تناولت صحف بريطانية الأزمة التي تعصف بجنوب السودان، وتساءلت إحداها عن إمكانيه وقف الصراع قبل نشوب حرب أهلية، وتحدثت أخرى عن تفتت دولة وليدة، ومحاولات قادة أفارقة للتوسط في محادثات لإنهاء الصراع هناك. فقد استهلت صحيفة غارديان تعليقا كتبه الكاتب أليكس فاينز بالقول إن جنوب السودان -أحدث دولة في العالم- تتجه نحو حرب أهلية، وليس بإمكان العالم الغربي فعل الكثير لإنقاذها، مشيرة لما لذلك من آثار إقليمية ودولية خطيرة. ويرى الكاتب أن الأزمة الحالية في جنوب السودان ليست بسبب الافتقار إلى الدعم الدولي، لكن الصراع يتمركز حول قيادة سياسية ضعيفة داخل بلد ما زال بحاجة إلى ممارسة واسعة النطاق في بناء الدولة. وأضافت الصحيفة أن العنف والاقتتال والتشريد الذي اندلع مؤخرا ليس انقلابا متعمدا ولكنه نتيجة لتدهور العلاقات بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار. وأضافت الصحيفة أن هناك صراع سلطة نخبوية داخل القيادة الصغيرة يمكن أن يجر البلاد إلى حرب أهلية تتطور بسرعة إلى أبعاد عرقية، ومع ذلك يمكن احتواء الأزمة وتشجيع القيادة السياسية على التراجع عن حافة الهاوية وإعادة التركيز على بناء دولة قابلة للحياة تعود بالفائدة على كل مواطنيها. دولة هشة ومن جانبها تساءلت صحيفة ذي إندبندت في بداية تعليقها عما إذا كان الغرب يساعد في تشكيل بلد أو في مجرد تكوين "عملاء أشرار" لجيش من الخبراء والمستشارين الغربيين. إندبندنت وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب السودان لم يكن موجودا كدولة من قبل بل كان تجمعا من القبائل وصعوبة أفريقيا في تشكيل دول فاعلة غالبا ما تصطدم بالقوى الاستعمارية والحدود الاعتباطية التي أنشأتها، ومع ذلك فإن هذه الحدود غالبا ما تضفي وظيفة شرعية ما زال جنوب السودان يفتقر إليها حتى الآن. وأضافت الصحيفة أن جنوب السودان خرج إلى حيز الوجود من "المساعدة المسرفة" التي قدمت له من العالم الخارجي، وأنه ما يزال "دولة هشة" وأن حكومته الديمقراطية نظريا ما هي إلا اندماج فضفاض لما وصفتهم بأمراء حرب بينهم عداوات متبادلة تربطهم معا الأموال الوفيرة التي يقدمها العالم الغربي، وهذا المال غالبا ما يكون له نتائج عكسية مأساوية ولا يساعد في تشكيل دولة راسخة. أما افتتاحية صحيفة تايمز فقد كتبت أن انحدار جنوب السودان في صراع قبلي هو كارثة لدولة ضعيفة. وقالت الصحيفة إن أحد الدروس الباقية من السنوات القليلة الماضية هو أن إقامة الديمقراطية مشروع صعب للغاية ومليء بالتحديات. ديمقراطية مراوغة وأضافت تايمز أن هذا الدرس الذي تم تعلمه لا ينحسر فقط في تلك الدول التي تدخل فيها الغرب عسكريا لتجد نفسها تعيش في ديمقراطية مراوغة، وهذا هو الدرس المؤسف من الربيع العربي الذي تفجرت آماله الأولية إلى صراع دموي، و"نفس الشيء يمكن أن يقال للأسف عن أحدث دول العالم جنوب السودان"، كما تقول الصحيفة. أما صحيفة ديلي تلغراف فقد أشارت في تقرير لها إلى أن قادة أفارقة عقدوا محادثات طارئة بناءة مع الرئيس سلفاكير أمس في وقت تكثفت فيه الجهود الدولية لتفادي حرب أهلية في جنوب السودان. يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي يتجه نحو تعزيز القوة الأممية في جنوب السودان، وأن المبعوث الأميركي إلى جنوب السودان دونالد بوث أعلن لصحفيين في الخارجية الأميركية عبر الهاتف أن سلفاكير أخذ أمامه "تعهدا مفاده أنه مستعد لبدء مباحثات -بلا شروط مسبقة- مع رياك مشار لإنهاء هذه الأزمة". وتبحث اليوم قمة طارئة لمجموعة دول الإيغاد بحضور رؤساء الدول في العاصمة الكينية نيروبي الأزمة في دولة جنوب السودان، وتأتي هذه القمة وسط مساع من قبل الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين في جوبا لإيجاد حلّ، كما تنوي الصين من جانبها إيفاد مبعوث إلى جوبا. المصدر:وكالات,الصحافة البريطانية,الجزيرة