مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحث سوداني يدعو إلى وضع السودان تحت الانتداب التركي.. قبله طالبت الدكتورة احلام حسب الرسول بعودة الاستعمار الى بلدها السودان.؟ وسوار الذهب يقول : أتمنى أن نعود تحت التاج المصري..
نشر في الراكوبة يوم 13 - 01 - 2011

دعا الباحث في الشؤون الأفريقية المحلل بهيئة الإذاعة البريطانية وقناة الشروق؛ عمار السجاد، إلى وضع السودان تحت الانتداب التركي واتهم القوى السياسية المعارضة والحكومية بالفشل في إدارة الحكم والاستفادة من موارده الاقتصادية الضخمة. وقال السجاد الذي نال درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم السياسية من جامعة النيلين ل(الأهرام اليوم) أمس الأربعاء: «لقد فشلت الأحزاب كلها في الحفاظ على وحدة السودان، ولكي نحافظ على ما تبقى من الوطن علينا العمل بنظرية «الاستعمار الحميد» ونتقدم بطلب انتداب لحكم السودان من قبل تركيا التى لها سابق تجربة في إدارة شؤونه، بخلاف أنها تطورت سياسياً بانتهاجها الديمقراطية ومراعاة حقوق الإنسان وتمتعها بعلاقات خارجية». وأضاف بالقول: «لكن هل من الممكن أن توافق تركيا بحالتنا هذه»؟ وتشير (الأهرام اليوم) إلى أن نظرية «الاستعمار الحميد» هي من بنات أفكار المفكر والكاتب الأفريقي البروفيسور «علي المزروعي» مدير معهد الثقافة العالمية بجامعة «بنغامتون» في نيويورك، أستاذ العلوم الإنسانية بالجامعات الأمريكية لحل مشكلات القارة الأفريقية.
الاهرام اليوم
هذا الحوار نشر بصحيفة الشرق الاوسط - العام قبل الماضي :
صحيفة الشرق الاوسط : مراسل الصحيفة استطاع اجتياز اسوار مصحة للامراض النفسية فى الخرطوم واجراء حوار طويل مع وجه سودانى اثار ضجة كبيرة فى الاونة الاخيرة .. اللقاء مع الدكتورة/ احلام حسب الرسول وهى استاذة تاريخ فى واحدة من الجامعات السودانية , وهى نفسها التى اعلنت عن تشكيل تنظيم سياسى جديد يطالب بعودة الاستعمار الى بلدها السودان , السلطات السودانية اودعتها فى مصحة للامراض النفسية والعصبية بعد اسابيع قليلة من اعلانها عن حركتها السياسية التى اطلقت عليها اسم حركة (حمد) وهى اختصار ل حركة المطالبة بانتداب دولى
الى مضابط هذا الحوار الجرىء .
* تطالبين يا دكتورة بعودة الاستعمار الى بلادك هل هذا حديث انسان عاقل ؟ .
- وهل ما حدث فى هذا البلد منذ الاستقلال حتى الان هو من فعل انسان عاقل ؟ .. عندما اطالب بوضع بلدى تحت الانتداب الدولى فهذا يعنى خبرات اجنبية تفيد وتستفيد وتصبح تحت اشراف ورقابة محاسبية دولية .. تضع هى الدستور والقوانين وتشرف على توفير فرص العمل والصحة والتعليم والبنيات التحتية .. اقول لك لا فرق بين حزب الامة والمؤتمر الوطنى والشعبى والاتحادى و17 نوفمبر و25 مايو و30 يونيو ... كلهم واحد وكلهم استفادوا من خيرات هذا الوطن .. يسكنون فى ارقى مناطق الخرطوم وابنائهم تعلموا فى ارقى جامعات الخارج .. لديهم مزارع واراضى وحسابات فى بنوك الخارج .. من اين ؟ .. وبعضهم عاطل تماما عن العمل !!! من اين يصرف فلان وعلان , ما هو مصدر دخلهم .. تجد عندنا الزعيم السياسى يركب عربة ثمنها ربع مليون دولار وهو لم يعمل فى حياته عمل معروف للجميع .. يسافر الزعماء عندنا الى لندن وباريس وواشنطن كل شهر وشهرين من اين ؟ .. انا استاذة جامعية منذ عشر سنوات وانا اعمل واجد صعوبة فى توفير ثمن رحلة علاجية الى القاهرة .. والدى عمل اكثر من اربعين عاما ولم يستطع شراء بيت إلا فى حى شعبى .
