رفض وزير الإعلام لحكومة جنوب السودان، مايكل مكوى، ما اعتبره "الضغوط" التى يمارسها المجتمع الدولى على رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، واعتبر ذلك "ازدواجا فى المعايير". جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده مكوى صباح اليوم "الأحد" بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأعلن فيه عدم قبول حكومته بإطلاق سراح المعتقلين، واعتبره شرطا مسبقا للمفاوضات مع مجموعة ريك مشار (النائب السابق لرئيس جنوب السودان) التى وصفها بالمتمردة. وطالب مكوى ب"تقديم المعتقلين إلى محاكمات وتحقيق على ما ارتكبوه من جرائم فى حق الشعب والحكومة فى محاولتهم تقويض الحكومة الدستورية". ووصف وزير إعلام جوبا ما يقوم به ريك مشار بأنه "أطماع شخصية تؤدى لتدمير الديمقراطية باستخدامه للقوة ونحن لن نسمح بذلك"، معتبرا أن "الخلاف مع مجموعة ريك مشار ليس خلافا حزبيا، والخلافات الحزبية تحسم داخل الحزب ولها آلياتها، ولو كان الأمر كذلك لما احتجنا للحضور إلى أديس أبابا"، ولم يتسن الحصول على تعليق فورى من مشار. واعتبر مكوى حضور وفد حكومة جنوب السودان (وهو أحد أعضائه) إلى العاصمة الإثيوبية "تنازلا من أجل الوصول إلى سلام". ونفى مكوى فى حديثه وجود قوات أوغندية تقاتل إلى جانب قوات حكومة جنوب السودان؛ قائلا: "نحن لسنا فى حاجة إلى قوات خارجية تساعدنا وقادرون على حسم التمرد". وتابع أنه "فيما يختص بالحوار يجب أن نفرق بين وقف العدائيات ووقف إطلاق النار والمعروف أن وقف إطلاق النار يسبق الحوار". وبدأت الأزمة فى جنوب السودان، منتصف الشهر الماضي؛ عندما اندلع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسى فى جوبا، ثم امتد فى أنحاء الدولة، التى انفصلت عن السودان عام 2011، بعدما اتهم رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت نائبه المقال ريك مشار بالتخطيط لانقلاب عسكرى لإسقاطه. ووفقا لبعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام فى جنوب السودان (يوناميس)، قتل أكثر من 1000 شخص، ونزح 122 ألفا على الأقل عن ديارهم، فيما لجأ 63 ألفا آخرون إلى قواعد الأممالمتحدة فى البلاد منذ اندلاع القتال، الذى تشوبه، على نحو متزايد، أعمال عنف عرقى. وأعلنت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، مساء أمس السبت، فى بداية مؤتمرها بأديس أبابا انطلاق المفاوضات المباشرة بين طرفى الصراع فى دولة جنوب السودان. وكالات