السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هل التغيير الذي جري يعني شيئا بالنسبة للشعب السوداني؟..وماهو الدور المتوقع من المعارضة السودانيه في هذه المرحلة والمرحله المقبله؟
نشر في الراكوبة يوم 20 - 12 - 2013

بعد طول ترقب وانتظار وعقب هبة سبتمبر المجيدة والتي قادها الشباب و ارتعدت لها فرائض النظام وحالة الذعر التي سرت في صفوف قيادات وقواعد المؤتمر الوطني, كان لابد من عمليات تجميليه تساعد ولو بمقدار قليل في تجميل قبح النظام الشائه , وقد جاء التعديل الوزاري الاخير فماذا عنى للشعب السوداني هل أدى ذلك الى تغيير حقيقي وأتى بوزراء يحملون هموم المواطن المغلوب عليه أم أن الامر هو تبديل لاتغيير.
طرحت الراكوبه أسئلتها على مجموعه من الشباب السوداني
والتي دارت حول هل التغيير الذي جري يعني شيئا بالنسبة للشعب السوداني؟
وماهو الدور المتوقع من المعارضة السودانيه في هذه المرحلة والمرحله المقبله؟
ماهو دور الشباب فيما جري ويجري
استطلاع عبدالوهاب همت
الاستاذة آمنه ناجي
:تقول أن الحكومة اعتادت ان تتلون وتتشكل كالحرباء والشعب يتضور جوعا , والذي تقوم به هو طلاء زائف تحاول به خداع المجتمع الدولي وتقول له نحن ديمقراطيون ونوايانا حسنه لكن لذلك لايفوت على المتابع البسيط دعك عن أصحاب القرار والشأن. التغيير الحقيقي هو ذهاب هذا النظام الى غير رجعة ومن ثم يختار الشعب من سيحكمه ويتم ذلك عن طريق صناديق الاقتراع. أما أي شيء خلاف ذلك فهي مجرد لهوجة كلهوجات سابقة وطوال ربع القرن المنصرم حكومة (الانقاذ) لم تأتي بشخص واحد منحاز لشعبه انما أتت بمئات ممن يركزون على مصالحهم الشخصية والحزبية فقط.
أما عن دور المعارضات الحاليه فقالت: الجبهة الثورية بلاشك حققت اختراقات لاتخطئها العين وأرسلت رسالتها الى المجتمع الدولي وهي أن هذه الحكومة يجب ان تذهب سلما أوحربا. أما بقية المعارضة فبرامجها معقولة, لكنها غير واقعية خاصة من هم يعيشون خارج السودان فان احلامهم اصبحت وردية وفقا للدول التي يعيشون فيها والتجارب الماثلة أمامهم. أما المعارضة داخل السودان وأهل الهامش بالذات فقدوا الثقة تماما فيما يسمى بالاتحادي الديمقراطي وحزب الامة.أما الحزب الشيوعي في الفترة الاخيرة فقد تدهورت مواقفه وفقد مصداقيته وأصبح بلا رأي واصبح حزب فئة بسيطة في مكوناته لم يأتي بجديد ليجذب الشباب كما كان في سابق عهوده وأذكر أن المرحوم نقد كان قد أدلى بتصريح سلبي حول الموقف من المحكمة الجنائية وحار موقف الحزب الشيوعي مابين اصلاحاته الداخليه والتوافق مع الوضع السياسي مما أعجز الحزب عن اتخاذ موقف واضح. أما تلخيصا استطيع ان اقول ان معارضة الداخل كسيحة ولن تساهم في تغيير السودان وعليها ان تبدأ بتغيير نفسها في الاول.
وعن دور الشباب في التغيير القادم:المؤسف الشباب منقسم بين فئتين شباب الهامش وقد احتمى بالحركة الشعبية أوحركات دارفور الاخرى وهم يرون أن الرئيس القادم يجب أن يكون من النوبة أو دارفور. أما الفئة الثانية وهي شباب الوسط وفيهم الشمالي فهم لم يخرجوا عن اطار عنصرية الاحزاب التقليدية وهي عنصرية قبيحة وشاب الوسط لم يهتم بالحروب المشتعلة في جبال النوبة ولادارفور ولم يتفاعل معها مطلقا. نعم هناك اخطاء مشتركة. والحل يكمن في التلاقح الثقافي والفكري والوجداني الصادق ولابد من خلق منابر كثيرة للحوار الذي ربما يقودنا لاستيعاب ان عدونا واحد وليبدأ كل فرد بذاته.
