كشفت مصادر مقربة من رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان المقال الذي يقود التمرد ضد الرئيس سلفاكير ان الولاياتالمتحدة قد أبلغت مشار رسميا انها غير موافقة على مبادرة ايغاد في جنوب السودان حيث أشرفت المنظمة أمس على مفاوضات سلام بين الطرفين المتحاربين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وقالت المصادر ان واشنطن سحبت المصداقية من مبادرة ايغاد بعد ارسال الرئيس الاوغندي موسفيني قوات عسكرية مدعومة بطائرات تقاتل الى جانب قوات سلفاكير في جنوب السودان. واوضحت المصادر في تصريحات من اديس أبابا التي تشهد مفاوضات بين ممثلين عن سلفاكير ومشار ان واشنطن تفضل وساطة افريقية لدول لا حدود ومصالح لها مع جنوب السودان . وقالت المصادر ان واشنطن تفضل وساطة نيجيرية جنوب افريقية للتوصل الى تسوية في جنوب السودان. واوضحت المصادر ان الازمة في جنوب السودان لا تحتاج ارسال قوات من ايغاد للاشراف على وقف اطلاق النار لان قوات الاممالمتحدة البالغ 6 الاف عسكري اذا تمت مضاعفتها فان بامكانها القيام بهذه المهمة. على صعيد متصل انضم مبيور نجل جون قرنق الزعيم الراحل للحركة الشعبية الذي قتل في حادث تحطم طائرة قبل انفصال جنوب السودان. من جانبه أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أمس ان مشاورات تجري بين الخرطوموجوبا لنشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة جنوب السودان، مشيرا الى ان جوبا هي التي اقترحت نشر هذه القوات. فيما قالت المصادر ذاتها الزمان حول ارسال قوات سودانية للقتال ضد قوات مشار في الجنوب ان البشير يخشى من التدخل الوغندي في جنوب السودان حيث توجد مكاتب لحركات متمردة عدة على حكمه في العاصمة الاوغندية كمبالا وهي مدعومة من موسفيني . وقالت ان البشير تعهد لسلفاكير ارسال فرقتين عسكريتين وطائرات بعد انسحاب القوات الاوغندية التي تقاتل ضد قوات مشار حاليا في جنوب السودان. واوضحت المصادر ان البشير عرض على سلفاكير ارسال قواته الى دولة السودان شرط انسحاب القوات الاوغندية التي تقاتل حاليا على الأرض. واضافت المصادر ان قوات مشار تسيطر على آبار النفط وليس بمقدور البشير مع قوات سلفاكير حمايتها. وقال كرتي للصحافيين لدى عودته الى مطار الخرطوم من جنوب السودان حيث رافق الرئيس عمر البشير في زيارته الى جوبا ان السودان وجنوب السودان يتشاوران حول نشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة الجنوب وذلك بناء على طلب من الجنوب . واضاف ان التشاور بين الدولتين يجري على نشر قوات في كل المواقع التي تحتاج لمراقبه بما في ذلك الحدود بين الدولتين. وقام البشير أمس بزيارة الى جوبا التقى خلالها نظيره الجنوب سوداني سلفا كير الذي تخوض قواته منذ ثلاثة اسابيع معارك مع متمردين موالين لخصمه نائبه السابق رياك مشار. واضاف كرتي انه بناء على طلب وزارة النفط بدولة الجنوب سيتم ارسال 900 من الفنيين السودانيين للمساعدة في تشغيل حقول نفط الجنوب وهؤلاء الفنيين الان يتأهبون وفي انتظار بعض الترتيبات للمغادرة الى هناك . وتزامنت زيارة الرئيس السوداني مع بدء محادثات سلام مباشرة بين حكومة الجنوب والمتمردين، وذلك في اديس ابابا. وكان البشير قال لدى وصوله الى جوبا للقاء سلفاكير ان السلام والامن يجب ان يسودا في جنوب السودان. ان الهدف من زيارتنا هو حمل السلام الى جنوب السودان والى اشقائنا وشقيقاتنا الجنوب سودانيين. ان علاقتنا هامة جدا . ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية سونا عن البشير قوله ان السودان مستعد لتقديم اي دعم للحل السلمي لازمة جنوب السودان . وشدد وزير الخارجية السوداني على ان بلاده ليست لديها وساطة منفصلة عن وساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي تجري في اطارها مباحثات بين الفرقاء الجنوبيين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا منذ السبت الماضي. وقال كرتي ان السودان ليس لديه مبادرة منفردة لحل النزاع في الجنوب وانما يعمل في اطار مبادرة دول الايغاد . وانفصل جنوب السودان عن السودان قبل سنتين ونيف لكنه بقي شريكا اقتصاديا هاما. واختتم الرئيس السوداني زيارة قصيرة لدولة جنوب السودان استغرقت ساعات عدةعقد خلالها قمة مغلقة مع سلفاكير تناولت الاحداث التي تشهدها هذه الدولة في الآونة الاخيرة . وأكد البشير في تصريحات له قبيل مغادرته جوبا حرصه علي استقرار دولة الجنوب السودان ، مبينا ان زيارته لها تأتي في اطار حراك دول الجوار لتدارك واحتواء الوضع الامني في الاقليم والمحافظة علي استقرار الاوضاع في الجنوب . وجدد رفض السودان ان تكون هنالك مشاكل واضطرابات في الجنوب ، وقال موقفنا متسق مع موقف مبادرة الايقاد الافريقية لتسوية الازمة ، مشددا علي اهمية وقف العنف والقتال والاستفادة القصوي من التجارب السابقة وعدم تكرار سيناريو الحرب الاهلية التي استمرت لفترة طويلة . وتابع الرئيس السوداني قائلا من هذا المنطلق نرفض رفضا قاطعا دعم اية حركات مسلحة مناوئة تزعزع الامن والاستقرار في دولة جنوب السودان ، كاشفا عن قيامه بتوجيه السياسيين والعسكريين في بلاده بفتح بوابة السودان لاستقبال اللاجئين الجنوبيين ومعاملتهم معاملة حسنة باعتبارهم مواطنين عاديين . واضاف إن اتفاق الحريات الاربع الذي وقع بين الدولتين تم تطبيقه نتيجة للازمة الحالية التي تمر بها دولة جنوب السودان ، متعهدا بأن تبذل الخرطوم كل مافي وسعها لتقديم العون والمساعدات لدولة الجنوب في كافة المجالات لتتجاوز الازمة الراهنة وتعود الاوضاع لطبيعتها . وحذر البشير في تصريحاته من خطورة إطالة أمد الصراع ونتائجه الوخيمة علي المنطقة ، وطالب بتسريع التسوية واحتوائها في اقرب فرصة ممكنة ، منوها إلى المخاطر التي نجمت حتى الآن جراء الصراع الراهن . من جانبه اكد رئيس دولة جنوب السودان اهمية الدور السوداني في استعادة الاستقرار لبلاده ، مشيدا بالدور الكبير الذي لعبته الخرطوم لنزع فتيل الازمة . وقال اتفقت مع الرئيس البشير علي الحلول السلمية ونبذ العنف والاحتراب وان يكون الحل في الاطار الافريقي وفق الاسس والاطر المتفق عليها . وجدد رفضه لفرض اية شروط مسبقة ، وقال إنه يمكن ان يطلق سراح المعتقلين دون ان يكون ذلك شرطا ملزما له في المفاوضات . وأكد سلفاكير أهمية الدخول في المفاوضات المباشرة ومناقشة اجندتها وجداولها الزمنية والتعرف علي مجريات مساراتها بدل التعنت الذي لايجدي في حل الازمة ، مبديا حرص جوبا علي استدامة السلام الداخلي والاقليمي . يشار الي ان الرئيس البشير رافقه في هذه الزيارة وزراء الخارجية والدفاع والنفط ورئاسة الجمهورية ومدير جهاز الامن والمخابرات الوطني. الزمان