رئيس جمهورية جنوب السودان يؤكد أن الجنوبيين كانوا يفضلون أن يبقوا سودانيين لكن ظلم أهل الشمال وتمييزهم فرض عليهم الخروج بدولتهم. الكويت أكد رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت إن مشكلة السودانيين الجنوبيين لم تكن فقط الانضمام للجامعة العربية وإنما كان يعنيهم أن ينظر اليهم على اساس أنهم مواطنون ويشكلون جزءا من العالم العربي أولا. وقال سلفاكير إن الميز العنصري والثقافي والنظر إلينا نحن الجنوبيين على أساس أننا لسنا عربا كان أحد الأسباب الرئيسية لمشاكلنا مع نظام الخرطوم والشمال السودان قبل الانفصال. وأوضح الرئيس الجنوب سوداني في حوار مع صحيفة "الأنباء" الكويتية "كنا نشعر أننا سودانيون وأردنا أن نبقى كذلك، هم (الشماليون) من مارسوا التمييز ضدنا وأشعرونا اننا لسنا عربا ولذلك انفصلنا عنهم". وأضاف أنه "إذا كانت هناك نية من الجامعة العربية لأن تصبح جنوب السودان عضوا فيها فمن يقرر ذلك هو المجتمع في جمهورية جنوب السودان". وقال إنه "منذ استقلالنا عام 2011 أكدنا بوضوح لكل دول العالم أنه لا استثناءات لدينا في علاقاتنا مع الجميع.. وأن عددا كبيرا من الدول فتحت سفارات بجنوب السودان والدول العربية ليست استثناء، فقبل الربيع العربي كانت لدينا علاقات مع كل دول شمال أفريقيا مثل الجزائر وتونس وليبيا ومصر". واعتبر سيلفاكير أن لقاءه مع الرئيس عمر البشير على هامش القمة العربية الإفريقية، كان للحفاظ على أفضل العلاقات بين البلدين كما تمت في هذا اللقاء مناقشة كيفية الاتفاق على الخط الوسط أو الخط الأمنى والمنطقة منزوعة السلاح، وقضية الانتقال الحر للسلع والمواطنين من الجانبين عبر الحدود ووضع العلامات الحدودية وقضية إبيي التي تنتظر تحديد إلى أي جهة تنتمي، وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين. وعن تأثير انفصال جنوب السودان بدولته المستقلة على حصة الدول العربية وخاصة مصر من مياه النيل قال رئيس جمهورية جنوب السودان إن "مصر عملاق في المنطقة وهي عضو في الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، ولا يمكن إلا أن نكون أصدقاء لها". وأضاف سيلفاكير أن "المشكلة بين مصر وإثيوبيا ستحل وديا بينهما وليست مشكلتنا.. وأنه بالنسبه لمياه النيل فإن علاقتنا مع إثيوبيا لا تتداخل مع موضوع النيل، لأن هذا النهر لا يمكن اعتراضه". ولفت إلى أن جنوب السودان لم يستخدم من مياه النيل لترا واحدا إلا في الشرب ولا يستخدمها للزراعة، موضحا أن بلاده لديها ما يكفي من مياه الأمطار اللازمة لعملية الزراعة، بالإضافة لأنهار أخرى وأنهم لن يؤثروا على مياه النيل. وقال سلفاكير متحدثا عن الوضع في بلاده "إننا نحتاج اليوم لتوفير المستشفيات والمدارس ومياه الشرب الصحية والأمن الغذائي والأمن لبلدنا إلى جانب مشاريع البنية التحتية؛ قبل الانتقال لتنفيذ مشروع العاصمة الجديدة الذي طرحناه مع المسؤولين في جنوب السودان والذي ليست له أولوية في اهتماماتنا الآن.