الاستاذ نورالدائم طه
رئيس مكتب جيش حركة تحرير السودان في لندن
يرى ان ماتم في التشكيل الوزاري أنه شأن داخلي صرف يخص المؤتمر الوطني وبعض من أذنابه وأن ماتم لايمت الى قضايا الشعب السوداني لامن قريب ولامن بعيد وهو صراع الجبابرة حول الثروة والسلطة أما المواطن المسحوق والمشرد والنازح واللاجيء فلم يعر ماجرى أدنى اهتمام في ظل نظام يحتل مراكز متدنية جدا في الترتيب العالمي ويكفي اننا الدول الافسد والافشل في التصنيفات العالمية. تغيير النظام لم يتناول القضايا الشائكة والمعقدة الحروب والبطالة والعنصرية البغيضة والتفسخ الاخلاقي, ربع قرن انصرم وجيوش الجوعى والمرضى وأهل النظام والغون في الفساد وسابحون في الثراء الحرام والمضاربات الخ.. التشكيلة الحالية هي في قبضة العناصر العسكرية والامنية ولو كان هناك من هم أسوأ لأتوا بهم.
وعن المعارضة السودانية فيقول المعارضة وضعها أفضل من النظام والمبادرات الكثيرة التي قدمتها الجبهة الثورية والورقة الاخيرة بالذات وجدت قبولا لدى الشارع السوداني والذي سيلتف حول برنامج وطني وبتطوير هذه الوثيقة من كل بنات وابناء الشعب السودانيد قريبا في مقدورة وضع هذا النظام في مكانه اللائق والمعارضة مؤهلة عسكريا وسياسيا في الوقت الحالي اكثر من اي وقت مضى.
والمطلوب من الشباب السوداني تنظيم صفوفه بشكل أكبر واوسع للخروج الى الشوارع لقيادة ركب الثورة والتي تلوح بوارقها الان والشباب هو المتضرر الاكبر لاستمرار النظام الحالي وهم ملايين العطالة والمشردين والمحبطين ولابد من دق ناقوس الخطر انه كلما استمر عمر هذا النظام كلما ازدادت معاناة الشباب.
الاستاذ أشرف ابوعكر
يرى أن التشكيل الوزاري جاء نتيجة صراع حقيقي داخل الحركة الاسلامية, وفيه تقريب البعض وابعاد آخرين وهو لايحمل أي مدلول جديد لانه اجترار لمشروع فاشي وفاشل مستمر. وهذا الصراع لايعنينا في شبء ولانلقي له أي بال هي صراعات اصحاب المصالح والاحلاف المختلفة داخل الحركة الاسلامية وليس منهم لم يريد خير شعبه او بلده وهو مؤشر على استمرارية دولة الفشل وكساح الفكر الذي تستند عليه.
أما المعارضة الحاليه فأنا لاأنكر دورها اطلاقا وهي بايجابياتها وسلبياتها وهي أمر واقع لكنهم يحتاجون لدعم الاخرين خاصة الاحزاب لانها تمتلك رصيد جماهيري ضخم لكنها لاتدعم قوى الاجماع والذين لابد من الاشادة بهم رغم ضعف عملهم وامكانياتهم وكان في مقدور ثورة سبتمبر أن تؤتي أكلها اذا كانت هناك حركة نقابية تعبر عن نبض الشارع وهنا لابد من ضرورة نفخ الروح في الحركة النقابية واعادتها الى الحياة من جديد لتكون كما كانت تقود الشارع وتنتزع الحقوق كما عهدناها.
وعن دور الحركة الشبابية يرى: أن دورها اساسي وفاعل في عملية التغيير وهذا ما أثبتته التجارب الثورية جميعها وطالما أن الحركة الشبابية تمثل احدى اركان العملية السياسية النضالية وعملية التغيير في المجتمع فعليها ان تتجنب التشرذم وتسعى للعمل الجماعي وتسعى للتنسيق فيما بينها طالما الهدف الاساسي هو اسقاط هذا النظام القبيح
عبد الغفار سعيد ناشط سياسي
فهو يرى أن التغيير الوزارى لم يتم من اجل تصحيح الوضع المتردى على كل المستويات انما كان هدف البشير منه هو حماية نفسه فى حالة عدم ترشحه واحكام قبضته على السلطة من خلال آخرين وأن الامور لازالت في أيدي العسكريين والامنيين..
