بعد أن تمَّ الحفر وشقّ الطرق والقنوات والجسور وعمل البُنى التحتية، قامت المدارس والمستشفيات وامؤسسات التجارية والبنوك الربوية الضخمة من ثمَّ الجامعات والمعاهد العليا ، وشركات البورصة التجارية ..و..و..و..وعلى مدى العشر سنوات عجاف الأولى من الحلب والسلب والسحل والتقتيل والتشريد والإقصاء والنفى والإكراه والإزلال..و..و..و.... أُسقطتْ قيادات عسكرية نافذة من قطار الموت الموشَّحْ بقداسة زائفة إسمها ( لا لدنيا قد عملنا)..وثمة تخلص واضح من العرق الزنجى الأفريقى من المجلس العسكرى الإنقلابى إما بالموت (بيويو كوان).... أروك ظون أروك(طائرة الزبير) والذين لم يشملهم هذا الحظ ، قد نالوا جزائهم من النسيان والتسويف فى أشكال مختلفة.. ولست بصدد هذه الجزئية..إنما هى مدخل ممكن للسؤال التالى:( أين ذهبت هذه القيادات ما قبل المفاصلة وما بعدها ..؟ وهل للمفاصلة الدور الحاسم فى وضع السلطة بين أيدى ما تبقى من عسكريين مدجنين وثلة من المجرمين السياسيين ذوى التاريخ المزرى طيلة هذه المدة..؟ الشاهد فى الأمر أن المدينة التى بُنيتْ هناك فى ذلك الأرخبيل الواعد تمَّ تفعيلها كمنتجع إستثنائى كلما ضاق الوضع السياسى وإلتهب، والمدينة التى قامت فوق جماجم الأبرياء والمغفلين على حدٍّ سواء، هى نفس المقاطعة والتى ستقوم مقامها بعد قليل فى التالى من أحداث سودانية قادمة.. والذين ذهبوا مهب الرياح والتصفيات المُرَّة ومورِسَتْ نساؤهم كهدايا ربانية ونخوة رجولات فارغة.. والذين كانوا كحائط المبكى لا يعرف لماذا يجتمعون عليه. والذين كتبوا تاريخ الزيف والسُحْت والتَرَابى والتصابى والدُعْرِ المحيقْ.. بأحرف من نار.. كلهم يسألون اليوم:: لماذا هذه الوزارة خالية من أسماء صالت وجالت وعبثت وعبطتْ وتشدَّقت وعَلَفَتْ وعُلِفَتْ وأبعرت فوق رؤسنا نحن الأحياء الموتى..أين مضتْ أيكون الزُّهدُ فى السُلطة، أم تُرى رأى الرُّبان أن لَحْسَ الكوع الذى صار أُهزوجة العالم فى الضحك علينا لم يعُد الخطاب المناسب فى المرحلة القادمة.. أم أنها إستراحة محاربين، كما قال عنها حينما سُئلْ عن (اللمبى)(درق سيدو الآخر)..؟ بعد فضيحة العمار المنهار آنذاك..؟.. لا هذا ولا ذاك... إنها وزارة تُكنقراط جديد (لنج)..كانت تتدرب فى خفاء تحت عباءة مؤسسات تتبع للخارجية السودانية فى عهدى مصطفى ومصطفى.. ونالت قدر لا بأس به فى أصول المماحكة والأكل وغيره من أساليب ما يُدرج تحت تقرير رسمى يُدعى(مُتعاون سلسْ)..وعلى غيرما تحدث به الأستاذ حسين خوجلى فى برنامجة التخديرى الراتب الجديد حينما تمنى من خالص قلبه كسودانى أصيل حادب على السودان وهموم أهله البسطاء ، أن يخافوا الله فى هذا الشعب لأنهم نصفُ سياسيين ولا همَّ لهم غير التكليف أما م الله والوطن.. أقول أين كان هذا الرجلْ؟؟ الجنرال بكرى حسن صالح..؟ ومرّة أخرى أعود لأخونا حسين خوجلى حينما قال عنه أنه رجل ذو حساسية عالية فى التعامل مع الأضواء ولم ينبسْ ببنتِ شفة لأىِّ جهة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية طيلة سنوات الظلام..؟ رجل ورُغم الدور والرتبة العسكرية التى يتنشن بها جاء كنائب الأمين العام للحركة الإسلامية وهذا دور سياسى مدنى من الدرجة الأولى..يبدو أن اللُعبة بدأتْ فى الإتضاح.. ذهبتْ هذه المجموعةُ التى ترجلت عن صهوة جيادها الباذخة إلى التنعُمْ والراحة التى أرهقها كسبها بشتى الوسائل والطرق.. ذهبت لتنعم بمال اليتامى والمساكين وأبناء السبيل وفى الرقاب وليس العاملين عليها.. ذهبتْ إلى الجنة التى صنعتها بجماجم البسطاء والمغفلين وعجنت بلاطها وقرميدها ومواويلها بدماء من أسمتهم شهداء..ذهبتْ إلى أرخبيل النعيم المشهود بماليزيا، بعد أن حقبتْ إليها الأبناء من البنين والبنات منذ أكثر من عقدٍ ونيف..وبقى الثور إلى حين حتى يتثنى له مع من جاء بهم من عسكريين سيحفظون الدور جيدا ويتمرنوا على سيناريو إنقلاب عسكرى أبيضْ أبيض حدَّ الفضيحة ، من ثمَّ عفى الله عما سلف وكالعادة أيها النوفمبريون والمايويون والإنقاذيون..وتدور الدائرة ويا دار ما دخلك شرْ.. [email protected]