حسب تقارير أممية لجأ نحو(34) ألف مواطناً إلى قواعد الأممالمتحدة في ثلاث مناطق بالبلاد من القتال الدائر بين المجموعات المتصارعة على الثروة والسلطة في دولة جنوب السودان، اختار المواطنون الفرار من وجه المعارك في أبلغ رد على النخب المتناحرة، حيث أرسلوا رسالة واضحة: سنوفر الأمان لأنفسنا وأسرنا بعد أن أخترتم طريق السلاح لحسم صراعكم، مواطنو الجنوب الذي اختاروا أن يؤسسوا دولتهم تطلعاً لتحقيق حلمهم بالكرامة والاستقراروالتنمية، وأهدرت في سبيل ذلك نحو مليوني روحاً أصبحوا في مواجهة مع الموت والخوف والتشرد على يد قادتهم. المتوقع من المواطنين الذين خبروا الحروب والتشرد وناضلوا لأجل حريتهم ممارسة أقصى درجات التماسك والمقاومة والوقوف ضد لوردات الحرب الذين يستثمرون في حالة ضعف الدولة والمجتمع لتوفير الأرضية لحرب أهلية طويلة في دولة الجنوب بينما يتم نهب الثروات ماظهر منها وما بطن. مواطنو الجنوب لابد لهم من مقاومة أي محاولة التحدث باسمهم بينما هم يواجهون الموت والرعب، أتوقع من المواطنين أن يأخذوا زمام المبادرة بأنفسهم وأن يجبروا القادة المتصارعين على الجلوس إلى مائدة الحوار وإدارة شأن البلاد وخلافاتهم بطريقة سلمية، وإلا فيرحلوا جمعيا . هؤلاء القادة قدموا نموذجهم وهوالفشل في إدارة البلاد منذ الانفصال، لم يكن هم المواطنين واحتياجاتهم وتطلعاتهم هو الأولوية لديهم. المقاومة وليس الفرار من المعركة هو المطلوب من المواطنين هناك... دولة الجنوب تواجه خطر الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية والدولية واذا استمر الأمر سيتحول أهل الجنوب لنازحين ولاجئين ويعيدوا سيرة الأيام المظلمة، لابد لهؤلاء القادة أن يسمعوا صوتكم كمواطنين ولكم في تجربة دولة السودان عبرة ونموذجاً، حيث خضعت الدولة والمجتمع لشمولية فاسدة قرابة ربع قرن من الزمان مع استمرار القتال وانتهاك الحقوق في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. زمام المبادرة أتوقع أن يكون بيد المواطنين أنفسهم . حالة النزوح واللجؤ من وجه القتال لن تحرج هؤلاء الذين يديرون الحروب من خلف مكاتبهم المترفة، والوقت لايسمح بأي تأخير حتى لو توقف القتال اليوم لن يكون الأمر أكثر من هدنة. الميدان