(لكل عبارة بعض الحقيقة ولكل حقيقة شئ من الخيال يدعمها ) لم تكن تلك المقولة مدخل للحوار الذي وضعته نعمة في قروب الجامعة بل عنوان لحكمة صباحية توحي ببعض الإنتشاء ، فكل شئ حتى تفاصيل اليوم كان مدون على المكالمات النصية في جوالها ، ليس الواتساب هو العالم الجديد بالنسبة لنعمة فقد سبقته بعض برامج الشات لكن ليس بتلك المميزات المتمثلة في السرعة وخفة التحميل ونقل الوسائط التي جعلت نعمة لاترفع رأسها لترى ماحولها ، أصبحت نعمة لاتبارح مكانها حتى بعض الفروض المنزلية ليست ذات أهمية بالنسبة لها كما أنها إبتعدت عن مسامرة والدتها بحجة الإنشغال المستمر فنغمة الرسائل سادت على مجمل تفاصيل صمتها ، ربما كان لشبشب والدها الذي قطع صمتها بضربته القوية أثناء ندائه المتكرر لها والتي لم تسمع من تفاصيله شئ ، عنوان جميل جعلها تبارح عالم الواتساب دون رجعة فقد كان وقعها أقوى من أن تتجاهلها بلامبالاة . الواتساب برنامج رسائل نصية أختصر الطريق أمام المكالمات وجعل فن الرسائل عنوان جديد ألغى عن البعض كاهل الإتصال بالرصيد فالبعض هجر الحديث وجعل من الرسائل طريق مغاير للحديث فبه تحلو معالم الونسة على حد تعبير البعض كما أن سرعة عكس الخبر التي يتميز بها جعلته يدخل البيوت من أوسع أبوابه . الإدمان كعادة تمارس دون قيود لكن يمكن إدراج إدمان "الشات" من ضمن قائمة المواد المخدرة هكذا أكدت بعض الباحثون في الطب النفسي ، حيث تناول الكثير منهم "إدمان برامج الشات" عند الشباب كنوع جديد من أنواع الإدمان لا تختلف كثيراً عن المخدرات، وخاصة برنامج الواتساب الذى يعتبر الأكثر شيوعاً بين سكان العالم وهو الأفضل والأسهل تداولاً بين مختلف الفئات العمرية وخاصة بعد انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير. لم تكن الرسائل هي من تعكس عالم الواتساب بل عالم الذين أدمنو تفاصيله فالإستخدام الحميد لكل شئ بداية لمعرفة المعني القيمي ، أما جعل الواتساب كبسولة مخدرة تخرجك من تفاصيل ماحولك فهذا أول مراحل الإدمان ، لكل داء علاج لكن علاج الإدمان يبدأ بإستئصاله ، فالواتساب بالرغم من مميزاته إلا أن خطره مازال يتسيد على أركان المراهقين . لكل شئ بعض الأثار الجانبية والواتسآب له خسائر أكثر من جانبية متمثلة في كثرة المشكلات بسبب التواصل عن طريق الشات بعيدا عن التواصل المخاطبي والتي من خلالها تصبح التعابير من طرف واحد بداية للوصف بالجنون قبل كل شئ كما أن التركيز على الأيقونات يؤثر بشكل كبير وذلك لأن التواصل عن طريق الكتابة يختلف عن المخاطبة العادية والتى تتيح التعرف على تعبيرات الوجه ونبرات الصوت . عدم التميز بين المزاح والجد في المكالمات النصية على حد تعبير دكتور عيسى الباحث النفسي يؤثر سلباً على تراجع الدور الإجتماعي وتراجع الأداء الأكاديمي بالنسبة للطلاب كما أن الونسة الجانبية التي لاتنتهي عبر الشات بداية للإندماج كما نجد البعض مندمج معها لحد الخروج من موضعه بضحكات هستيرية لاتدري مصدرها سوى صوت الرسالة ، كما يرى أن سهولة إرسال الفيديو جعل الواتساب أداة لنشر الفساد عن طريق إرسال مقاطع لا اخلاقية من أرقام مجهولة تجد نفسك مرغم على مشاهدتها ، فالواتساب ليس إدمان بل مرض يتمنى اولياء الأمور زواله .. لم تأتي حملة أرفع راسك السعودية الهادفة لخلق تواصل إجتماعي مع بعض من حولهم بداية لتعريف المجتمع بمخاطر الإندماج والخروج عن عالم المكالمات النصية إلى المكالمات الجماعية لذلك نرى أن الحملة قد أتت اكلها لكن لابد من تعميمها لكل الدول لأن السعودية ليست وحدها من أصيبت بذلك المرض بل إنتقلت العدوى لكل دول العالم العربي . الراي العام