بالرغم من التزام حكومة جنوب السودان وجماعة المتمردين بقيادة رياك مشار -النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت- بالجلوس للتفاوض من أجل وضع للحرب الدائرة في أحدث دولة في العالم، فإن ثمة مخاوف من أن يعجز الطرفان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتحوم شكوك كبيرة حول نجاح جولة المحادثات الأولى بين الطرفين المتناحرين التي تنعقد حالياً بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما كثفت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والأمم المتحدة جهودهما لاحتواء الحرب. ويشير متابعون للوضع السياسي بجنوب السودان إلى أن استمرار التحركات العسكرية ميدانياً سيقلل من فرص التوصل للسلام في الوقت القريب. مخاوف وتحذيرات وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة مايكل مكوي، إن سلفاكير قد أعلن منذ البداية أنه مستعد للحوار من أجل استعادة الاستقرار والهدوء في بعض أجزاء البلاد التي تشهد معارك ضارية بين الجيش الحكومي وجماعة رياك مشار المتمردة. وأضاف مكوي للجزيرة نت أن نجاح المفاوضات مرهون بقبول المتمردين لإعلان فوري لوقف إطلاق النار مثلما أعلنت الحكومة. وزاد قائلا "لدينا التزام أمام المجتمع الدولي والإقليمي بشأن الحوار وما زلنا ملتزمين بذلك". وكان سلفاكير ميارديت قد أعلن حالة الطوارئ في كل من ولاية الوحدة وجونقلي اللتين تعيشان أوضاعاً إنسانية معقدة وانعداماً للأمن. وتفيد تقارير بأن المدنيين في مدينة بانتيو -عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط والتي لا تزال تحت سيطرة المتمردين- يعانون من الجوع وانتشار الأمراض وغياب الخدمات الصحية. ويقول مراقبون للوضع إن إعلان حالة الطوارئ ربما يشي بأن القوات الحكومية ستواصل شن هجماتها العسكرية لاستعادة السيطرة على بانتيو. وقف العدائيات وشدد القيادي بحزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي المعارضة أنيوتي أديقو، على ضرورة أن تفضي المفاوضات إلى وقف العدائيات والاتفاق على كيفية تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين. وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الوفد الحكومي سيطرح مسألة خارطة الطريق باعتبارها إحدى أبرز القضايا في هذا الصدد. وأفاد بأن المخاوف تكمن في ألا يكون رياك مشار قادراً على السيطرة على قواته في الميدان والتي تتشكل من قبيلة النوير التي ينتمي إليها، الأمر الذي سيقلل من فرص الاتفاق على وقف إطلاق النار، على حد تعبيره. وكان الوفد الذي يمثل مشار قد وصل إلى أديس أبابا للمشاركة في المفاوضات، ويتألف من ثمانية أشخاص أبرزهم تعبان دينق -حاكم ولاية الوحدة المقال- وحسين مار -نائب حاكم جونقلي- بالإضافة إلى الدكتور ضيو مطوك، رئيس مفوضية شؤون العاملين بحكومة جنوب السودان. ويترأس نيال دينق وفد حكومة جنوب السودان الذي يضم أيضاً كلاً من وزير الإعلام مايكل مكوي، وبشير بيندي -نائب وزير الخارجية- وحاكم شمال بحر الغزال فاول ملونق إلى جانب زعيم المعارضة الدكتور لام أكول. ويرى الصحفي والمحلل السياسي، أجو لول، أن الجانبين تعرضا لضغوط دولية وإقليمية مكثفة في الأيام القليلة الماضية. ورجح أن تنتهي المفاوضات في وقت وجيز إذا اتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار. واعتبر لول أن ما يقلق المتابعين لمجرى الأحداث في جنوب السودان هو استمرار القتال والتنافس على المدن الإستراتيجية مما يزيد من مضاعفة أعداد الضحايا المدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، الأمر الذي يؤدي لتقويض فرص الحوار، بحسب تعبيره. المصدر:الجزيرة