هذه العصابة يجب ان ترحل فورا .. كلهم , كلهم دون استثناء .. وضع السودان تحت الادارة الاجنبية هو الحل الوحيد لوقف هذا النهب .. لهذا قالوا ان هذه الدكتورة مجنونة .
* عفوا دكتورة هناك اتهام اخر بالعمالة , وسؤال لماذا ظهرت هذه الدكتورة هكذا فجأة ولم تتحدث غير الان .. يعنى انت لم يكن لديك اى نشاط سياسى معروف وظهرت دون أى مقدمات وبشكل مثير للجدل .
- صحيح .. لكننى اتابع بدقة ما يدور ومنذ زمن بعيد بحكم اهتمامى بالتوثيق لما حدث ويحدث .. وقد حان اوان الكلام .. اما حكاية العمالة والجنون , فهى تدل على رعب هؤلاء من الفكرة .. صدقنى حركة (حمد) امتدت فى الجامعات والمعاهد العليا بصورة ادهشتنى انا شخصيا .. شعرت العصابة بخطورة ما اطرح ولذلك كان هذا الهجوم ووضعى فى مصحة للامراض النفسية واشعر انهم يريدون تصفيتى جسديا .. ما هو مفهوم العمالة ؟ .. هم من باع البلد سرا ودفنوا فيها نفايات ذرية .. انا خرجت للعلن .. يا دول العالم المتقدم ويا اصحاب الاستثمارات ويا شركات العولمة الضخمة نحن نريد ان نأكل ونشرب ونعيش فى سلام وان يتم احترام ادميتنا , اذا كنتم تستطيعون ذلك تعالوا واحكمونا فى ظل عدم فساد وعدم تلويث للبيئة .. نريد للراسمالية الحقيقية النظيفة ان تاتى وليس تلك الفاسدة .
* والسيادة الوطنية يا دكتورة ؟ .
- ماذا فعلت لنا هذه السيادة يا محترم ؟ هناك كلمات فى القواميس اخذت قدسية وبريق وطهارة ليست فيها مثل استقلال و سيادة وطنية وقطعة قماش يطلقون عليها اسم (علم) .. كل هذا استهبال فاضح وواضح .
درسنا تاريخ مزور وزائف .. شخصيات فاشلة اصبحت فى التاريخ شخصيات عظيمة وصناع استقلال
احكى لك حكاية طريفة , ذات مرة وانا استعد لتحضير رسالة الماجستير حاولت الكتابة عن واقعة اغتيال الامام (محمد احمد المهدى) على يد خليفته (عبدالله التعايشى) .. هناك اقوال حول هذا الموضوع وحول تسميم (المهدى) بعد ستة اشهر من سقوط الخرطوم .. لن تتخيل حجم المضايقات والتهديد بعدم اجازة الرسالة و عرفت عندها انهم يريدون الاحتفاظ بهذا التاريخ المزور من اجل حاضر هو ايضا زائف وغير حقيقى ..
نحن فى السودان نريد حياة رفاهية ورخاء .. نريد مثل مخاليق الله مترو انفاق وسكك حديدية على طراز رفيع وتصنيع غير ملوث للبيئة ومواصلات عامة شبه مجانية ومستشفيات انسانية حديثة فى متناول الجميع .. اما حكاية السيادة الوطنية والقرار الوطنى فهى من اجل ان يظل من كان ينهب اجداده هذه البلد منذ 1956 ان يواصل هو وابنائه واحفاده نهبها الى قيام الساعة .
* عودة الاستعمار يا دكتورة التاريخ هو الحل ؟ .
- لو كان لديك اقتراح او حل اخر انا على استعداد لسماعه .. قلت لك هناك كلمات اخذت عكس معناها واحدة منها كلمة استعمار .. ماذا قدم لنا الانجليز ؟ هم نقلونا الى مشارف القرن العشرين .. قدموا لنا سكك حديد .. قدموا لنا تعليم مدنى راقى .. قدموا لنا افضل جهاز خدمة مدنية فى افريقيا .. ازدهرت فى ظلهم المشاريع الزراعية وفنون الغناء والشعر والصحافة الورقية .. عرفت الاسواق معنى النظام والتسعيرة .. عرف السودانى معنى احترام حقوق الحيوان .. الاستعمار هو الذى خلق السودان الحديث .
