نظم أنصار جماعة الإخوان المسلمين في جمعة أطلقوا عليها «القاهرة عاصمة الثورة» أمس، بروفة للتظاهر واحتلال الميادين التي سوف تستمر حتى الاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر غدا (الأحد)، أسفرت عن وقوع إصابات نتيجة اشتباكات بالحجارة في عدة مناطق. وبينما كثفت أجهزة الأمن مدعومة من الجيش في القاهرة والجيزة والمحافظات من وجودها بالميادين الحيوية، وأعلنت حالة الاستنفار الأمني استعدادا للفعاليات المقرر لها أيام أمس واليوم وغدا، قال مصدر أمني ل«الشرق الأوسط» إن «وزارة الداخلية سوف تتصدى بقوة لأي محاولات من (الإخوان) لاحتلال ميادين التحرير (بوسط القاهرة)، والنهضة (غرب)، ورابعة العدوية (شرق)»، مؤكدا أن هناك تعليمات مشددة وصارمة لحماية المنشآت وتأمينها من أي اعتداء أو هجوم عليها، والتصدي بحزم لكل من تسول له نفسه المساس برجال الشرطة، أو القيام بأي أعمال عنف من شأنها تكدير السلم العام، أو ترويع المواطنين. وفي أول رد فعل على مظاهرات أنصار الرئيس السابق محمد مرسي التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر المستمر، بداية من الجمعة والاحتشاد بميدان التحرير في السادس من أكتوبر، نظم عدد من الأهالي في المحافظات وقفات لتأييد القوات المسلحة، ورفع المتظاهرون صورا للفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مرددين هتافات منها: «النصر لمصر.. والسيسي رئيسي.. ويسقط الإرهاب». وتعارض جماعة الإخوان خطوة الجيش بعزل مرسي المنتمي للجماعة، تحت ضغط المظاهرات الشعبية التي بدأت نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وانتهت بعزله في 3 يوليو (تموز) الماضي. وخرجت مسيرات في عدة أحياء بالقاهرة والجيزة أمس، شارك فيها المئات من مؤيدي الرئيس المعزول، وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة في محيط مسجد رابعة العدوية في ميدان رابعة العدوية بشارع النصر، التي سعت عدة مسيرات إخوانية إلى الوصول إليه، لكن قوات الأمن فرضت طوقا حول المسجد الذي شهد اعتصاما امتد إلى ما يزيد على شهر ونصف الشهر. وأغلقت قوات الأمن الطريق بالمتاريس والأسلاك الشائكة، حيث تمركزت مدرعتان للجيش ومدرعتان للقوات الخاصة، وعدد كبير من مجندي الأمن المركزي والقوات المسلحة خلف الأسلاك الشائكة، فيما استمرت عناصر «الإخوان» في هتافاتهم المعادية للجيش والداخلية. ورفع المتظاهرون صورا للفريق سعد الدين الشاذلي والمشير أبو غزالة، ولافتات أخرى مكتوبا عليها «هؤلاء هم أبطال نصر أكتوبر» و«الجيش يحمي ولا يحكم»، كما رددوا هتافات ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وما سموه «الانقلاب العسكري»، بالإضافة لرفع «إشارة رابعة العدوية». اتسمت المسيرات في العاصمة المصرية بمشاهد العنف في معظمها، ووقعت اشتباكات بين أهالي حي شبرا الشعبي وعناصر من جماعة الإخوان الذين حاولوا الخروج في مسيرة، وبدأت الاشتباكات عندما ردد «الإخوان» هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة، وهو ما رفضه الأهالي لتنشب الاشتباكات بين الطرفين. كما وقعت اشتباكات بين الأهالي وأنصار المعزول في حي منيل الروضة (جنوبالقاهرة)، ونشبت معركة بين المؤيدين والمعارضين قرب ميدان التحرير بعد قدوم مسيرة إخوانية باتجاه ميدان عبد المنعم رياض (القريب من التحرير). كما نشبت اشتباكات بين عناصر الجماعة وأهالي حي سراي القبة (القريب من قصر القبة الرئاسي)، وذلك في أثناء مرور «الإخوان» في مسيرة، حيث بدأ التراشق بالحجارة بعد ترديد «الإخوان» هتافات مناهضة للجيش، مما دفع الأهالي لرفع صورة السيسي والتلويح لهم بالانصراف من المكان. وفي مدينة نصر (شرق)، قام العشرات من «الإخوان» بقطع الطريق بشارعي مصطفى النحاس وعباس العقاد وتعمدوا تعطيل حركة المرور، وقام رجال الأمن بالسيطرة على الموقف وفتح الطريق. وذكرت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان أن «عربة عسكرية أطلقت أعيرة حية قرب ميدان التحرير، وأن أحد المتظاهرين سقط قتيلا بعد إصابته بطلق ناري خلال اشتباكات وسط القاهرة». ونفت وزارة الصحة المصرية وقوع قتلى في المظاهرات، وقالت في بيان لها إن عدد المصابين 9 أفراد. وأكد مصدر أمني أن «قوات الجيش والشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء وأعيرة صوت تحذيرية لمسيرات أنصار المعزول القادمة صوب ميدان التحرير، لمنع وقوع اشتباكات». وفي مشهد متكرر أيضا، اشتبك أنصار «الإخوان» ومعارضوهم من مؤيدي القوات المسلحة في الإسكندرية التي شهدت كرا وفرا في منطقة السيوف (شرق)، استخدمت فيها الخرطوش والحجارة والأسلحة البيضاء، وأسفرت عن سقوط مصابين، قبل أن تنجح قوات الأمن في الفصل بين الطرفين. كما نشبت اشتباكات مماثلة بين أنصار «الإخوان» ومعارضيهم في مدن بورسعيد والمنصورةوالزقازيق، حيث فرق أهالي مدينة الزقازيق بالشرقية مسيرة أعضاء الجماعة عقب وقوع اشتباكات وتراشق بالطوب والحجارة بين أهالي مدينة الزقازيق وعناصر الجماعة أمام مسجد الفتح بمحيط منزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفى الغربية، وقعت مشادات بين أهالي قرية كفر العزازية وعدد من المنتمين للجماعة، الذين خرجوا في مسيرة ضمت عددا من طلاب المدارس، وهتفوا هتافات مناهضة ومحرضة ضد الجيش والشرطة، وقام الأهالي بالتصدي للمسيرة الإخوانية، ورددوا الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة. وفى بورسعيد قام عدد من الأهالي برشق مسيرة جماعة الإخوان بالحجارة والزجاجات الفارغة، وفي مدينة المنصورة وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول والأهالي بسبب هتافاتهم المسيئة للقوات المسلحة. في السياق ذاته، تباينت ردود الفعل السياسية حول الدعوة التي وجهتها حركة «تمرد» وجبهة الإنقاذ الوطني للاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر في ميدان التحرير، وبينما قال طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل (تحت التأسيس)، إن «النزول للاحتفال لن يكون مفيدا في ميدان التحرير، لأن أنصار مرسي سوف يقومون بجر القوى المدنية لمواجهات دموية وعنيفة بغرض إفساد اليوم»، رحب أحمد بهاء الدين شعبان، القيادي بجبهة الإنقاذ، بالنزول للاحتفال قائلا: «انتصار أكتوبر من أهم الأيام التي يحتفل بها الشعب المصري، وعلى المصريين الخروج إلى ميدان التحرير للتعبير عن احتفالهم وفرحتهم بوطنهم وبذكرى النصر». الشرق الاوسط