استهترت الحكومة بالشعب ، فزادت أسعار البنزين والدولار الجمركي والضرائب ثم قال برلمانها على الناس أن تترك الحاجات الغالية . ومعناها ألا يتنقلوا طالما كانت المواصلات غالية ، وألا يشتروا الرغيف إذا زاد ثمنه ، وألا يأكلوا طالما كان كيلو اللحمة يساوي( نص) ماهية مراسلة في وزارة المالية . وأن ينزووا في بيوتهم بانتظار رحمة ديوان الزكاة ووزارة مشاعر أو حوافز والي الخرطوم ، وإن تأخرت فالموت سبيل الأولين والآخرين . هذا كان آخر كلام الحكومة الذي سبقه التصريح المستفز حول عدم أهمية حرق لستك هنا أو خروج مظاهرة هناك . ومن قبل أن تولد الانقاذ في رحم انقلاب يونيو 1989 قال المخلوع نميري وهو إمام الكيزان وأمير مؤمنيهم عندما اندلعت انتفاضة أبريل( مافي زول بقدر يشيلني ) فشالته الجماهير وأصبح طريداً هارباً . عندما تستفز الحكومات الشعوب وتقول آخر كلامها ، فإن للشعب كلاماً آخر – قالته مظاهرات الثورة بالنص بالصوت العالي الشعب يريد إسقاط النظام. وقاله المدنيون وهم سكان مدني ، وناس أمبدة وطلاب الجامعة . وعندما يثور الناس فهم في لغة السدنة والتنابلة مخربون ومشاغبون وبالتالي يواجهون بالعربات المدرعة والبمبان وطلقات الرصاص وأبو طيرة ويقتلون بدم بارد وهم في لغة الشمولية أعداء الوطن ومخلب قط الجبهة الثورية وشماشة ومتشردون وأولاد حرام. وبينما ظل يبحث وزير المالية عن 3.6 مليار جنيهاً من دم الناس وعرقهم ، فإنه يجد الأموال الكافية للطوارئ والعمليات وكل ما من شأنه أن يجهض نهوض الحركة الجماهيرية . وإنه يجد الأموال الكافية للحجز في فنادق نيويورك ولتغطية تكاليف سفر الوفود الحكومية ويجد الأموال الكافية لتسيير أمور الحزب الحاكم وبطانته في المركز والأقاليم ، ولا تنقص الأموال المؤتمر الوطني وهو يرشو أحزاب الفكة وبعض المتساقطين من حركات دارفور كيما يركبوا معه مركبه الغارقة . ولا تنقص الأموال المؤتمر الوطني وهو يشتري أو يستأجر دوره الفاخرة في كل مكان ويعقد مؤتمراته في قاعات الساعة فيها بملايين الجنيهات، فمن أين له هذا ؟؟ ولماذا لا يغطي عجز الميزانية من طرف خزائن سارقي أموال الشعب ، بدلاً عن زيادة الأسعار!! ولماذا لا تصبح الوزارات تسعة والأقاليم ستة حتى تفيض أموال الميزانية!! في خضم الكارثة قال وزير المالية: إن البنزين لازال مدعوماب(10) جنيهات والجازولين ب(13) جنيهاً، وهو ينتظر موازنة 2014 ليرفع الأسعار ومعناها كل زول يركب حمار، على أن يحتكر المؤتمر الوطني البرسيم والعليقة، ومن لم يجد الأموال فليمسح(وشو) بي سليقة . عندما اكتشفت الجماهير الحقيقة، فإن ساعة المؤتمر الوطني تبدو أقصر من دقيييقة. الميدان