اقول لك ان الانجليز قد خلقوا السودان الحديث .. كان هناك استقرار حقيقى للمواطن السودانى .. اهتموا حتى بتدريس (الدايات) حتى لا تعانى المرأة السودانية عند الولادة او تموت .. الاستعمار هو الذى حارب عادة الخفاض الفرعونى بقوة وشدة .. الانجليز يا سيدى قدموا خدمات جليلة لهذا البلد وحاربوا مفهوم عدم تعليم الفتاة السودانية .. تعرف انا شخصيا كانثى سودانية انحنى احتراما للمستعمر الانجليزى..
انظر للجانب الاخر من الصورة .. ماذا قدمت (المهدية) للسودان ... اهانوا المواطن اهانة يومية ومتعمدة وتعاملوا بعنصرية وعنجهية ضد ابناء ا لشمال .. حاولوا خلق توازن عرقى فى المركز قسرا بنقل اناس من غرب السودان الى امدرمان بالقوة والعنف (رغم رفضهم!!!)
ادخلوا البلد فى حقبة من الدروشة والغيبيات الدينية والدماء والفقر والجوع واحتقار بدوى ارعن للمرأة السودانية واعتبارها مجرد اداة للمتعة الجنسية .. تخيل انهم ارادوا هزيمة مصر بواسطة جيش جائع مما يدل على غباء عسكرى شنيع وكانت مجزرة يتحملون هم تبعاتها .. لم تقدم (المهدية) اى انجاز على الارض سوى خرافة (السيادة الوطنية) .. لم تقدم غير الصلوات الاجبارية ومن كان يتخلف عن ذلك كان يتم جلده جهارا امام الناس - اى مذلة واى عار هذا - .. هذه هى انجازات الوطنيين فى بلدى .. ومع ذلك مطلوب منى وانا اشاهد كلية غردون التذكارية والسكة حديد ومشروع الجزيرة وشارع النيل والقصر الجمهورى ومبانى كل الوزارات والبنوك ومشاريع الرى المختلفة وتخطيط الخرطوم والخرطوم بحرى وامدرمان - قبل تدميره بواسطة عصابة الاحزاب فيما بعد - والكبارى المختلفة ومجموع القوانيين العلمانية الرائعة التى شرعها المستعمر والتى تحترم حق الانسان والحيوان .. مطلوب منى بعد كل هذا ان اقول للطلبة عندى فى الجامعة ان الانجليز هم مجموعة من اللصوص والاوباش .
افزع لو تخيلت فرضية ان دراويش (المهدية) قد انتصروا فى (كررى) وهزموا الانجليز .. تخيل كيف سيكون الوضع ؟ ونحن نلبس جلابيب مرقعة وسبحة ضخمة تتدلى من اعناقنا ويتم (طهور) اى اجنبى متواجد فى الوطن مثل ما فعلوا مع (سلاطين باشا) ومن يتعاطى التمباك (تبغ شعبى) يتم جلده وسجنه .
الانجليز هم اصحاب الفضل فى التنوير والتثقيف العقلانى والحداثة للعقل السودانى ويجب الاعتراف بذلك .. معهم وبهم عرفنا معنى احبار المطبعة .
لك ان تتخيل ان فترة السيادة الوطنية فى (المهدية) كان الرجل الاول فيها يتحدث عن ان الله وملائكته لم يكن لهم هم غير الوقوف بجواره فى حروبه الغبية شرقا وشمالا !!! فى الوقت الذى كان العالم يستيقظ فيه نحو النهضة والعقلانية كان غارقا فى خزعبلات ما وراء الطبيعة وهو يغرق البلد فى حمامات دم ويرسل القادة ابناء الشمال للموت حتى يتخلص منهم .. (عبدالله التعايشى) هذا هو اعظم ديكتاتور سودانى وهو الذى وضع اساس التفرقة العنصرية فى السودان .
بعد الاستقلال انعكست الاية واصبح الاقصاء من السلطة يتم بواسطة ابناء الشمال ضد ابناء الغرب والجنوب والشرق .
