سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير سوداني في السودان!..حكومة البشير تقر خريطة جديدة لا تشمل الجنوب في إنتظار توقيع الرئيس..الحدود بين الشمال ودولة الجنوب المرتقبة ستفصل عبر أعمدة خرسانية تربطها أسلاك.
في تطور يعكس توجه الحكومة في الخرطوم إلى ترتيب أمورها باعتبار أن الجنوب مضى إلى حاله، أقرت سلطات هيئة المساحة خريطة جديدة لا تشمل الجنوب ويُنتظر أن يصادق عليها الرئيس عمر البشير عقب إعلان انفصال الجنوب رسمياً. وتشير الخريطة إلى أن مساحة البلاد ستصير 1.8 مليون كيلومتر. كما تغيّرت حدود البلاد مع دول الجوار، إذ اختفت دول جارة هي الكونغو الديموقراطية وكينيا وأوغندا ونقصت حدود الشمال مع إثيوبيا وأفريقيا الوسطى وصارت حدود الشمال مع الجنوب نحو ألفي كيلومتر. وقال مدير هيئة المساحة رئيس لجنة ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها عبدالله الصادق إن ترسيم الحدود على الورق اكتمل بنسبة 80 في المئة ولا تزال هناك خلافات حول خمس مناطق، موضحاً أن الحدود بين الشمال ودولة الجنوب المرتقبة ستفصل عبر أعمدة خرسانية تربطها أسلاك. دار الحياة سفير سوداني في السودان! * خيري منصور قال وزير خارجية السودان ان أول سفير سيقدم أوراق اعتماده الى دولة الجنوب هو السفير السوداني من الشمال اذا انتهى الاستفتاء بانفصال الجنوب ، لهذا يبطل العجب من عنوان كالذي اخترناه لهذه المقالة وهو سفير سوداني في السودان ، فالمشهد العربي من أدناه الى أقصاه وبالعكس هو مشهد سوريالي ، ما كان لأي رسام أو مسرحي ساخر في القرن الماضي أن يرسمه على هذا النحو وبهذه التضاريس التي تكاد تخلو من اللون الأخضر. ان العالم العربي الذي يهدده الظمأ وتتربص به المجاعات وتتفاقم فيه نسب البطالة ويسيل على تخومه من كل الجهات لعاب الغزاة ليس لديه ما يفعله كرد فعل على كل هذا غير الانشطارات المتعاقبة والاستقلالات عن ذوي القربى التي تمزق الأحشاء وتعيد الى الذاكرة تلك الحكاية عن النساء اللواتي ادعين الطفل ونسبته كل واحدة منهن لنفسها ، الى ان حسم الأمر ذلك القاضي الحصيف عندما قال لهن بأنه سوف يشطر الطفل بالسيف عندئذ صاحت الأم الحقيقية متنازلة عن حقها بابنها كي لا يموت.. لم نعد نعرف الآن من هي الأم أو من هو الأب في هذه الوليمة الجغرافية التي لم يتبق من التاريخ الا ما يفرزه فيها من مرق وثريد هما في الحقيقة من دماء الأبناء الضارة النافعة قدر تعلقها بمتوالية الانشطار العربي يستفيد منها من يحلمون بوظائف لا تكفيهم الا اذا حدث الانشطار ، واذا كان العالم العربي قد تبادل السفراء مع بعضه منذ سايكس بيكو فهو الآن يتبادل السفراء بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه وسيكون له ذات يوم آلاف السفراء انسجاما مع مئات الرؤساء ومئات الاناشيد الوطنية والاعلام، ما من مريض في العالم سواء كان مريض موليير الكوميدي في مسرحيته الشهيرة أو المريض العربي كنسخة معكوسة لفيلم المريض الانجليزي فعل بنفسه كل هذا.. فالمصابون بالانيميا الحادة يحاولون امتصاص ما تبقى من دم في عروق بعضهم وهي ناشفة ، والمهزومون يحاولون تعويض هزائمهم بانتصارات دونكيشوتية على أصغر الاشقاء والابناء ، والمحتلون حتى النخاع يقتتلون ويأكل بعضهم البعض أحياء وموتى.. ما الذي أبقاه المشهد القومي سياسيا لرسامي الكاريكاتور وكتاب المسرح الكوميدي؟ لقد أصبح هذا المشهد بكل ما يعج به من أشباح وكوابيس ومساخر يهدد أصحاب المهن ذات العلاقة بالسخرية ببطالة مُزمنة.. اليوم سفير سوداني في السودان ، أما غدا فهو لناظره بعيد اذا لم يكن ذا خيال يستبق أياما حبلى بالمسوخ ، وهو لناظره أقرب من الأنف اذا شم رائحة الدخان القادم والغبار الذي يحجب الآفاق والشمس ، الجغرافيا العربية الآن منكوبة بعدة مقاييس والسيناريوهات المتخيلة تتنافس على الاسوأ ، لكن شهاب الدين وأخيه يقتتلان على جزرة أو بصلة ، ومن فرط بالسيادة بمعناها السياسي والدولي الدقيق يحلم بسيادة وهمية على حارة أو حتى غرفة على السطح.. العرب سفراء.. لكن في بلدانهم والقادم أعظم،،