الحصاحيصا تلك المدينة الترانزيستور والتي غدت رقمية امتازت علي العديد من مدن السودان بأنها رغم حداثة تكوينها ونشأتها بعد عام 1908 ، استطاعت أن تنهض بقوة لارتباطها المباشر بمشروع الجزيرة وإدارته وقيام العديد من محالج الأقطان والصناعات التحويلية الاخري علي أرضها . استفادت الحصاحيصا من مشروع الجزيرة وخدماته الاجتماعية التي يقدمها ليعيش مواطنيها في رفاهية حقيقية مارسوا هواياتهم المتعددة ومن ضمنها رياضة كرة القدم التي أصبحت الرياضة الاولي في الحصاحيصا التي خرجت أميز لاعبي الكرة علي مستوي السودان من شواطين وابوالعز وعروة وعليوة مرورا بكندورة وجاد كريم وصبحي وزاهر مركز ونميري احمد سعيد وغيرهم .خرجت الحصاحيصا كذلك أفضل الادارييين أمثال السر عبدالخالق والطيب الحاج وعثمان يس وغيرهم من الذين استطاعوا بناء أساس متين للقيادات التي تقود الكرة الآن في السودان ويعود التفرد الإداري الذي قاد العديد من أبناء الحصاحيصا لقيادة الكرة في الاتحاد العام وبعض الأندية الي الهرم الرياضي القومي الأستاذ أزهري علي عيسي (ابوالقوانين) والذي نعتبره أستاذ وخبير ومستشار ساهم في إنارة دروب الوعي الاداري وقوانين اللعبة لجميع ابناء الحصاحيصا في الاتحاد العام وفي إدارتي المريخ والهلال وسلحهم بالعلم والمعرفة وفهم القوانين ولهذا ليس غريبا ان تكون كل القيادات الادارية لكرة القدم نبعت من شارع صغير في حي هو الأصغر في الحصاحيصا (حي العمدة) جاء منه دكتور معتصم جعفر وشقيقه مالك وابن عمهم محمد سيداحمد (الجكومي) والدكتور حسن علي عيسي والفريق عبدالله حسن عيسي والفريق طارق عثمان الطاهر وليس غريبا ان تكون الحصاحيصا احد المدن المؤسسة للدوري الممتاز حيث شاركت بفريقيها الهلال والمريخ وبجمهور رياضي ذواق وفنان يجيد الفرجة والتشجيع والدعابة. كل هذا السرد التاريخي كان لابد منه حتي نعكس ان الانهيار الذي تشهده البلاد في جميع المجالات لم تسلم منه الحصاحيصا التي اغلقت فيها كل ابواب الرزق بعد انهيار المشروع وذهاب اكثر من 6 الف عامل موسمي وثابت كانوا في ادارات المشروع المختلفة الي المعاش وانضم اليهم اكثر من 3 الف عامل بالنسيج و2 الف بالصناعات التحويلة واصبحت المدينة معسكر للعاطلين والمعطلين والمعاشيين واصبح الاهتمام الاول لدي المواطن كيف يقضي يومه شريفا يؤمن لقمة حلال له ولاسرته واصبحت كرة القدم لعبا ومشاهدة مسألة مترفة وتراجعت فرق المقدمة التي اسست الدوري الممتاز واصبحت لا تقوي علي شراء فاتورة الجمرة الخبيثة لانارة دورها وصارت معظم الاندية وكأنها في حالة حداد وتحولت بعض الاندية الي دور للمشاهدة وانقسم الجمهور الرياضي الي التشجيع بين البرشا والريال اللذان لا تعوذهما القدرة علي امتاع المشاهد . استطاع فريق النيل بالحصاحيصا ان يحفظ للمدينة بعض من تاريخها الرياضي وهو ينافس في منظومة الدوري الممتاز وهو فريق صغير وليس لهو جمهور من المشجعين ومحسوب علي طبقة (المقتدرة ) يدار من الخرطوم وقمة أقطابه من قيادات الكرة في العاصمة سواء في الاتحاد العام او في المريخ وبعض في الهلال النيل فريق لا اتعوذه القدرة المالية التي بدأت تتراجع مما ظهر ذلك في نتائج الفريق مؤخرا وأصبح يصارع من اجل اللعب في السنترليق ولو أن الفريق هبط من الممتاز فلن يعود ثانية لو عادت كل فرق السودان وهذا موضوع آخر. كل مواطني الحصاحيصا في قمة الاستياء من التصرف والسلوك القبيح الذي بدر من فرقة المريخ العاصمي في لقائهم الاخير مع فريق النيل وكيف أنهم سجلوا اهانة بالغة عند قيام لاعبي الفريق بالتبول في قاعة