الوزارة الجديده لم تأتي لتنفيذ برنامج جيد وجديد في صالح الشعب المنكوب الجائع المشرد الفقير المريض، ستسير الامور فى اتجاه الاسوأ فى كل مناحى الحياة بعد اكتمال عسكرة النظام واحكام القبضة الباطشة
أما عن تحالف قوى الاجماع الوطنى فيرى أنها مجموعة ضعيفة ، لاتمتلك خطة واضحها تعمل من خلال تنفيذها لاسقاط النظام ، ومن الواضح ان القوى المكونة لها تفتقر للاراده السياسيه ، القيادات السياسية لقوى الاجماع الوطنى والتى يجب ان تكون قدوة فى التضحية والاقدام لعضويتها لا تطرح اي مبادرات شجاعة وحقيقية يمكن للشعب أن يصطف حولها أو يبادر في التبشير بها.
أما عن رأيه في القوى الشبابية هى الوحيدة التي قدمت تضحيات وقامت بنشاطات ايجابيه خلال الفترة الماضية ، وبالتالي فهي المرشحة لقيادة العمل المعارض فى اتجاه اسقاط النظام ، وعلى الرقم من محدودية الخبرة وقصر عمر التجربة الا ان الشباب سيتعلمون من تجارب النضال ، هم يحتاجون للتدريب و الدعم اذا حصلوا عليهما يمكنهم انجاز التغيير وسيقدمون تضحيات كبيرة
عبد الرحيم ابا يزيد ناشط سياسي
التغيير الوزاري
ليس هناك اي تغيير التغيير الحقيقي هو يوم ذهاب هذا النظام لان الذي يحكم هو تنظيم الجبهة الاسلامية او مايسمي بالمؤتمر الوطني الذي تغول علي الديمقراطية في عام 1989 وتنظيم الجبهة الاسلامية او مايسمي بالمؤتمر الوطني حزب سياسي ينفذ اعضائه وجهة نظر تنظيمهم وبالتاكيد الان اتوا بعناصر قوية في بطشها وفي لومها اكثر من نافع وعوض الجاز وبالتاكيد ليسوا اضعف من هذه الناحية بل من اتوا الان يعتبرهم التنظيم هم الحماة الحقييقين واصحاب المصلحة في الاستمرار بالسلطة. ومن يعتبر ان هناك تغيير عليه ان يعيد قراءة تاريخ تنظيم الجبهة الاسلامية .
الشباب ووضعهم في السودان
طوال الاربعة وعشرين عاما المنصرمة تحت وطاة هذ النظام الفاشي الذي يحكم بالكبت وبالسلاح وبالعنف قدم السودان عدد كبير من الشهداء في الصراع المدني الغير مسلح يفوق كل شهداء الانتفاضات والثورات السابقة في السودان وليس هذا فقط بل ان جل شهداء الحركات والتظاهرات التي طالبت بالتغيير من الشباب بل ابتدع الشباب طرق نضال ومعارضة مختلفة عن الطرق التقليدية ظهرت في تبني الافكار الجديدة والاساليب المباشرة التي تخاطب قضايا السودان كله وكل من حسب موقعه لذلك نجدهم مؤسسين في طرقهم ومتمسكين بمبادئهم وبما ينادون به ويتفقون جميعا في هدف واحد هو السعي نحو واقع افضل لشعبهم وحياة كريمة.