الشخصيات الوطنية - وهو تعبير مهذب لعدم وطنيتهم الظاهرة - كانت شخصيات عقيمة همها الاول ممارسة لعبة تحالفات الكراسى .. فتحوا الطريق للراسمالية الطفيلية لامتصاص دم الشعب .. كانوا مهرجى سيرك اكثر من كونهم ساسة ناضجين .. اجهضوا مع سبق الاصرار والترصد كل انجازات الاستعمار الوطنى اكثر منهم ... حافظوا بكل همة على امتيازاتهم ولمعانهم السياسى والشخصى .. وسخوا ثوب الخدمة المدنية التى كانت فى انضباط ساعة (بيج بن) الشهيرة فى لندن .. كانت بداية وطنيتهم القذرة بمذبحة عنبر (جودة) .. كان لدينا ايام الاستعمار الانجليزى الراقى والرائع معا قطار ياتى بالدقيقة والثانية والان وبعد كل هذه السنوات من السيادة الوطنية الجوفاء والخرقاء والحمقاء - هذه ثلاثية هجائية - من الممكن ان تنتظر القطار السودانى عشرين ساعة وفى النهاية لا ياتى لك .
نحن شعب فاشل .. هذه حقيقة .. شعب لا يعرف كيفية إدراة دولة عصرية حديثة .. وهذه حقيقة اخرى ..
النخبة السودانية فى الحكومة والمعارضة نخبة فاسدة ومفسدة تعفنت ولا احد يريد دفنها حتى نمنع انتشار الجراثيم والبكتريا .. هؤلاء يا سيدى فى الحكومة والمعارضة على استعداد لبيع (لباسات) امهاتهم الداخلية من اجل منصب وزارى وحفنة من الدولارات الخضراء
هم ساقطون فكريا ووطنيا .. لو نظرت لهم ولتاريخهم ووضعهم المادى ستعرف كم هم فاسدون
هناك واقسم بالله على ذلك من تأكل خيولهم (الزبيب) وهو بلا عمل او مصدر دخل معروف .. من اين ؟؟؟؟ .. توزيع ادوار سخيف نحن معارضة وانتم حكومة و غدا العكس .. وفى الحالتين تأكل خيولهم (الزبيب) بينما يموت نصف الشعب جوعا فى الغابات والصحارى وارصفة المدن الاسمنتية .
ليس هناك عيب على ما اعتقد ان نذهب للمجتمع العالمى ونقول له نحن فشلنا تعالوا ساعدونا.
انظر الى (اليابان) هى نهضت من ركام الرماد الذرى .. (المانيا) نهضت من وسط انقاض الحرب الكونية الثانية .. (الصين) نهضت وهى صاحبة اعلى معدل كثافة سكانية .. عندنا هنا مياه وانهار واراضى خصبة وهناك جوع قاتل وعطش فى غرب السودان وشرقه واطراف العاصمة .. اى مهزلة واى وطنية وسخة هذه!!!!!!!!!!!!! هل بعد هذا مطلوب منى ان احب واقدس (اسماعيل الازهرى) مثلا او (محمد احمد المحجوب) !!!!! .
عندما اطالب بوضع السودان تحت الاشراف الدولى فهذا يعنى نقل السودان الى مشارف القرن الحادى والعشرين .. ومن اجل مصلحة اجيال المستقبل .
معا من اجل ا لغاء التوكيل الباطل وغير الشرعى والمزور لوكلاء المافيا الوطنية الذى انتزعوه عنوة واقتدارا منذ 1956 .
* وهل يعنى ذلك يا دكتورة ان الانجليز كانوا يعملون من اجل خاطر عيون السودان فقط ؟.. وانهم قطعوا كل تلك المسافة الطويلة فقط من اجل صناعة سودان رائع ؟ انت تعرفين معلومات لا احد فى العالم يعرفها ! .
- سوف اتغاضى عن روح السخرية والاستهزاء .. ارجو ان تعاملنى باحترام .. انا اطرح افكار قابلة للنقاش .. ارفض قلة الادب فى الحديث معى .. انا استاذة جامعية تذكر هذا.
* اعتذر بشدة دكتورة .. اعتذر لم اقصد التهكم .. اسف جدا .
