسسكو؟ .. نواصل. نقلا عن التيار 9/3/2010