وضع المعارضة
النظام قوي مادام في السلطة والمعارضة ضعيفة اذا انها لم تنجح في اسقاط النظام والنظام متمسك بالسلطة كحد ادني للاتفاق بين اعضاء تنظيم المؤتمر الوطني وحلفائهم لكن حتي الان لم تتفق فصائل المعارضة السودانية حول الهدف الواحد وهواسقاط النظام
وتجارب الماضي تهجس المعارضة السودانية وتجعلها تتخوف مما بعد السقوط وبداءت المعارضة وصرفت وقتا ليس بقصير في ترتيب ما بعد السقوط وهو فعلا هاجس لكن الهاجس الاكبر هو وجود النظام نفسه وازالته هي النتيجة التي اتفق عليها الجميع لكن لم تفلح اي قيادة حتي الان في تجميع كل هذه الجبهات في جبهة واحدة وما لم تتوحد المعارضة لن يسقط النظام لان السودان متعدد في كل شئ وعامل التعدد يكون سهلا تحويله الي طاقة سلبية ومتنافرة
طارق ابوعبيدة فنان وملحن
التشكيل الوزاري الجديدة هو علامة واضحة لخروج الحركة الاسلامية من دست الحكم في السودان و تدشين حكومة المؤسسة العسكرية ( الجيش) .الانقاذ متمثله في رئيسها المطلوب للعدالة الدولية لا يمكن ان تقبل بخيار ديمقراطي او مشاركة في السلطة و كذا هي لا تآمن للاسلاميين من ان ينقلبوا عليها خاصة بعد تصاعد مد تيارات الاصلاح داخل النظام من قيادات في الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني علي السواء لذلك اتي التشكيل الوزاري الاخير ليعلن نهاية الزواج الكاثوليكي بين حكم الاسلاميين بالسودان و مؤسسة الجيش .
المؤسسة العسكرية ممثلة في عمر البشير تهيئ نفسها بالتغيير الاخير لسيناريوهات اخطرها ( سورنة ) السودان - التغيير علي الطريقة السورية - في حال حدوث انتفاضة شعبية عسكرية محمية من الجبهة الثورية كما هو مُعلن عنه و اسهلها العمل علي فوز بكري حسن صالح في انتخابات 2015 بدلا عن البشير.الاحزاب تجتهد في الوصول لحل سلمي و تسليم سلمي للسلطة و هذا في ادب العسكريين الاسلامويين دونه خرط القتاد لذا لا اتوقع اي دور من الاحزاب في الفترة القادمة و التعويل الحقيقي في تقديري علي الشارع السوداني و الشباب السوداني .
ناصف بشير الأمين ناشط سياسي وحقوقي
س - التعديلات الوزارية الأخيرة في الحكومة ماذا تعني وهل تصب لمصلحة للشعب السوداني؟
ج -المتصارعون داخل "حوش" السلطة لاتفصل بينهم أي خلافات فكرية او ايديولولوجية. فهم جميعا يؤمنون (بحقهم) المقدس في التمكين السياسي والإقتصادي وإقصاء الاخرين, وفرض الأجندة الشمولية ومشروع الدولة الدينية بقوة السلاح والعنف وشن الحروب الأهلية ضد مواطنيهم تمت راية الجهاد المقدس. ولا توجد بينهم إختلافات سياسية تذكر. وفي هذا الإطار فانهم يجمعهم الموقف الموحد حول كيفية إدارة الأزمات التي اوجدوها وعلى رأسها قضية وقف الحرب في دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق, وتفكيك الشمولية وتحقيق التحول الديمقراطي, وقضايا الفقر والأزمة الأقتصادية التي اوصلت المواطنين حد الإبادة الجماعية جوعا ومرضا. وهم جميعا مسؤلين عن جرائم و كوارث النظام وعلى رأسها فصل الجنوب وجرائم الحرب والجرائم ضد الأنسانية وجرائم الفساد المالي والإداري غير المسبوق والتي ارتكبيت بشكل منظم تحت لافتة التمكين..الخ. الخلاف بينهم إذا هو محض صراع كتل وأجنحة حول مركز السلطة والغنائم ومن ينفرد بقبض (الريموت كنترول). وهو صراع لايخلو من أبعاد ومحركات جهوية وقبلية وفئوية (عسكرمدنين), وكذلك الرغبات الفردية للطامحين في الصعود السريع. وهو صراع شبيه بالصراعات المميتة التي تحدث داخل تنظيمات المافيا حول كرسي الزعامة وحول توزيع الأموال المسروقة. واضعين في الإعتبار الطبيعة التآمرية الإستثنائية للمجموعة الحاكمة, واوامر القبض الجنائية الدولية التي يواجهها رموز النظام, والمليارات التي تم الإستيلاء عليها عملا بفقه التمكين, فأن العديد من المحللين يعتبرون ان أحد أهم الأسباب الرئيسية التي عجلت بهذا الإنقلاب الداخلي هو حالة الخوف التي تسيطر على الرئيس على مصيره الشخصي ومصير عشيرته واقرباءه وملياراتهم التي غنموها, من ان تذهب ثمنا لصفقة او مؤامرة ينفذها الطرف الذي تم إقصاءه.
فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال, فانه وللأسباب التي ذكرتها لايتوقع ان يترتب على هذا "الإنقلاب" الداخلي اي تغيير إيجابي في التوجهات والسياسات. بل على العكس فان الإمور مرشحة للمزيد من الإنحدار للأسوأ, باعتبار ان الجناح الذي حسم الصراع لمصلحتة يمثل الدائرة الأكثر إنغلاقا وشمولية وسط المجموعة الحاكمة وهي مجموعة العسكريين المقربين من الرئيس زائدا بعض القيادات ذات الخلفية الأمنية والتنظيمية والتي مؤهلاتها الرئيسية هي ولاءها المطلق للرئيس وإجادتها خاصيتي السمع والطاعة ولو في تنفيذ جرائم الحرب والجرائم ضد الأنسانية. الإنقاذ في حقيقتها هي مشروع للإستعباد والهيمنة والتمكين وأي تعامل معها يجب ان ينطلق من هذه الحقيقة الصلبة. وبغض النظر عمن ذهب ومن بقى,فإن إمكانية حدوث تحول ديقراطي تكون المجموعة الحاكمة جزءا منه هي صفر. لايوجد مثالا واحد ا لعملية تحول ديمقراطي ولو محدودة لهذا النوع من الأنظمة في تاريخ المنطقة. التاريخ وواقع الثورات الشعبية في المنطقة يؤكدان معا ان هذه الأنظمة تظل محكومة بطبيعتها الشمولية التكوينية الى ان تزال. لذا لابديل أمام قوى الثورة والمستقبل سوى إسقاط النظام. وفي هذا الصدد فان التطورات الأخيرة تضاعف من عزلة النظام حتى وسط قاعدته الإسلاموية التقليدية مما يسهل مهمة إسقاطة.
س - الاحزاب التقليدية هل يمكن ان تكون جزاءا من قوى التغيير؟
ج - سياسات النظام خاصة في مجالي الإقتصاد والتعليم ادت الى إفقار وإضعاف الأحزابعموما وتقليص قاعدتها الإجتماعية. السلطة نجحت ايضا في إختراق وتدجين وتفتيت معظم الأحزاب. السلطة وجدت ايضا زبائن من بين الأحزاب (في المركز) اشتروا خطابها العنصري والجهوي الموجهة ضد حركات الهامش المسلحة والذي يهدف لضرب وحدة قوى المعارضة. هناك احزاب ترفع رأية المعارضة ولكنها تشترك مع النظام في بعض محددات مشروع دولته الدينية ويمينيته ورجعيته. هذه القوى التقليدية تريد تغيرا سياسيا (في حدود تغيير المجموعة الحاكمة) يعدها للسلطة ولا يمس البني الإفتصادية والإجتماعية العميقة, وذلك لإدراكها ان اي عملية تغيير جذري ستطالها هي نفسها, على المدى البعيد وربما المتوسط. وهذا ما يفسر سر المواقف التي تبدو متناقضة لهذه الأحزاب. الواقع انه حدثت قطيعة فكرية وسياسية بين معظم هذه الأحزاب (بما فيها تلك التي تدلل نفسها بلقب الأحزاب الحديثة) وبين قطاعات واسعة وسط الشباب والطلاب التي لم تعد ترى في هذه الأحزاب ما يعبر عن قضاياها وهمومها. الأحزاب التي تؤمن بضرورة إسقاط النظام والتغيير الهيكلي لبنية الدولة السودانية عليها فرز مواقعها حتى تستطيع القيام بدورها مع قوى التغيير. والواقع ان الكثيرين ينظرون الى إنتفاضة سبتمبر الأخيرة (والتي كانت الأحزاب الغائب الأكبر فيها) إعتبارها-من احد الوجوه- تمثل شهادة وفاة للعديد من هذه الأحزاب. كل ذلك يشير الى ان معظم القوى الحزبية قد فقدت صلاحيتها او كادت, والى ان سودان ما بعد الإنقاذ سيشهد أحد إحتمالين: اما ان تطلق هذه الأحزاب عملية إصلاح حزبي جذرية وشاملة, واماان يفرز التطور قوى سياسية وإجتماعية جديدة.
