قلنا فيما سبق أن ما يسمى بحزمة الإصلاح الاقتصادي هي حزمة الخراب الاقتصادي. وهاهي التداعيات تتوالى، فبالإضافة للغلاء والتضخم فأن ارتفاع تكلفة التشغيل أدت لتوقف(9) شركات طيران في وقت سابق، وبالأمس أعلنت شركة مارسلاند ولوفتهانزا عن توقفهما لذات الأسباب، حيث جاء في خبر صحيفة (الأيام) أن الشركة الإلمانية لوفتهانزا قررت إيقاف رحلاتها إلى السودان بعد خدمة استمرت(51)عاماً بسبب ارتفاع كلفة التشغيل، وذلك اعتباراً من 19 يناير القادم. وكما هو معروف فان شركة الطيران الهولندية KLM فقد أوقفت رحلاتها أيضاً منذ مارس مطلع العام الحالي، وبعد هذا التوقف تبقى الخطوط التركية والكينية والاثيوبية وبعض الشركات العربية هي التي تقدم خدماتها في السودان. وطالما كانت القرارات الاقتصادية تستهدف فقط زيادة الإيرادات عن طريق فرض الضرائب والرسوم وزيادة أسعار السلع، فالنتيجة المتوقعة هي توقف القطاعات الإنتاجية والخدمية وبالتالي تزداد الأزمة عمقاً. فأنظروا معي كيف سيتضرر المسافرون والعاملون في هذه الشركات وأسرهم من توقف نشاط هذه الشركات من حركة الطيران. في وقت تنعدم فيه حركة النقل البري إلى بعض المناطق كدارفور مثلاً. ولن تقتصر التداعيات على هذا الجانب فحسب، بل ستمتد إلى كل نواحي الاقتصاد مما يحول حياة الناس إلى جحيم. أما كيف تنتهي هذه المعاناة فبإسقاط النظام ولا مخرج غير ذلك. الميدان