سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشار موجود قرب مناطق البترول، جوبا ستعاني من مشكلة إمدادات وبترول، جوبا ستحدث فيها ربكة كبيرة. مشكلة سلفاكير في المجموعة الغريبة التي حوله، واتخاذه قرارات بعيداً عن المكتب القيادي للحركة
تصاعدت وتيرة الاحداث في دولة جنوب السودان بعد أن ظهرت على السطح الخلافات المكتومة بين فصائل الحركة الشعبية الاساسية الحاكمة وتطورت الاحداث لتنتقل من العاصمة جوبا لعدد من الولاياتالجنوبية وأصبحت تشكل تهديدا على استقرار الدولة الوليدة. للوقوف على حقيقة الصراع ومالاته والحلول أجريت حوار الصراحة مع القيادي بدولة الجنوب د لوكا بيونق فالي مضابط الحوار : حوار: علوية مختار لماذا في نظرك ظهرت الخلافات ما بين مكونات الحركة الشعبية الرئيسية على السطح وبعد أقل من عامين من إعلان الدولة الوليدة؟ *من قراءتي دائما فترة الانتخابات وما بعدها تظهر مشاكل و كل الحركات التحريرية التي تخرج من الحرب دائماً يظهر صراع حو ل السلطة مع الانتخابات لذا تباينت رؤى هل الانتخابات في حد ذاتها تكون أساس الديمقراطية في هذه الدول أم معايير أخرى . ولكن ما حدث في الحركة الشعبية بالجنوب انا كنت على قناعة أن الاستقرار سيكون على يد الرئيس سلفا كير ميارديت لما له من كفاءة في لم الشمل كما أن التصويت في الانتخابات التي جاءت به رئيسا للجنوب ما قبل الانفصال أكد علىّ شعبيته وانه شخصا يمكن ان يقود الدولة الوليد بعد الانفصال، ولكن حزمة من الاشياء جعلت الصراع يظهر بصورة واضحة وسط قيادات الحركة في هذه الفترة. منها الصراع حول قيادة الحركة أًلذي أصبح أولوية دون التركيز في مؤسستها والدستور والصراع حول قيادة الحركة اثر ذلك سلبا على الدستور واللوائح واقتراب موعد الانتخابات صعد الصراع حول قيادة الحركة وهذا ادى للازمات التي نراها الان ,بجانب ظهور اشكاليات الصراع في مؤسسات الحركة وقضية مناقشة دستور الحزب واللوائح التنظيمية كما ظهر ايضا نزاع حول حيادية الحركة , كيف تقرأ الوضع الآن في ظل ما سردته من حيثيات؟ الحاصل الان اوضح أن هناك طرفين للصراع؛ د رياك مشار، والكوادر التاريخية التي تنادي بالإصلاح داخل مؤسسات الحركة ودستورها وجزء من تلك المجموعة أبدت الرغبة في قيادة الحركة حتى لو أن برنامجهم إصلاحي إلا إنهم في نفس الوقت ساهموا بطريقة ما في تصعيد الأزمة. وقد تواجه تلك المجموعة بالشكوك من قبل بعض المواطنين بسبب إتهام جزء منهم بقضايا فساد وبغض النظر عن صحة الاتهام من عدمه فذلك يؤثر في نظرة الناس لهم بجانب الخلفية التاريخية لمشار بشأن احداث 1991م التي اندلعت ابّن انشقاقه عن الحركة وقتها وهذا يخلق التناقض ويحتم ذلك على مشار التحلي بالقضايا الاصلاحية التي رفعها الكوادر التاريخية وأن يكون هناك مستوى عالي من الضبط، حتى لا تهدر حياة المواطنين على اساس عرقي لان أي تصفية عرقية يمكن ان تسهم في تلاشي تلك المجموعة . أما المجموعة الثانية وهي مجموعة الرئيس سلفاكير التي تبنت قضايا محاربة الفساد وربما أُثرو كثيرا على المجموعة الاولى وأظهروهم كأنهم مفسدين. ورغم التغييرات التي أجراها سلفا على الحكومة وابعدهم