- ok لو تابعت حديثى جيدا لما كنت قد طرحت هذا السؤال .. اعلم ان فن السياسة وغابة المصالح الاقتصادية مجال لا علاقة له بالحب والكراهية هذا تفكير شرقى ساذج .. انا مدركة تماما ان الانجليز وصلوا السودان من اجل مصلحتهم هم فى المقام الاول - تذكر ان رسالتى للدكتوراة هى فى تاريخ السودان الحديث - وانا ضد تزوير التاريخ .. ولكن هم فى المقابل قدموا لنا بمعنى ان المنفعة كانت متبادلة tit for tat .. لم يستفيدوا وتركونا فى العراء كما فعلت الحكومات الوطنية عسكرية كانت ام مدنية .. الانجليز حافظوا على البقرة التى تحلب لهم .. الاحزاب والعسكر قالوا انا ومن بعدى الطوفان .
اتحدى اى مؤرخ ان يذكر اسم ادارى انجليزى تربح من منصبه اثناء خدمته فى السودان .
اقول وضع السودان تحت الاشراف والادارة الكاملة الاجنبية وفى المقابل عليهم خلق دولة عصرية وخطوط جوية منضبطة ومستشفى على النمط الغربى الحديث وتعليم حقيقى جاد يرتبط بخطط تنموية وغذاء صحى وفرص عمل وحرية تعبير وتصنيع غير ملوث للبيئة وفى المقابل عليهم الاستفادة ايضا من خيرات وثروات البلد الظاهرة والمخفية .. يعنى باختصار خد وهات
اعتبرنا يا سيدى فريق كرة قدم كبير والسودان هو دار هذا النادى ونحن جلبنا مدير فنى اجنبى ليصنع لنا بطولة بين شعوب الارض وفى المقابل ياخذ هو راتب مجزى - هذا مثل لتوضيح الفكرة - .
* يعنى الصراع بين حزب الامة مثلا والاتحادى الديمقراطى والمؤتمر الوطنى والشعبى والحركة الشعبية هو فقط تمثيلية كبيرة .
- لا .. لا .. هو صراع حقيقى فى لحظات تاريخية معينة .. لكن ليس من اجلنا طبعا بل من اجلهم هم ومن اجل مصالحهم الاقتصادية .
يا جماعة نريد الاكل معكم والانقلابات العسكرية تقول ( ح أكل براى) بمعنى سوف التهم الثروة والقرار الاقتصادى وحدى .. هذا هو جوهر الصراع .. حول مائدة نهب خيرات الوطن
عندنا مثل فى السودان يقول (يا فيها يا افسيها) هذا هو شعار الاحزاب والمؤسسة العسكرية منذ ايام (مؤتمر الخريجين) .
طبعا يضيع فى هذا الصراع صغار اعضاء احزاب هذه المافيا وهم من يدفع ثمن الاعتقال والتعذيب والتشريد من الخدمة المدنية .
الكبار لا يلمسهم احد على الاطلاق بصورة قد تودى الى ان يفقد حياته .
ستجد فى كل فترة شعار مضحك للغاية هو شعار توحيد الجبهة الداخلية والمقصود به المشاركة فى الغنيمة بعد اليأس من الاسقاط .. وكذلك شعار توسيع مواعين السلطة .. كلها (فنجطة) استهبال واشتهاء لصنع قرار اقتصادى يصب مباشرة فى جيوبهم .. فعلوا ذلك مع (نميرى) وقبله مع (عبود) والان مع (30 يونيو) .. وحتى ايام جمعياتهم التأسيسية كان جوهر الصراع حول القرار الاقتصادى وحول الية اتخاذ هذا القرار .
هذه مافيا ارتبطت مع بعضها البعض بالمصاهرة والصفقات المشبوهة و (بيزنس) تحت (التربيزة) ..
احيانا اضحك عندما اجد من يكتب ان ناس زمان كانوا يضحكون مع بعضهم خارج البرلمان ويشتمون بعضهم داخله .. طبعا المسكين يظن ان هذا قمة الوعى ... هو طبعا وعى ولكنه وعى انهم مافيا فى نفس القارب ومهما كان الاختلاف فان المصالح الاستراتيجية هى فى النهاية واحدة .
بعد سقوط اى حكومة عسكرية لا احد فى الاحزاب يفتح ملف الفساد .. لماذا ؟؟ لانهم هم ايضا فاسدون .. هناك اتفاق غير مكتوب بينهم ولكنه اصبح عرف سائد واصبح ملزم لهم اكثر من الدستور نفسه .. يا عسكر لا تفتحوا ملفات فسادنا عند استلامك السلطة بعد انقلاب عسكرى ونحن لن نفتح ملفات فسادكم بعد سقوطكم بعد عمرا طويل على يد انتفاضة شعبية ..