س - رأيك حول دور الشباب في إحداث التغير؟
ج-تاريخيا القوى التي تحملت عبء التغيير في السودان (ومنذ ثورة 1924) هي القوى الأجتماعية الحديثة من عمال ومزارعين وطلاب ونقابات وإتحادات الخ. وهي القوى التي قادت ثورتي أكتوبر 1964 (جبهة الهيئات) وأبريل 1985 (التجمع النقابي) مع دور محدود للأحزاب السياسية في تفجير وقيادة الإنتفاضتين. الزلزال الإجتماعي الذي احدثته سياسات النظام خاصة الإفقار الإقتصادي مصحوبا مع القبضة الأمنية الإستثنائية ادى الى إضعاف القوى النقابية والحزبية. القوى الحية المرشحة لقيادة عملية التغيير الثوري الآن هي قوى الشباب والطلاب وجماهير العاطلين عن العمل والمهمشين في المركز وسائر المراكز الحضرية, والقوى الحاملة للسلاح في الهامش, بأعتبارها القوى التي نجحت – لأسباب لايسع المجال للخوص فيها - في الحفاظ على حيويتها وعنفوانها رغم قيامة الإنقاذ. وقد وضح ذلك جليا على الأرض,التي تسلقت جدرانها دماء الطلاب والشباب,في إنتفاضات سبتمبر 1995 وسبتمبر 1996 ويونيو 2012 وسبتمبر 2013. التاريخ اذا يرشح شريحة الشباب والطلاب لقيادة عملية التغيير في هذه المرحلة المعقدة. وفي هذا تلعب تنسيقيات التورة على الأرض مثل (دعم) ودوائر تنسيق ودعم العمل المعارض بالخارج دورا مفصليا في التنسيق بين المجموعات الشبابية والثورية المختلفة وفي الدفع نحو الثورة وإسقاط النظام. والتغيير رهين بإجتماع هذه القوى الحية المدنية في المركز وسائر المراكز الحضرية والقوى الثورية الحاملة للسلاح على أرضية مشتركة, وهذه مسألة وقت, بإعتبار ان ما تبفى من النظام يستمد بقاءه فقط من ضعف وتشرذم المعارضة وليس من قوة دفع ذاتي. ويشمل ذلك بالطبع القوى الحزبية التي تضع إسقاط النظام هدفا مركزيا لنشاطها.
أحمد ضحية
لا شك أن التشكيل الوزاري الآخير هو تعبير عن صراعات مراكز القوى داخل النظام وحزبه في أعلا تجلياتها ونهاياتها, بالتالي هو كتعديلات جزئية لا يخاطب جوهر الأزمة السياسية, بقدر ما يخاطب مراكز القوى المتصارعة على السلطة والثروة والنفوذ. بهذا المعنى يمكننا القول أنه بمثابة ذر للرماد في العيون.. إذ لم يتغير شيئا! بل تكرست السلطة أكثر فأكثر في يد شرزمة من العسكريين الذين جاءوا ببعض المدنيين الفاسدين كتمومة جرتق!. من جهة أخرى هو إحدى نتائج هبة سبتمبر المجيدة التي خلقت نوعا من توازن الرعب بين الشعب والنظام الحاكم.
في تقديري أن القوى المعارضة ما لم تتجاوز القوى الطائفية المتهافتة -والتي وضح إرتباطها الصميمي بشبكة المصالح المتشابكة والمعقدة للنظام وحزبه- وتخرجها من معادلات إسقاط النظام وفي الوقت نفسه تفعل من تنسيقاتها مع قوى الجبهة الثورية لن يكون لها أي دور فاعل في معادلات التغيير. خصوصا أن هبة سبتمبر أثبتت أن شريحة الطلاب وفئة الشباب بعامة بمختلف إنتماءاتهم هم مع إسقاط النظام بل في لحظات الهبات الثورية حتى المترددون في مواقفهم ينحازون لمطالب الشعب.
من جهة أخرى لا يزال الشباب مطالبون بمزيد من التنظيم والتوحد في كيان واحد بقيادة واحدة ذات رؤية وبرنامج واضح يمكنها من لعب دور أكبر في عملية إسقاط النظام ومرحلة ما بعد إسقاط النظام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.