من الحكومة إلا انه لم يعتمد على مؤسسات الحزب في تشكيل الحكومة الجديدة، بل تجاهلها تماما رغم أن تكوين الحكومة لابد ان يناقش داخل أجهزة الحزب ن لاسيما المكتب القيادي قبل إعلانها، كما أن سلفا استعان بكوادر قد تكون خارج الحزب في التشكيلة الجديدة كما أن التحسن السريع في العلاقات مع دولة السودان في الفترة الاخيرة أخذ طابع في ذهن المواطن الجنوبي وأُثار الشكوك خاصة بعد خروج القيادي في الحزب الحاكم بالخرطوم نافع علي نافع ليقول ان الحكومة الجديدة بجوبا تلبي طموحهم، بجانب الطيب مصطفى الذي عرف بانتقاداته اللاذعة لدولة الجنوب يغير خطه فجأة ويؤكد ايقاف العدائيات تجاه الجنوب ويقول ان الحكومة ليست ضد السودان. لماذا جنح سلفا لتجاهل مؤسسات الحزب في تشكيل حكومته؟ هناك عناصر حول سلفا في الفترة الاخيرة ركزت على إبعاده من كوادر ومؤسسات الحزب ودفعوا بآراء غير صحيحة، وأصبح سلفا يتبنى المواجهة بدلا عن الحوار والنقاش . هناك جدل حول ما تم بجوبا بشأن كونه انقلابا أم لا ؟ ما حصل ليس انقلابا عسكرياً البته، وواضح أن الحرس الجمهوري بعد عملية نزع السلاح لعناصر النوير مثّل شرارة لأحداث جوبا، ومن نفذ تلك العملية هو من اشعل تلك الشرارة. عموما التحقيقات المستقبلية سوف تكشف كل ذلك. كما أن التحقيق حول هوية القتلى ضمن الأحداث والذين فاق عددهم الستمائة سيكشف ما إذا كانت هناك تصفية عرقية تمت ام لا، كما أن المجموعة المطالبة بالإصلاحات استجابت لوساطة كنسية، ولغت لقاءً جماهيراً كان يفترض أن تعقده في الرابع عشر من الشهر الجاري. وعموما انا حاليا في اتصال مع الاممالمتحدة لتدوين انتهاكات حقوق الانسان خاصة التي وقعت . كيف هو الان الموقف الميداني لمشار؟ مشار موجود في مناطق جونقلي وهي الولاية التي وضعت فيها الحكومة معدات عسكرية ضخمة لمقاومة حركة تمرد ياياو وهيمنة مشار على تلك الولاية يمثل مكسب عسكري كبير كما أن جونقلي متاخمة للعاصمة جوبا . كما ان تركيزه في الهيمنة على مناطق البترول بولايتي اعالي النيل الوحدة سيشل انسياب البترول وينعكس سلبا على الخرطوموجوبا، وهناك معلومات تفيد بوجود قوات مشار في شرق الاستوائية وانها استولت على توريت وهذا يعني قطع جميع الإمدادات التي يمكن أن تأتي من أوغندا وانتقاله للاستوائية الوسطى يقطع الامداد في جوبا , كما أن القوات الموجودة بشمال جوبا كلها في يده , اما ولاية بحر الغزال فيصعب عليها الوقوف ضد الزحف الكبير الماثل وهذا كله يعطي قراءات كالاتي : "جوبا ستعاني من مشكلة إمدادات وبترول وستحدث ربكة كبيرة قد تنعدم معها السلع الاساسية للمواطنين وسيصعب الواقع المعيشي لهم والأهم والاخطر إذا ما استولت قوات مشار على مناطق البترول بشكل كامل. الا يعني ذلك ان الخرطوم ربما تتدخل لحماية مصالحها؟ صحيح أن الخرطوم ستتأُثر تأثيراً سلبياً لاسيما وان التغييرات في الجنوب ستتأثر تأثراً كبيراً بحكم البشير في الخرطوم، وقد تحاول الدخول في نقاش مع جوبا لإمدادهم بالدعم العسكري، ووصلتنا معلومات فعلا بذلك التحرك، ولا أعتقد أن جوبا ستقبل لأن ذلك قد يحدث غضب وسط الجنوبيين، كما ان الخرطوم لو دخلت في صراع مباشر مع قوات مشار بمناطق البترول هذا سيقود للتدويل وفي نفس الوقت سيقدم مساعدة لرياك من قبل الجنوبيين، لذا من المهم جدا ان تفكر الخرطوم تفكيراً استراتيجياً في اهمية وحدة واستقرار وديمقراطية الجنوب والحركة لان ذلك يصب في مصلحة بناء علاقات متينة بين الدولتين. التطورات الحالية على الأرض الي اين ستذهب بالجنوب؟ هذا التطور سيستمر كالآتي؛ واضح جدا أن شعبية رياك مشار تطغى وان سلفا فقد جزء من شعبيته نتيجة للعناصر التي ابعدته عن الشعب وكوادره، ولو تخلص منها فإن ذلك سيكون أساس للتفاوض بجانب القبول الكامل بمؤسسية الحزب والتأمين على قانونيتها وشرعيتها بجانب توجيه نداء للحوار الشامل في هذه القضايا وتكوين حكومة قومية تعين من قبل الحزب تقود البلد للانتخابات وهذا يعطي أمل ويخلق ارضية وفرص للحل الشامل لكل مشاكل الحركة الشعبية. أما مشار فالتقدم العسكري الذي حققه ربما زاد من توقعاته لكن ذلك التقدم قد يخلق له فرص ويضيع عليه فرص في ذات الوقت، ورياك ممثل لمجموعة أُثارت نقاط اساسية ومحورية ليس فيما يختص بقيادة سلفاكير وإنما قضايا المؤسسية والشرعية للحزب وتنحي سلفا لم يثيروه إطلاقا، وأنا في رأيي أن رياك الآن في أحسن وضع، وعليه أن يثير الحوار كحل أمثل وأن يتأكد من عدم حدوث انتهاكات حقوق انسان لان ما حدث بجوبا يمكن ان يتم بمناطق سيطرته، عموما الفرصة للاستفادة من الوضع للحوار والتفاوض ولابد من الاسراع في الحوار، كحل امثل لمشار لان التقدم العسكري الذي حققه قد ينتهى بواقع جديد ينهي ذلك التقدم. ما مدى جاهزية الرئيس سلفاكير للحوار؟ الواقع يحتم عليه القبول بالحوار، وأنا أعرف سلفا شخصيا يستحيل أن يتخلى عن القضايا الوطنية والعناصر من حوله هي من ضللته وضللت الشعب، وهناك عناصر أجنبية زرعت بزور التفتت وسط الحركة وهم من قاموا بكتابة خطابات للوزراء واتهام "75" بتبديد المال العام في قضية الذرة المعروفة ودفعوا بأرقام وهمية قالو انها اختلست وعندما اجرى مشار وقتها تحقيقا حول صحة المبلغ الذي قدروه ب"4.5 " مليار دولار اتضح أن الرقم موضوع القضية"300" مليون دولار ماهي مصلحتهم في تضليل سلفا وكيف تم تضليله؟ العناصر الخارجية هذه لديها أوهام متعلقة بمحاربة الفساد وجعلها أولوية للدولة الوليدة رغم أنها ليست أولوية فالأولية لابد أن تكون لجمع الصف ورتق النسيج الاجتماعي والوحدة ووضع ارضية لبناء الدولة فهي قد جاءت بعقلية غريبة دون فهم للواقع الجنوبي والافريقي، وساهمت في تفكيك تركيبة الدولة فيما يتعلق بالأولويات فهؤلاء تقابلوا مع العناصر التي تسعى للتخلص من الحركة وسلفاكير من دفع الثمن . لدولة اوغندا مصالح في استقرار الجنوب قد تقودها للتدخل عسكريا لحماية مصالحها وهناك من يرى انها قد تساند الحكومة في جوبا؟ صحيح أن كمبالا لها علاقات قوية بدولة الجنوب وهي غير مبنية على الافراد ولها احترام كامل لزوجة زعيم الحركة الراحل د جون قرنق ربيكا والشخصيات التاريخية للحركة، صحيح قد يكون لأوغندا رأي بشأن رياك مشار لذا من غير المحتمل ان تتدخل عسكرياً لان ذلكم سيكون له حسابات بعيدة المدى ويؤثر على علاقة الشعبين مستقبلا ولكن كمبالا قد تتدخل سياسياً بجمع الأطراف في طاولة الحوار لحل القضايا سلميا ً. هناك تحركات دولية وإفريقية لنزع فتيل الازمة هل ترى أنها قد تفلح في إحداث اختراق في الموقف الحالي؟ لن تستطيع ولن تكلل مساعي أحد بالنجاح في حل المشكلة ألا شخصين فلا تقولي لي امريكا ولا غيرها لأن تعقيدات الجنوب لا يفهمها الا الجنوبيين أنفسهم. لكنك قلت هناك شخصان يمكنهما احداث اختراق؟ نعم وهما يمكنهما لعب دورا مهما الاول الرئيس اليوغندي يوري موسفيني والثاني الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش كما يمكن للإدارة الامريكية ممثلة، في سوزان رايس أن تلعب دورا مهما أيضا. وما السر في هؤلاء فقط دون غيرهم؟ موسفيني لديه علاقات قوية بالرئيس سلفاكير وحتى لو ان لديه افكار سالبة حول مشار بسبب انقسامات 1991م لكن للرجل تأُثير على سلفا شخصيا ويحترم آراءه، وهناك نقطة مهمة يحتاجها موسفيني ويوعى بشأنها وهي أن مشار الحالي ليس مشار 1991 وانما شخص آخر يتحدث عن قضايا حزبية وان لا يحكم عليه بتاريخه السابق. أما الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش فله ايضا خصوصية مع سلفا ولا توجد شخصية ي واشنطن لديها تأثير على سلفا كبوش. أما سوزان رايس فلديها إلمام كامل بقضايا الجنوب والسودان عموما وتدخلها سيكون بموضعية وفهم عميق وتفهم سلفا جيداً. هناك من ينظر للإجراءات التي قام بها سلفا بشأن تهميش مؤسسات الحزب ناتجه للنزعة الدكتاتورية للرجل؟ سلفاكير في رأيي هو شخص زاهد في السلطة تماماً ولم يسبق أن التقيت بشخصية لا رغبة لها في السلطة كسلفا كما ان سلفا شخص يحترم جدا الاخر وله صفات غير عادية يصعب معها وصفة بالدكتاتور، وانا من خلال منصبي السابق كوزير لرئاسة الحكومة إبّان الفترة الانتقالية وقبل الاستفتاء أعرف ان الرجل يميل الى استقاء الآراء والنقاش والحوار وبدون شك المجموعة التي وجدت نفسها حوله إستغلت طيبته. حديثك يعني ضعف الرجل؟ لا ليس ضعفا ولكن سلفا ينشد الاجماع ويستمع لجميع الآراء واعتقد أن الاجماع في الراي مهم في القائد هناك تخوفات من تحول الوضع لحرب عرقية؟ ذلك يعتمد على طول الفترة للعمليات العسكرية لأنه اذا لم يستغل الفرص وطالت الفترة يمكن أن تأخذ الطابع العرقي لذا النداء للطرفين ان يجلسوا للحوار السلمي . هناك من يزعم أن خطرا ما قد يهدد حياة المعتقلين من القيادات التاريخية؟ لابد أن توفر حماية للمعتقلين ولنا نداء للأمم المتحدة وان يكون للصليب الاحمر تصال مباشر معهم لان الوضع يمكن ان يتأزم وتصبح ناك خطورة على حياتهم . وأخيرا؟ في هذا الوقت يفترض أن يحتفل مواطنو دولة الجنوب بأعياد الكريسماس، وهي اعياد لتجسيد قيم المسيحية والتعايش السلمي، ولكنهم سوف يقضونها وسط المآتم والأحزان على الارواح التي فقدت مؤخراً. وأوجه نداء شخصي للرئيس سلفاكير كشخص احترمه وله اراء في الحوار والتعايش السلمي والوحدة ين مكونات شعب الجنوب وذات النداء اوجه لرياك مشار بأن يرتقوا لمستوى المسئولية وتناسى المرارات وان يركزوا في وضع الشعب على مسار السلام والاستقرار عبر حوار حقيقي يركز على تقوية مؤسسات الحزب ليعود على الشعب بالاستقرار والرفاهية .