اقتحمت مجموعة من حوالي (25) شخصاً من عناصر القوات المسلحة قسم شرطة الصافية ببحري واعتدت بالضرب على مجموعة من عناصره، ومنهم رئيس القسم، وقامت المجموعة بتحطيم بعض ممتلكات القسم بما فيها جهاز حاسوب يتبع لمكتب التحريات. وقع الهجوم مساء أمس الأول حينما حضرت عربة ملاكي وأخرى دفار تقل مجموعة من عناصر القوات المسلحة كانوا يرتدون الزي الرسمي وعدد منهم بالزي الملكي وهبطوا من الدفار ودلفوا إلى القسم وأحدثوا ضجة. تفاصيل القصة أفاد شهود عيان بأنه وعقب أذان المغرب كان القسم هادئاً، وكان أفراده يزاولون عملهم بصورة اعتيادية، وهناك أعداد قليلة من المواطنين الذين يحملون عرائض لتدوين بلاغاتهم أو الذين بصدد إكمال تحرياتهم، فإذا بعربتين إحداهما صغيرة والأخرى دفار تقل مجموعة من منسوبي القوات المسلحة حسب الزي الذي يرتدونه يهبطون من سيارتهم ويتجهون ناحية القسم ودلفوا إليه فوجدوا عناصر الشرطة في الكاونتر، وكان المتحرون يمارسون عملهم فطلبوا منهم مقابلة (3) متهمين محبوسين هم من منسوبي القوات المسلحة. في بادئ الامر كانت قوة القسم تنوي السماح لهم بمقابلتهم، إلا أن ما تبع ذلك الحديث هو الذي جعل أفراد الشرطة بالقسم يرفضون المقابلة؛ إذ أن المقتحمين طلبوا اقتياد منسوبيهم المتهمين على ذمة بلاغات نهب والذهاب بهم، فرفض أفراد الشرطة، لا سيما أن هنالك إجراءات بلاغات لا تسمح بإطلاق سراحهم إلا عقب إكمال تلك الإجراءات، وفور سماعهم القصة قاموا بالاعتداء على أفراد الشرطة بالضرب لتحرير المتهمين، وفي تلك الأثناء سارعت كل أفراد قوة القسم للدفاع عن زملائهم، إلا أن المعتدين تمكنوا من تسبيب الأذى والجراح لمنسوبي الشرطة، حتى رئيس القسم العقيد يوسف مساعد لم يسلم من الضرب، إذ تعرض للضرب بعصا على رأسه وأصيب الضابط المناوب إصابة بالغة بكتفه، ليبلغ عدد المصابين (9) من عناصر الشرطة ليتم تدوين بلاغ في تهم تتعلق بالاشتراك الجنائي والاتفاق الجنائي والإزعاج والإخلال بالسلامة العامة والإرهاب والأذى البسيط والجسيم، واستخدام القوة الجنائية والإتلاف والتعدي ومواد أخرى من القانون الجنائي. أسباب الاعتداء تعود أسباب اعتداء منسوبي القوات المسلحة على عناصر الشرطة إلى أن شرطة قسم الصافية كانت قد تمكنت من الإيقاع بأخطر عصابة نهب بالمنطقة كانت تروع المواطنين وخاصة النساء، وعقب ورود الشكاوى للشرطة اتخذت الشرطة إجراءاتها وشكلت تيماً للبحث والتحري للإيقاع بعصابة خطف الحقائب، فتمكن التيم من ضبط ثلاثة من المتهمين على متن دراجة نارية، وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة الصافية وتدوين بلاغ في مواجهتهم وبالتحري تبين أنهم ينتمون للقوات المسلحة وبينما الشرطة توالي تحرياتها معهم؛ نفذت مجموعة من زملائهم عملية مداهمة للقسم بغرض تحريرهم. وأثناء الاشتباكات غير المتكافئة بين عناصر القوات المسلحة الذين فاق عددهم (25) شخصاً وعناصر الشرطة بالقسم قررت عناصر الشرطة إطلاق الرصاص لتفريق المعتدين والحفاظ على أرواحهم، ولكن رئيس القسم العقيد يوسف مساعد أصدر تعليماته الفورية لعناصره وأمرهم جميعاً بعدم استخدام السلاح وعدم إطلاق الرصاص، كما أن المعتدين لم يكتفوا بالاعتداء على عناصر الشرطة فحسب؛ بل لم يسلم المواطنون من أيديهم، وبعد تنفيذ هجومهم امتطوا سياراتهم وغادروا الموقع. حوادث مشابهة لم تكن حادثة قسم الصافية هي الأولى من نوعها، فقد نفذت عناصر القوات المسلحة هجوماً مماثلاً قبل عدة أعوام على اقسام لأكثر من مرتين مختلفتين على خلفية ضبط زملائهم في حالات سكر. فقبل أكثر من عامين اعتدت مجموعة على قسم الشجرة، وأحدثت خسائر وأتلفت أثاثه وأصابت مجموعة من عناصر القسم وسبقتها حادثة مماثلة، الأمر الذي يتطلب من السلطات الأمنية المختلفة وضع ضوابط صارمة تحكم منسوبيها في كيفية التعامل مع الأجهزة الأمنية الأخرى وجميع شرائح المجتمع حقناً للدماء وخوفاً من مغبة زرع الفتنة والبغض بين الأجهزة الأمنية المختلفة.
