جاء المصلون فى يوم الجمعة الموافق 4/10/2013 إلى مسجد العمارات شارع 29 غرب السفارة السعودية وهم يمنون أنفسهم بلحظات يغتنمونها فى الصلاة والذكر تعيد إليهم بعضاً من صفائهم الروحى الذى عكرته عاديات هذا الزمان وهموم العيش وضنك المعيشه. جاء المصلون ليغتنموا دقائق يختلون فيها إلى رب العالمين يشكون إليه ظلم بنى الإنسان ممن لم يتورع عن رفع راية الدين ستارأ يخفى وراءه أطماعه الدنيوية الدنيئة ليسوم أخاه الإنسان العذاب. وجاء بعضهم ولسانه يلهج بالحمد و الشكر أن الشعب قد إستيقظ من موات. ومع أؤلئك جاء الكثيرون وهم يمنون أنفسهم بسماع خطبة من خطيب المسجد وإمامه يسدى فيها النصح لأولى الأمر بأن أرأفوا بهذا الشعب الذى ما صبر على أحد من حكامه من قبل مثل ما صبر عليكم وعلى أذاكم. كانت هذه أمانى المصلين وهم يلجون بكل وقار وخشوع إلى داخل المسجد لأداء صلاة الجمعة والإستماع لجهاد الإمام الذى طالما حدثهم عن فضل الجهاد وهم يظنون به الخير ويرجونه بأن يلقى بكلمة حق عند سلطان جائر. صعد الإمام الشاب إلى المنبر وحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه الكريم ورفع عقيرته بالكلام وجعل يتحدث عما يحيط بالمسلمين من مآسٍ نتيجة لتفسخهم ولإتباعهم للغرب ودول الإستكبار وجعل يقرأ بصوت جهور بعض الإحصائيات عن الإنتحار وزواج المثليين فى الغرب وتفسخهم الجنسى وكذبهم وكيف أن كل ما يحيط بنا من كرب وغلاء وضيق العيش ما هو إلا نتيجة لإتباعنا لنهج الغرب وتفسخ شبابنا ولإننا إبتعدنا عن الدين ولأننا ولأننا ولأننا ... وجعل مولانا يسب الغرب ويكيل له السباب لأنه سبب كل ما يحيط بنا من بلاء وغلاء وإنعدام للبركه ووضح تماماً للمصلين المغلوبين على أمرهم أن إمامهم فى واد وآمالهم وهمومهم فى وادٍ آخر حتى فاض الأمر عن حد الإحتمال . فقام أحد المصلين مقاطعاً الإمام:" يا مولانا نحن مالنا ومال الغرب، إنت أسع ما تتكلم لينا فى النحن فيهو دا ونحن موضوعنا ما الغرب". وجم الإمام لثوان ثم أستجمع صوابه وأنتهر المتحدث قائلاً: "إجلس، إجلس. فى ماذا تريدننى أن أتكلم؟". وقف رجل سبعينى آخر وقال: "إتكلم فى الظلم الحاصل لينا ده، إتكلم فى الفساد الإنتشر ده". حينها ساد هرج ومرج داخل المسجد وبدأ البعض بالتصفيق وقام أحد المصلين من رجال الشرطة بتهدئة المحتجين ورجاهم الجلوس وبعدها أكمل الإمام خطبته على عجل وعندما قام إلى الصلاة إختلطت الآيات عليه فجعل يقدم ويؤخر حتى أسعفه المصلون بإكمالها ورفع من الركوع قائلاً الله أكبر بدلاً عن أن يقول سمع الله لمن حمده. وحين إنتهاء الصلاة غادر المسجد على عجل فى حماية بعض المصلين وهتافات بعض المصلين تشيعه بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.