الاتحاد وقد ثبت الأمر بالدليل القاطع والذي لا يحتاج لفلسفة وتبرير من خلال قوارير مملؤة بالبول وجدت تحت المنضدة البيضاوية ذات الستائر في قاعة الاجتماعات بالاتحاد والشهود علي هذه الفعلة للأسف رئيس الاتحاد المحلي مساعد رئيس الاتحاد العام مسئول الحالات السالبة بالاتحاد العام الاستاذ محمد سيداحمد وبحضور نائبه مبارك فارس وكان رد فعل محمد سيداحمد الجكومي المباشر وهو يشاهد زجاجات البول التي وضعت اعلي التربيزة حتي اتمكن من تصويرها أن قال لي بعد ان شاح بانفه من رائحة البول (بالله يا وراق عليك الله الموضوع دا ما تعمل لينا بيهو مشكلة ) في اشارة لان أتغاض الطرف عن هذه الفعلة اللاأخلاقية والسلوك المشين والغير تربوي والذي يحاول الجكومي الآن نفيه بصورة غير امينة متخليا عن تلك الشجاعة التي عهدناه بها . كعادة فرق القمة انها تحاول ان تلتف حول كل موضوع يثيره الاعلام لتبدأ ادارة الاعلام بالنفي علي لسان رئيس البعثة بالادعاء الساذج ، ان القوارير بها فايتمين سي وبدأ الاعلام (القابض) يروج انها مؤامرة من الهلالاب في اتحاد الحصاحيصا وصرف الانظار عن السلوك المشين في محاولة لايجاد كبش فداء ولم يجد كتاب الاعمدة ما يقولونه تبريرا لهذه الفعلة المنكورة وراحوا يطرحون في الاسئلة الغبية في محاولة يائسة وبائسة لاحداث ثغرة يلجون منها والقضية واضحة وضوح الشمس وادارة المريخ تعلم علم اليقين ان ما خلفوه لعيبتهم هو بول واللاعبون لا ينكرون ذلك دون اللجوء الي حلف اليمين ولهذا الادارة لم تشرع في أي اجراء فتح بلاغ او المطالبة باخضاع القوارير الي الفحص المعملي لان الفضيحة ستكون بجلاجل وما بثته بعض القنوات التلفزيونية الرياضية محاولة مقبوضة الثمن ظهرت بوضوح من الجهات المستضافة في الحلقة والذين تربطهم مصالح مع ادارة المريخ غير الانتماء المريخي الغالب وهم بذلك يعتقدون انه يمكن (لملمة ) القضية بالدفع الفوري واتهام نائب رئيس الاتحاد بالحصاحيصا بأن له اجندة خاصة لانه هلالابي اتهام سخيف والرجل معروف بنزاهته واخلاصه ومسئوليته وهو رجل اعمال ناجح اقتطع من وقته الغالي ليدفع من جيبه حتي تصمد الرياضة بالمدينة مستغلا كل علاقاته التي لم تقم علي المصالح الذاتية الضيقة ونفس الاتهام الذي يروج له بعض الاعلاميين وكتاب الاعمدة لن يسلم منه ابناء الحصاحيصا في قيادة الاتحاد العام الدكتور معتصم جعفر ومحمدسيداحمد والآخرين في ادارة المريخ الفريق طارق عثمان الطاهر امين مجلس المريخ والفريق عبدالله حسن عيسي الذين لاذوا بصمت القبور وكان الموضوع لا يمس مدينتهم في انحياز تام للشعار المريخي دون ان ينبذ احدهم ببنت شفة ونحن عندما طرحنا هذا الموضوع باعتباره اهانة لمدينة باكملها فيها كل الوان الطيف الرياضي الذي استنكر السلوك المشين من لاعبي المريخ والذين صوروا وكأنهم اطهار وادباء من سلالة الانبياء والرسل في الوقت الذي درج فيه كل الاداريين بتصريحاتهم التي تملأ الصحف بأنهم يتعاملون مع لاعب هو في الغالب فاقد تربوي جاء من بيئية تعتبر التبول في القوارير سلوك متحضر لانهم يتبولون في أي مكان . ادارة المريخ واعلامها الرياضي لا تريد ان تعترف بالخطأ والاهانة التي سببوها لمواطني المدينة وادارة مؤسسة رياضية بالمنطقة يستوجب احترامها وبدأت كما يقول اهلي الترابلة (حولوا الموية من حيضان البرسيم الي اللوبيا) وتعاملوا مع القضية وكأن المستهدف شعار المريخ الذي ندين له بالاحترام والتقدير وستظل القضية قضية رأي عام لن تنطفئ لانها أحدثت ضرر جسيم لمواطني الحصاحيصا الذين يطالبون بالاعتذار الرسمي وجبر الضرر.