رحلت فى صمت بعد أن حجزت لنفسها مقعدا فى كل قلب شاهدها عبر شاشة قناة أم درمان الفضائية او طالع كتابتها فى صحيفة (السوداني) و(التغيير) او استمع الى شعرها الذى تضج به مواقع التواصل او من خلال (اليوتيوب) عرفتها عن قرب من خلال عملها معي فى صحيفة (السوداني). كانت إنسانة طيبة بمعنى الكلمة بشوشة ابتسامتها لا تفارقها حتى فى أصعب المواقف متفائلة تحث دائما على التفاؤل عندما تحادثها يذهب عنك مابك من هموم الوطن والحال الذى أصبح لا يسر دائما ما تردد (الدنيا فيها شنو) الناس ما تغتر كثيرا بالحياة فهي كانت تعطي الحياة حقها. متواضعة بسيطة بالرغم من الشهرة التى وصلتها فى المجال الإعلامي بإمكانياتها التى قلما توجد فى شخص واحد. مشكورة د. مريم الصادق المهدي جعلتنا على تواصل دائم عبر القروب الذى أنشأته على برنامج الواتساب فكان قروب (تواصلنا) يجمعنا على مدار اليوم نناقش فيه كل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا بأس من إلقاء القفشات للتسلية بين حين وآخر. كانت (نادية) كالعصفور تطير بين أفراد المجموعة بل كانت عندما يحتدم النقاش تتدخل (نادية) بأسلوبها الراقي وكلماتها الرقيقة لتلطف الجو فهي لديها مقدرة فى الإقناع فقد حباها الله بقبول كبير تحب القفشات ولديها سرعة بديهة حاضرة فى سرعة الردود وتعليقاتها على المواضع محل النقاش. نسأل الله أن يتقبلها قبولا حسنا مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. أما زمليتنا المصابة فاطمة خوجلي فهى لا تقل (طيبة) و(حسن خلق) عن الراحلة نادية. تشهد بذلك صالة الصحيفة بإقامتها لإفطارات تقوم بعملها فى المنزل كنوع من التغيير من (أكل الفول). أذكر آخر إفطار أعدته حوى على ما لذ وطاب من المأكولات. أعجبتني جدا القراصة بالتقلية. كنت أداعبها (الملاح ده ما عملتي إنت ملاح مظبط) تقول وهي تبتسم وتحلف (والله يابكري الملاح ده عملتوا أنا). دائما ما تجدها تتحدث عن هموم الوطن والمواطن خصوصا المحتاجين والمرضى وضرورة مساعدتهم من خلال الصحيفة والمنظمات الداعمة لهؤلاء الفقراء والمحتاجين. لا نملك الآن إلا أن ندعو لها ومعنا كل من سمع بالخبر أو يقرأ معي هذه الأسطر (اللهم اشفها شفاء ليس بعده سقم أبدا. اللهم خذ بيدها. اللهم احرسها بعينيك التى لا تنام واكفها بركنك الذى لا يرام واحفظها بعزك الذى لا يُضام. يا كاشف الهم يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين. اللهم البسها ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل يا أرحم الراحمين. اللهم اشفها. اللهم اشفها اللهم آمين. إلهي اذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً ). السوداني