دراسة اميركية تخلص الى ان الأعوام الأكثر برودة في المستقبل ستكون أدفأ من السنوات الأشد حرارة منذ قرن ونصف جراء انبعاث الغازات الدفيئة. التكيف او الانقراض واشنطن - حذر باحثون أميركيون، من مغبة ارتفاع درجات حرارة الارض الى مستويات غير مسبوقة جراء استمرار انبعاث الغازات الدفيئة. وبحلول العام 2047، "سيرتفع متوسط درجات الحرارة في مختلف انحاء الكرة الارضية، ولتسجل اعلى مستوياتها منذ العام 1860 وحتى العام 2005" وفقاً للباحثين من جامعة هاواي. ويلخص الباحث الاميركي كاميلو مورا الدراسة بالقول "العام الأشد برودة في المستقبل سيكون أدفأ من أكثر السنوات حرارة في الماضي"، متوقعاً تسجيل درجات حرارة قياسية في المناطق الإستوائية. ويتوقع ان تسجل المناطق المدارية مناخاً غير مسبوقاً لتؤثر على المجتمعات البشرية التي تعتمد على الصيد. ويعتقد انه بامكان العالم ان يؤخر هذا الارتفاع الهائل في درجات الحرارة 20 الى 25 سنة في حال جرى اتخاذ الجهود الكافية للسيطرة على الغازات الدفيئة والانبعاثات السامة. وقسّم الباحثون الكرة الأرضية إلى خطوط، يشكل كل خط منها مساحة 999 كيلومتراً، وتوصلوا إلى تاريخ أطلقوا عليه اسم "نقطة انطلاق المناخ"، وهو التاريخ الذي من المتوقع أن تشهد الكرة الأرضية انطلاقاً منه السنوات الأكثر دفئاً بين العامين 1860 و2005، علماً ان العام 1860 هو العام الذي بدأ فيه تسجيل معطيات من هذا النوع. ورغم أن هذه السنوات قد لا تبدو كثيرة، غير أن الباحثين قالوا إن تخفيض الانبعاثات قد تمنح الطبيعة والمجتمع البشري وقتاً للتكيف، إضافة إلى فرصة تطوير التقنيات التي قد تساعد في تقليص هذه الإنبعاثات. وذكر كين كالديرا الباحث في معهد كارينغي للعلوم "اذا استمرت الاتجاهات الحالية لغاز ثاني اكسيد الكربون ستتغير كافة النظم البيئية على الارض الى اشكال لم تشهدها منذ ملايين السنين". ويؤكد الباحثون ان الاعتقاد السائد بتأثر القطبين المتجمدين أكثر بالتغير المناخي ليس صحيحاً فمنطقة الاستواء هي الاكثر تضرراً وستدفع الحرارة المرتفعة بعض الكائنات الى التكيف والتحول فيما يتهدد الغالبية منها الانقراض.