شرطة لندن: 44 حاجا فقط تقدموا بشكاوى احتيال إلى الآن لكن العدد الفعلي أكبر من ذلك بأضعاف لأن الضحايا يرفضون الإبلاغ لشعورهم بالخزي. شركات النصب تظهر وتختفي بسرعة لندن ومكة (السعودية) أطلقت شرطة لندن حملة هذا الأسبوع لزيادة توعية المسلمين بشأن ما تقول انه ارتفاع في عدد عمليات الاحتيال ذات الصلة بالحج في بريطانيا. وقالت شرطة المدينة ان ما يصل الى 25 ألف مسلم بريطاني يؤدون فريضة الحج سنويا وينفقون زهاء 125 مليون جنيه استرليني، يسعى المحتالون الى الاستيلاء على جزء منها من خلال حجوزات السفر لأداء الفريضة. وقال مفتش الشرطة كريغ موليش المشارك في أول حملة توعية مكثفة لشرطة لندن بشأن الاحتيال المتصل بالحج "المجالات (الخاصة بالاحتيال) التي رصدناها تتعلق بمسلمين (في بريطانيا) يدفعون المال لصفقات مثل رحلات الطيران والتأشيرة والإقامة.. دون وجود ما يثبت في حين تقول الصفقات ان أوراق ذلك ستسلم مع التذاكر قبيل سفر الحجاج مباشرة.. وبالتالي يصل الناس الى المطارات دون تذاكر أو يصلون الى الأراضي السعودية دون حجوزات خاصة بإقامتهم.. باختصار وببساطة يدفعون مقابل لصفقات لا وجود لها". وأضاف موليش انه على الرغم من تقدم 44 حاجا فقط بشكاوى احتيال العام الحالي ترى شرطة لندن ان العدد الفعلي قد يكون "عشرات الآلاف" وان الضحايا يمتنعون عن الإبلاغ بسبب شعورهم بالخزي والحرج. وأوضح موليش ذلك قائلا "حقيقة ان مسلمين آخرين يخدعونهم تجعل الضحايا يشعرون بالحرج من الحديث لعائلاتهم وأصدقائهم بشأن ذلك ليقولوا لهم انهم ضحايا فعليين لهذا الاحتيال". وأردف موليش "لا شيء يستدعي الشعور بالحرج.. نحتاج بالفعل لمعرفة الصورة الكاملة ولذلك نشجع الجميع على ابلاغ الجهات المسؤولة بذلك"، موجها الضحايا للاتصال بالمركز القومي البريطاني للإبلاغ عن جرائم الاحتيال والانترنت. وتعمل شرطة مدينة لندن مع قوات الشرطة في المناطق التي يقطنها كثير من المسلمين في أنحاء بريطانيا بالإضافة الى مجلس الحجيج البريطانيين ووكالات السفر البريطانية (ابتا) وجهات أخرى لمكافحة الجريمة. وقالت جيليان ادواردز مدير ابتا انه على الرغم من ذلك لا تزال السلطات تفتقر الى مزيد من المعلومات بشأن هويات المحتالين. واضافت "لا نعرف الا القليل عن الشركات التي تمارس الاحتيال. تميل (الشركات) الى التأسيس بسرعة كبيرة ربما بأشهر قليلة قبل الحجوزات لموسم الحج ثم تختفي بعد ذلك بسرعة أكبر مع دخول الموسم.. وأحد الأمور المؤثرة هي ابلاغ حجاج قليلين للغاية عن تعرضهم للاحتيال بشأن الحج.. من يبلغون يقدرون بنحو عشرة في المئة فقط ممن يتعرضون لعمليات احتيال". ويقسم محسن توتلا عضو مجلس الحجيج البريطانيين شكاوى السفر للحج الى فئتين أولهما أفعال متعمدة بنية الاحتيال على الحجاج وأخرى غير متعمدة لا تستطيع الشركات معها بالفعل الوفاء بالتزاماتها. وقال توتلا "اعتدت ان اسمع الكثير من القصص في بريطانيا بشأن اعتزام مشغلي الرحلات الجوية تأسيس شركة أخرى. سيأخذون المال سريعا ويختفون بشكل أسرع.. لكن هذا غير شائع الآن.. ما يحدث انهم يسيئون الادارة ولا يكون بوسعهم تعويض الخسائر.. فهل هذا يصنف باعتباره احتيالا؟ أتصور انه على الحافة". وأردف توتلا ان شركات السفر في بريطانيا تحديات صعبة هذا العام تتمثل في قرار السلطات السعودية بشأن تقليص حصة الحجاج بنسبة 20 في المئة بما يعني خفض حصة الحجاج البريطانيين الى نحو 19000-20000 مقارنة مع 25 ألفا العام 2012. وقال مسؤول شركة سفر في شرق لندن يدعى ابو البركات حسن ان خفض حصة الحجاج البريطانيين ترك أثرا على صناعة السفر لاسيما وان الوكلاء يحجزون تذكر الطيران وفنادق الاقامة ويدفعون مقدمات مالية لا ترد في بعض الأحيان قبل شهور من موسم الحج. واضاف "كان بوسعنا التراجع بنسبة نحو أربعة الى خمسة لو بلغنا قبل خمسة أشهر (بشأن خفض الحصة).. لحسن الحظ اننا لم نحجز لأكثر مما لدينا (من حجاج).. فقد كان لدينا نحو 130 حين بلغنا ولذلك لم نتأثر بالخفض.. المشكلة تتعلق بمن سمعنا عنهم ممن حجزوا ثم خفضت الأعداد لشركاتهم فتضررت أعمالهم". وأشار كل من حسن وتوتلا بجهود شرطة لندن في حل المشكلات ذات الصلة بموسم الحج لكن توتلا يرى ان ضحايا الاحتيال ينظرون على الارجح لأبعد من خسارة مالهم. ويقدر ما يخسره كل حاج في عملية الاحتيال بين 3000 و3500 جنيه استرليني. وقال توتلا "أتصور ان التركيز يتعين ان يكون على...فيما يتعلق باحتيال الحج لأنه ليس مجرد جانب مالي.. الحقيقة هي ان الكثير من الحجاج يستعدون لأدائه واذا لم تتح لهم فرصة أدائه أو منعوا فانهم يشعرون بأن الله يرفضهم أو لا يريدهم". وأضاف "نظرا لأن الجميع عادة ما يقولون ان الحج دعوة.. انه نداء من الله وان الحاج مميز لكونه يؤدي الفريضة وعليه ان يقدر ذلك.. ولذلك حين تؤخذ الفرصة منهم يشعر الناس بالرفض وهذا لا ريب مثبط لهمة أي شخص".