حتى بين صفوف الاحزاب الوطنية لا احد يتكلم عن فساد احد فى الحزب الاخر !!! .
هم لا يريدون سيادة روح وذهنية محاربة الفساد .. مافيا تعرف كيف تحمى نفسها جيدا يا عزيزى ..
* سؤال خاص اعتذر عنه مسبقا .. شقيقتك الوحيدة (ميرفت حسب الرسول) ذكرت فى صحف الامس انك مريضة نفسيا منذ فترة طويلة .. وانتى تقولين ان قرار ايداعك المصحة هو قرار سياسى ؟
- هذا جانب من هلع المافيا من افكارى السياسية ... هم ارادوا محاكمتى بتهمة الخيانة العظمى ولكنهم ادركوا حجم ضغوط منظمات حقوق الانسان .. اخترعوا حكاية مرضى النفسى حتى افقد اى تعاطف داخلى معى .
عن شقيقتى (ميرفت) هى شقيقتى الوحيدة كما ذكرت وانا احبها جدا .. هى فى النهاية موظفة بنك حكومى وعندها التزامات مادية تجاه ابنائها , ربما هددوها بالفصل .
اعيش فى حى شعبى هو حى (ابوروف) والجميع يعرف الجميع هناك من الممكن ان تسألهم انا لم اعانى من اى مرض نفسى طيلة حياتى .. افترض معك اننى مريضة نفسيا , اليس من حق المريض النفسى ابداء وجهات نظر فى السياسة والتصويت فى الانتخابات ؟ وتاسيس حركة سياسية ؟ .. اعتقد ان وضعى هنا هو تمهيد لتصفيتى جسديا بعد فترة .
* هناك يا دكتورة احزاب وحركات بدات تظهر على حياء هل هناك أمل ؟ .
- لا .. لا .. لا .. لا اعتقد ذلك .. تاريخ السودان الحديث فيه عشرات المحاولات لانشاء فعاليات سياسية .. انتهت للاسف اما بالارتماء فى احضان احزاب المافيا الكبيرة .. او بمغادرة البلد واعتزال السياسة .. او الذوبان فى بحور المعيشة وتربية الابناء .. او حتى الجنون , ولا اقصد نفسى طبعا (تضحك بعمق) ..
o ظرتى سليمة النخبة السودانية فاشلة بالثلاثة والسوس ينخر فيها .. وضع السودان تحت الانتداب الدولى هو الحل الناجع لوقف نزيف الدم والجوع..
يجب امتلاك شجاعة طرد كل الممثلين من على خشبة المسرح (كفاية لحدى كده) وتسليم المفاتيح لخبرات اجنبية مشهود لها بالكفاءة فى علوم الادارة .
* جميع الاحزاب تخلت عنك وعن قضية احتجازك فى مصحة نفسية .
- المافيا لا تدافع الا عن اعضائها فقط .. هذا قانون معروف .
* انت تشتمين الشعب السودانى .. هل هناك عاقل يشتم شعبه ؟ .
- انت كررت كلمة عاقل كثيرا .. وانا اكرر لك انا عاقلة تماما .. انا لا اشتم. انا اشخص الحالة .. نخبة فاشلة وشعب لم يستطع خلق نخبة بديلة طيلة خمسون عاما ولن يستطيع اذا هو شعب فاشل وغير قادر وعاجز .. اين الشتيمة هنا ؟ .
* هناك ساسة ماتوا فقراء ؟ .
- صحيح .. هم لم يفهموا قواعد اللعبة التى تدور فى الخفاء والعلن .. وفى النهاية ماذا فعلوا ؟ اين هى انجازاتهم ؟ .
* فى الختام كلمة اخيرة لمن ؟ .
- للذين فعلت هذا من اجلهم .. صلوا من اجلى .. انثروا زهور الريحان على قبرى .. احب الريحان وكتب التاريخ .. واحبكم .. صلوا من اجلى احتجازي فى مصحة نفسية .
سوار الذهب : كنا دولة واحدة تحت التاج المصرى وأتمنى أن نعود كما كنا
http://www.alrakoba.net//news.php?ac...w&id=10083


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.